من هو عبيد الله بن الحبحاب السلولي
كان أحد رجال الدولة الأموية، تم تعينه والي على مصر من (724 إلى 734)، وفي عهد الخليفة هشام بن عبد الملك تم تعينه والي على القيروان في إفريقية من (734 إلى 741)، وقعت في اثناء ولايته الثورة البربرية الكبرى في المغرب العربي والأندلس.
أحداث في حكم عبيدالله بن الحبحاب السلولي
ذُكر أنّ عبيد الله بن الحباب أراد تقوية الخزينة وبذلك قام بزيادة الضرائب على البربر مخالفا بذلك الشريعة الإسلامية، و(718) فتوى للخليفة عمر الثاني، وقام عبيد الله بإعادة فرض بعض الضرائب على الذميين مثل الجزية والخراج، وجزية العبيد على السكان المسلمين الأمازيغ، مما أثار غضبهم، وقام عقبة بن السلولي نائبه في الأندلس وعمر بن المرادي في المغرب بتطبيق سياسة عبيدالله، إلاّ أن عبيد الله تجاوز كل الخطوط من أجل إرضاء الأمراء في دمشق.
قام عبيدالله باحتجاز الفتيات والنساء الأمازيغ بسبب صفاتهن كمحظيات عند أمراء دمشق، وأمر عبيد الله، وذُكر أنه من أجل حصوله على رضاهم قام باحتجازهن بأعداد كبيرة وتعدى الأمر إلى زوجات وبنات زعماء البربر، مما أدى إلى انفجار الأمازيغ وقيامهم بثورة عام (740) والتي عُرفت بالثورة البربرية الكبرى.
بدأت انتفاضة في طنجة ضد حياة عبيد الله والمغيرين، أطلقها نشطاء السفريت (الخوارج)، وشكلت القبائل البربرية في غرب المغرب (الغمارة ومكناسة وبرغواتة) ائتلافًا ووصفت الزعيم الأمازيغي ميسرة المطغري بـ “الخليفة”.
استطاع البربر إسقاط طنجة وسقطت المدن على طول المغرب من المضيق إلى السوس، وقام البربر بقتل إسماعيل بن عبيد الله، والذي كان والي على الصوص، بعث عبيد الله أوامره إلى حبيب بن أبي عبيدة الفهري بوقف حملة فتح صقليا وأمره بإعادة الجيش الإفريقي إلى إفريقيا.
في أثناء ذلك قام بإرسال قوة من الفرسان، وهي من النبلاء العرب في القيروان بقيادة خالد بن أبي حبيب الفهري وأُطلق عليها معركة النبلاء، لوقف الأمازيغ وذلك حتى تصل القوة العسكرية في صقلية.
وقعت العديد من المناوشات مع القوة العسكرية العربية في طنجة، قام الثوار الأمازيغ بعزل ميسرة المطغري وتعيين زناتة خالد بن حميد الزناتي، وسرعان ما قام خالد الزناتي بهجوم فوري وقام بقتل النبلاء العرب في معركة النبلاء في أكتوبر (740)، وللأسف وصل دعم القوة العسكرية الإفريقية بقيادة حبيب بن أبي عبيدة بعد فوات الأوان لمنع المجزرة، وتراجعت إلى تلمسان.
أرسل عبيد الله بن الحباب رسالة إلى الخليفة هشام بن عبدالملك يطلب منه الدعم ويخبره بأحداث المعركة إلا أنه أقال عبيد الله في فبراير (741)، وقام بالتجهيز من اجل إرسال قوة عسكرية جديدة بقيادة كلثوم بن إياد القاسي لضبط الثورات الأمازيغية، غادر عبيد الله من إفريقية (741) وعاد إلى الشرق.