عادات وتقاليد اللباس في موريتانيا

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد اللباس في موريتانيا:

الملحفة“: هي أحد الأزياء الموريتانية للمرأة، وهو عبارة عن ثوب تقليدي فضفاض يسترها من رأسها إلى قدميها، يتكون هذا الثوب من قطعة واحدة، يتراوح عرضه ما يقارب متر ونصف وطوله ثلاثة أمتار، صمم بحيث يُعقد طرف الثوب من جهة واحدة فقط، يتم عقده عقدتين تسمح للذراع الأيمن والرأس بالظهور، بينما يَلف الجزء الأوسط من الملحفة الجسم والرأس، ويوضع الجزء المتبقي على الذراع الأيسر.

ويمكن تقسيم الملحفة لدى الشعب الموريتاني إلى عدة أنواع منها “الكاز” وهو الأكثر استخداماً وتعارفاً، ذلك بسبب خفته وبساطته وسعره الرخيص، والملحفة هي الثوب المفصل للطبقة المتوسطة من الشعب الموريتاني، أما “كنيبه” و”أسوار” وهي من أنواع الملاحف ذات أسعار غالية جداً قد تصل إلى ما يقارب 500 دولار، وهي خاصة بالطبقة المخملية “الغنية” ولا تلبس عادةً إلّا في الحفلات الخاصة والأعراس.

ويعتبر نزع الملحفة في موريتانيا جريمة في حق عادات وتقاليد المجتمع، التي لها ترابط في المرجعية الدينية والإسلامية. ويسمح للرجل الموريتاني نزع ثوبه التقليدي في أي وقت يريده.

وبالرغم من ذلك تبقى “الدراعة” الثوب الأفضل لدى الرجل الموريتاني، ويبلغٌ طول الطقم الواحد المتكون من “الدراعة والسروال والقميص“، عشرة أمتار من ثوب يُطلق عليه “بازان“، ويكون بلونين فقط هما الأبيض والأزرق السماوي، بتصميم يُبقى جانبي “الدراعة” مفتوحين من أعلى الكتف وحتى مستوى الساق، وهو ما يجعل الأكمام واسعة وعريضة بما يناسب الطبيعة والمناخ وأسلوب العيش.

تعتبر العولمة أحد أهم المعالم الحديثة عند المجتمع الموريتاني، وذلك بالرغم من تعرف الشعب الموريتاني على العديد من الوسائل التواصل الإجتماعي العالمية الحديثة، وما رافق ذلك الانفتاح من تغييرات حصلت على سلوك الكثير من شباب اليوم من حيث العادات والتقاليد، إلّا أن الزي الرجالي الموريتاني المعروف بالدراعة ما زال يحافظ على مكانته، باعتباره زياً مقدساً لا يجوز الابتعاد عنه، رغم انتشار محلات الملابس الغربية ومحاولتها إيجاد مكان لها في قلوب بعض الموريتانيين.

الدراعة” وهي عبارة عن عباءة واسعة بشكل كبير، تعرف بأشكال الرسومات الجميلة التي تظهر عليها، ودقة الخياطة التقليدية التي تظهر على جيبها، وهذا ما يقوم به الخياطون للتغلب على المستورد الذي يباع بأسعار مغرية وعالية جداً لكنه يفتقد الجودة، ويمكن القول أن الشعب الموريتاني متمسك بالزّي التقليدي الخاص فيه منذ الزمن القديم، باعتباره جزءاً لا يجزأ من هويته الوطنية والإنسانية.

يُشار إلي أن خياطة “الدراعة” الموريتانية تعتبر في حد ذاتها فناً يؤكد أصالة وتميز هذا الزّي، الذي ما زال إلى يومنا هذا يتحدى كل المتغيرات التي تقف عائقاً أمام تطوره، فمع التقدم الملحوظ في مختلف المجالات، فإن الدراعة لا تزال هي زيّ الرجل الموريتاني الأول، فلم تستطع البدل الرسمية والملابس الحديثة أن تزعزع مكانتها في نفوس الشعب الموريتاني حتى يومنا هذا.

ورغم تحريضات البعض بالابتعاد عن لبس الزّي الشعبي في وقت العمل والدراسة، أي أعمالهم الأساسية، غير أن الشعب الموريتاني لم يمنح هذه التحريضات أيّة أهمية، وبقي الشعب الموريتاني متعلق باللباس الشعبي التقليدي حتى في خارج البلاد.

حيث يتميز الشعب الموريتاني عن الشعوب الأخرى التي لديها مشكلة تراجع في أهمية الملابس التقليدية لصالح اللباس العصري، فالعادات والتقاليد تعكس بشكل مباشر أذواق الناس، وتحكم عليهم بارتداء الملابس التقليدية التي تعتبر بالنسبة إليهم دليلاً على الاحترام والمكانة الاجتماعية، كما أنها مريحة وتناسب البيئة والمناخ الصحراوي.

وقد قامت العديد من الشركات الموريتانية في اقتحام ميدان خياطة الأزياء التقليدية حول الدول المجاورة لها، وأصبحت تعرض أزياء جاهزة بمقاسات وأشكال مختلفة، مع الحرص على أنها تتلاءم إلى حد ما مع الذوق الشخصي، وظهرت هذه الشركات بسبب الصعوبة والتكلفة الكبيرة من الناحية الفنية في تحديد شكل وطبيعة حجم الثوب التقليدي، الذي يتطلب مهارة وخبرة كبيرة وجودة عالية، ويرتفع الإقبال في مواسم معينة على شراء الأثواب الجاهزة، والتي تكون في بعض الأحيان أرخص ثمناً من الأثواب المستوردة الجاهزة، ورغم ذلك يبقى الثوب المفصل مفضلاً على الجاهز.

وقد عُرف لدى الأزياء في موريتانيا، أن فنية طرح المقاسات تكون وفق اختيار الشخص الذي يملك الثوب وحسب ذوقه “الشخص الذي يقوم بشرائه”، إذ يقوم الشخص على اختيار المقاسات التي يراها مناسبة له، ويختار اللون والتصميم والتطريز المفضل له.


شارك المقالة: