علاقة الأنثروبولوجيا بعلم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعد دراسة الأنثروبولوجيا دراسة للأشكال السلوكية الإنسانية، في حين تعتبر العلوم النفسية منطلق لدراسة سلوك الفرد بشخصيته الفردية، حتى إن كانت تتأثّر بالدراسات الاجتماعية. أي أن علم الأنثروبولوجيا يركز على سلوك الإنسان بصورة عامة، وعلم النفس يركز على السلوك بشكل خاص.

ما المقصود بعلم النفس؟

استطاع العلماء تعريف مصطلح علم النفس تعريفاً شاملاً: بأنه العلم الذي يركز على دراسة كلّ ما يقوم به الإنسان وكل ما ينتج عنه من سلوك حركي أو لفظي، وكلّ ما ينتج عنه من نشاط عقلي كالإدراك والتخيل والتفكير، وكلّ ما يستشعره من تأثرات وجدانية وانفعالية كالإحساس باللذة والألم وكالشعور بالضيق أو القلق أو الارتياح أو بالحزن أو بالفرح وبالخوف والغضب، ويسعى علم النفس شأنه شأن العلوم الأخرى إلى فَهم السلوك وتفسيره، والتنبّؤ بما سيكون عليه، وضبط السلوك والتحكم فيه بتعديله وتطويره.

علاقة علم الأنثروبولوجيا بعلم النفس الاجتماعي:

يوجد علاقة مهمة تربط علم الأنثروبولوجيا بعلم النفس الاجتماعي، فيشترك كلاهما باعتمادهم على دراسة نفس العامل وهو الإنسان، فعلم النفس يدرس الإنسان من الجهة النفسية والخصائص الجسمانية التي تنتقل بالوراثة، وكيفية الإدراك لديه، أي أنه يهتم بالعقل والتفكير والشخصية والسلوك، وذلك للوصول إلى الحقائق العامة أو المُطلقة، بينما يدرس علم الأنثروبولوجيا سلوكيات الإنسان وتطورها ونمط حياته، وهو بذلك يشبه علم النفس في بعض الأمور، ولكن يهتم علم النفس الاجتماعي بالسلوك الفردي للإنسان بينما يهتم علم الأنثروبولوجيا بالسلوك الجماعي، وفي كلتا الناحيتين فإن نتائج الدراسات تنصب في مصلحة الإنسان وتطور حياته، فالإنسان لا يستطيع العيش في البيئة لوحده، وإنما يتشارك مع غيره من الأفراد لتكوين المجتمعات.

مناهج البحث المستخدمة في علم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا:

تتركز الدراسة في علم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا على التفاعل والمشاركة البيئية الوجدانية والتعاونية والغيرية بين أفراد المجتمع، وذلك عن طريق استخدام مناهج مختلفة، ومن هذه المناهج:

  • المنهج العلمي: يتميز المنهج العلمي ربط الوقائع والمعلومات عن طريق الملاحظة المنظمة لا العارضة، والملاحظة الموضوعية لا الذاتية؛ أي الملاحظة التي لا تتأثر بميول الباحث وعواطفه وانحيازه وأفكاره السابقة، وأيضًا يعتمد على الملاحظة التي يمكن التحقق من صحتها؛ أي من الممكن أن يعيدها باحثون آخرون ويخرجون بنفس النتائج.
  • منهج التأمل الباطن: وبمعناه العلمي هو ملاحظة الفرد لما يحدث في انفعالاته من خبرات حسية أو عقلية عن طريق ملاحظة منظمة وشاملة ، يكون الهدف منها تفسير هذه الحالات وتأويلها، ومن أبسط أمثلة الاستبطان عندما يشرح الإنسان ما يشعر به للآخرين، ولكن واجه الكثير من الاعتراضات بسبب حقيقة أنه غير موضوعي ولا يمكن التحقق من صحته.
  • المنهج التجريبي: لا يمكن للعلم أن يقتصر في بحوثه على الانتظار لوقوع الأحداث والظواهر لملاحظتها، فإن سير الأبحاث سيكون بطيئًا، لذا كان لا بد من أن يتدخل الإنسان فيرتب الظروف التي تقع فيها الظواهر ترتيبًا معينًا، ثم يلاحظ ما يحدث، وهذه هي التجربة، فليس التجربة إلى ملاحظة مقصودة مقيدة بشروط تجعلها تحت مراقبة الباحث وإشرافه.

ومن هنا نجد أن وظيفة عالم الأنثروبولوجيا في محاولاته لكشف الظواهر الاجتماعية وما وراءها من أمور، هي نفسها التي يستخدمها عالم النفس من حيث استخدامهم نفس المناهج.


شارك المقالة: