علاقة العلم بالمعرفة الثقافية

اقرأ في هذا المقال


علاقة العلم بالمعرفة الثقافية:

في الماضي اندمجت المعرفة بالعلم، حيث كان كل منهما يشير إلى المعلومات المتراكمة عن طريق التأمل والحدس والحواس، أو عن طريق نقل كالم الأقدمين دون تمحيص أو نقد، أو حتى عن طريق الملاحظة  ولم يكن يجمع هذه وأيضاً المعلومات نسق فكرى وموضوعي واحد وواضح، لم يمكن التوصل بواسطتهما إلى معرفة العلاقات السببية لذلك كان العلم هو نقل ما قاله القدماء.

والمعرفة هي شمولية ما يتم تداوله وبالتالي كان كل منهما يتكئ على الذاكرة، وليس على الواقع واكتشاف ما يسببها.

اندمج مفهوم العلم وفى الحديث أيضا بالمعرفة، فالعلم في المعنى الحديث، وبعد مولد النزعة التجريبية أصبح هو أعلى المستويات وعياً  الإنسانية بالكون والطبيعة بشكل عام، وبالتاريخ، والبنيان الاجتماعي، وبالإنسان اشخص ذاته وأصبح يمثل النظام المعرفي المتكامل الذي تتأكد الحقائق من المحتويات.

وكذلك فإنه في الحديث أتخذت المعرفة مكاناً مستقل عن كافة النزعات الفطرية، ولم تعد هي مجرد المعلومات التي تنقلها الحواس الى العقل، وأصبحت مرتبطة بمبدأ العلم من ناحية، والمنطق الذي يستند الى المفاهيم السائدة في المجتمع المكان والزمان والسببية والوجود ببعديه المادي والمعنوي، من ناحية أخرى.

وبالإضافة لذلك وجدت المعرفة المعروفة بظروف تحصيلها ومعرفتها ووسائل التحصيل ومنهج المعرفة وقد ارتبطت هذه النوعية من المعرفة بالمنظور الاجتماعي للمعرفة، ثم تقدم الأمر بتقدم العلوم الحديثة الرياضيات والعلوم الطبيعية، وأصبحت المعرفة التي تنتجها هذه العلوم واحدة في كل السياقات الاجتماعية، وهو ما يعنى بالمعرفة الموضوعية أو المعرفة العلمية.

وكذلك فإن اندماج العلم بالمعرفة في العقود الأخيرة من القرن الماضي قد أوجد علوم حديثة تقوم على دراسة المعرفة كعلم، وعلى دراسة الرابطة بين العلم والمعرفة وهي:

الأبستمولوجى، وهو الذي يتضح بالبحث عن المعرفة فلسفياً ومنطقياً الأسس للمبادئ العلمية، وأيضاً  والمبادئ والقوانين والمنهجية، وكمية مصداقيتهم بالاعتماد على المفاهيم والمنهجية.

ويفهم بتجاوز علم المعرفة الأبستمولوجي من مجرد البحث في كمية مصداقية المفاهيم والمنهجية الخاصة بالمعرفة إلى مصداقية المعرفة علمياً وموضوعياً البحث في وربطهما بالمعلومات والحقائق المؤكدة قبل ربطهما بالمفاهيم والحدود المنطقية مصداقية المحتوى، أي المربط عرفة بالمعلومات والحقائق المقطوع بصحتها.


شارك المقالة: