هناك علاقة بين علم الاجتماع وبين العلوم الأخرى، وإذا تأملنا الكائنات الحية وحاولنا تقسيمها إلى مجموعات فيمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات وهي:
1- الكائنات غير العضوية: مثل الصخور والرمال والتربة.
2- الكائنات العضوية: وهي التي تتكون في الأساس من الكربون والهيدروجين والأكسجين وهي على الأغلب تكون كائنات حية مثل: الإنسان والحيوان والنباتات.
3- الكائنات فوق العضوية: وهي الكائنات التي تكون مستقلة بكيانها ويمكن معرفتها من خلال العلم، ولا يمكن إدراك هذه المخلوقات من خلال الحواس مثل الشخصية.
كما يمكن تعريف الكيان العضوي: هو عبارة عن البناء الثقافي الذي يتكون من العادات والتقاليد والمواقف الفكرية والعقائد التي يميز الإنسان فيها بين الخطأ والصح.
الجماعة: وهي عندما يلتقي أكثر من شخصين في موقف اجتماعي معين ويتكرر اللقاء يتكون لدينا كائن فوق عضوي وبالتالي تتكون الجماعة.
حيث تعتبر الجماعة كائن فوق عضوي له كيانه ووجوده المستقل عن الأفراد أو المخلوقات العضوية الإنسانية المكونه في الأساس للجماعة.
كما تشمل الكائنات فوق العضوية على المجتمع المحلي الذي يتكون من مجموعه من الجماعات المترابطة مع بعضها البعض وتكون في النهاية المجتمع الكبير.
وبالتالي فإنها تعتبر كل من الشخصية والجماعة والمجتمع المحلي والمجتمع الكبير من المخلوقات فوق العضوية، لها وجود مستقل عن الكائنات غير العضوية والكائنات العضوية.
وبالتالي يمكن التوصل إلى أن البيئة من الممكن أن تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي:
1- البيئة الطبيعية: وهي البيئة التي يعيش فيها الكائنات العضوية وغير العضوية.
2- البيئة الاجتماعية: وهي البيئة التي تتكون من الكائنات الاجتماعية مثل الجماعة.
3- البيئة الميتافيزيقية: وهي البيئة التي تتكون من الغيبيات والأشياء غير الملموسة والاعتقادات التي يتبناها الأفراد، مثل الشخصية.
وبالتالي فإن علم الاجتماع الريفي هو عبارة عن نظام متكامل وفرع من فروع علم الاجتماع، ويشترك علم الاجتماع الريفي مع العلوم الباقية من أجل تطوير وتقدم المجتمع الذي نعيش فيه.
العلاقة العضوية بين علم الاجتماع الريفي والإرشاد الزراعي:
حيث تزامن ظهور علم الاجتماع الريفي مع ظهور العمل الإرشادي أو الخدمات الإرشادية، حيث أن علم الاجتماع الريفي له إسهامات واضحة في تطوير عمل الإرشاد الزراعي.
كما ساهمت الأوضاع المؤسسية التي ساعدت على نشوء وتطور علم الاجتماع الريفي في زيادة الفهم والوعي والإدراك في تطور الإرشاد الزراعي.
حيث قام لارسون بوضع مجموعة مجالات وكان عددها خمسة، ساعد فيها علم الاجتماع الريفي في تطور الإرشاد الزراعي وهي:
1- فهم وإدراك المصطلحات والمفاهيم الأساسية التي ترتبط بالإرشاد الزراعي والعمليات تقوم على بناء المفردات الجديدة ونشرها مثل: (القيادة، الفعل الجماعي، الجماعات المحلية والجماعات غير الرسمية).
2- الإسهامات التي قدمتها البحوث الاجتماعية، والتي من الممكن تطبيقها في الإرشاد الزراعي.
3- فهم وتحليل السياق الاجتماعي للمشكلات الاجتماعية، والذي يحتاج إلى اتخاذ قرار وسياسة عامة تتعلق بالإرشاد الزراعي.
4- فهم النظام والأنساق الاجتماعية للمشكلات، والتي تتطلب اتخاذ قرارات متعلقة بالأداء في مجال الإرشاد الزراعي وإجراءاته.
5- الإسهامات الاجتماعية الريفية المتعلقة بالبحث العلمي في المؤسسة الإرشادية وتقييم الإرشاد الزراعي.