عادات وتقاليد الزواج في أوزباكستان:
تبدأ مراسم الزواج من خلال محبة وطلب العريس بالزواج من فتاة أحلامه التي يختارها بنفسه، وبعد ذلك يذهب برفقة أسرته والأقرباء والأصدقاء جميعهم إلى طلب يدها من أهلها، ويتم خلال تلك الجلسة تحديد موعد الزفاف الذي يكون غالباً بعد عامين على أبعد تقدير، حتى يقوم العريس بتجهيز عش الزوجية بالكامل سواء الشقة أو الأثاث أو الأدوات المنزلية، وكافة ما يحتاجه المنزل ولا تتكلف العروس سوى إعداد ملابسها ومن ثم الذهاب لمنزلها الجديد.
يجتمع جميع الأصدقاء بمجرد أن يتفق العريس على الخطوبة، إذ يبدأ أصدقاؤه في الدراسة والعمل، وأقرباؤه من الشباب في التبرع له بما تجود به أنفسهم من المال، حيث يكون ذلك ليساهموا في إيفاء العريس التزاماته الواجب عليه تقديمها، وتستمر تلك العادة حتى قبل موعد الزفاف بيوم واحد.
بعد ذلك يكون العريس قد قام بجمع مبلغاً من المال الكافي، ليساعده على تغطية لوازم الزواج، فيبدأ بإعداد عش الزوجية من خلال شراء شقة تحتويه هو وزوجته، وهذه الشقة ليست بهذا الثمن الغالي، إذ يتراوح سعرها ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دولار، وتصبح بذلك ملكاً له، أو يقوم بالحصول على مسكن حكومي وإن كانت إجراءات ذلك طويلة ومعقدة وتحتاج لوقت طويل حتى يصبح ملكاً له.
وبعد أن يقوم العريس بشراء الشقة وتصبح ملكاً له، يقوم الشاب بتوفير كافة الأثاث للشقة، وتكون جاهزة تماماً لمراسم العرس، ثم يحدد مع أهله وأهل العروس موعد الزفاف، وتقديم مهر العروس الذي لا يزيد أبداً على 100 دولار لدى الشعب الأوزباكستاني، وهناك عادة مميزة لدى أبناء الشعب الأوزباكستاني، حيث يقومون منذ ولادة أطفالهم بادخار مبالغ بسيطة لهم باستمرار، إلى أن يكبروا ويساعدوا بها أبناءهم لتحمل جميع تكاليف الزواج حتى لا يرهقوا أنفسهم بتلك المطالب واحتياجات عش الزوجية المتعددة.
ومن العادات المحببة في الزواج لدى أبناء الشعب الأوزباكستاني، أن عائلة العروسين لا يجتمعان على اختيار الذهب والمجوهرات، حيث يقوم بشراء خاتمين فقط، وإذا أحب العريس أن يهدي عروسه أية مجوهرات ذهبية، فيكون ذلك بعد زواجهم، وهي في منزله ووفق قدراته وإمكاناته المالية.
مراسم الزفاف الأوزباكستاني:
تبدأ مراسم الزفاف لدى أبناء الشعب الأوزباكستاني، عندما يقوم أهل العريس بزيارة أهل العروس بعد أخذ موعد منهم، حيث تنتظرهم وليمة إفطار شهية مكوّنة من اللحوم وطبخة “البلوف” والفواكه ثم ينصرفون لإعداد باقي المراسم.
تقوم بعدها العروس بتجهيز نفسها لليلة زواجها والتزيّن عن طريق إحدى الصديقات المقربات لها، أو كوافيرة تأتي لمنزل العروس، وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً يتوجهون الى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء ومن ثم يتجولون في المدينة لمدة تتراوح ما بين ثلاث الى أربع ساعات يقومون خلالها بزيارة النصب التذكاري لشهداء الزلزال المدمّر الذي أصاب أوزبكستان عام 66 ووضع إكليل من الزهور والترحم على أرواح قتلى الزلزال وتذهب العروس لمنزلها للراحة بعض الوقت واستقبال زميلاتها.
وبعد صلاة المغرب ترتدي العروس الفستان الأبيض التقليدي وتنتظر سيارة زفافها المجهزة بأجمل زينة، إذ يستأجرها العريس لإحضار عروسه من منزلها لكي يتوجه بها إلى أحد الفنادق لقضاء سهرة العمر، وبدء المراسم الرسمية لعقد القران.
ما يفعله الزوج في عادات وتقاليد الزواج في أوزباكستان:
بعد ذلك يتجه العريس إلى مكان إقامة الاحتفال، برفقة الأصدقاء والأهل والأقارب جميعهم، ويرتدي الزيّ الوطني بهذه المناسبة وهو عبارة عن “جابون” ذهبي يوضع على الرأس، يكون به بعض المجوهرات الذهبية ثم يرتدي بشتاً مطرزاً برسومات ذهبية وهو مصنوع من الحرير الخالص.
وعند حلول وقت وصول العروسة برفقة العريس، تكون الفرقة الموسيقية ترحب بها ويتقدم العريس ليفتح باب السيارة ويستقبل عروسه في مراسم تراثية جميلة، وعلى أنغام الفرقة الموسيقية ويدخلون إلى القاعة التي اكتظت بالمدعوين من الأهل والأصدقاء ويقف من في القاعة يرحبون بهم.
عقد الزواج في أوزباكستان:
بعد ذلك يتقدم المأذون لبدء مراسم عقد القران، حيث يقف العروسان أمام طاولة تحتوي على دفتر عقد الزواج، ويبدأ المأذون في تلاوة مراسم العقد، ثم يدعو العريس لوضع ذبلة الزواج في يد عروسته، وبعدها تضع العروس الذبلة في اصبع عريسها وتقوم بتوقيع العقد الرسمي للزواج ومن بعدها العريس يوقع، وبذلك تكون المراسم الرسمية لعقد القران قد تمت بسلام، ويتلقى العروسان تهاني المدعوين والأهل ويجلسان على منصة كبيرة وسط أهل العريس والعروس لتبدأ مراسم على شكل آخر.
في ليلة الزفاف يتقدم المدعوون لتهنئة العروسين من خلال بعض الكلمات يلقونها على مسامعهم، ثم يتقدمون بهدية إلى العروسين وهي غالباً ما تكون هدايا تنفعهم في بداية مشوارهم الأسري وعادة ما تكون أدوات منزلية أو باقة ورد ويقوم أهل العريس بجمع تلك الهدايا وإرسالها الى منزل العروسين. وهناك حفل للأصدقاء في اليوم التالي للزفاف يقوم العريس بدعوة أصدقائه الذين سبق وتبرعوا له بمبالغ مالية الى أحد المطاعم لتناول وجبة إفطار وتوجيه الشكر لهم على مساعدتهم لبناء أسرة جديدة.
بعد ذلك تقوم العروس في مساء اليوم نفسه بدعوة صديقاتها جميعهن لحفلة الزواج؛ لتوجيه كلمات التقدير والشكر الجزيل لهن على تقديم المساعدة لها والوقوف بجانبها، حتى أكملت كافة متطلبات الزواج وتقضي معهن بعض الأوقات المرحة ثم تعود الى منزل زوجها لاستقبال الأهل. في اليوم الثالث يقوم أهل العروس بتوجيه الدعوة الى أهل العريس، كنوع من زيادة الألفة بين الطرفين ويقدمون ألذ ما طاب من الأكل والفواكه والمشروبات.