علم الاجتماع عند إرفنغ غوفمان

اقرأ في هذا المقال


علم الاجتماع عند إرفنغ غوفمان:

ولد إرفنغ غوفمان عام (0922، 1982)، في كندا الناطقة بالإنكليزية في عائلة يهودية من أصل روسي، وتابع دراسة السوسيولوجيا في شيكاغو، وتعمق تحديداً في أعمال ميد وفرويد وفيبر وراد كليف براون ودور كايم وزيمل الذي سيأخذ منه المقاربة الميكروسوسيولوجية.

دافع عن أطروحته عام 1953 حول طريقة التواصل في قلب جالية تعيش في الجزر، وهي ثمرة مشاهدة بالمشاركة على مدى عام في جزر شيتلاند حول أشكال الحياة الاجتماعية بين السكان، وبعدها مارس التعليم لفترة قليلة أو دون حماس، كما قال في بيركلي وفيلادلفيا، وفي الحقيقة كان قد جذبه البحث، ولم يتوقف فكره عن التطور حتى مماته 1982.

التواصل هو التيمة الثابتة في أعمال غوفمان، فقد حلل التفاعلات الاجتماعية وطقوس اللياقة والمحادثات، وكل ما يشكل شبكة العلاقات اليومية، وفيها نظر إلى التفاعل كمنظومة تتأسّس من خلالها الثقافة، تكتسب هذه المنظومة معايير وأليات للتنظيم، تلكم مثلاً هي حالة وجوب الالتزام، وهي القاعدة الاجتماعية التي تنص على أنّ كل شخص داخل في نقاش مع آخر يجب أن يبدي التزاماً كافياً في هذا النشاط، النقاش بصفته بؤرة انتباه رئيسية يمتلك صفة فريدة، ﻷنّه يخلق بالنسبة لمن يشاركون فيه عالماً وواقعاً يشارك فيهما الآخرون أيضاً.

إنّ طقوس التفاعل هي مقدار من المناسبات لتأكيد النظام الأخلاقي والاجتماعي، ففي اللقاء يسعى كل فاعل إلى تقديم صورة قيمة عن نفسه، هي الوجه (المظهر) أو القيمة الاجتماعية الإيجابية التي يدّعيها الشخص عملياً من خلال توجّه الفعل الذي يفترض الآخرون أنّه تبناه في سياق لقاء خاص أحد الرهانات الرئيسية للتفاعل هو تقديم صورة جيدة أن لا تريق ماء وجهك، وفي سبيل ذلك المفروض من الناس أن يتعاون الجميع في نمط من التوافق السطحي (الظاهري)، وتبعاً ﻷسلوب في السلوك المضمر (القواعد الاحتفالية).

أمّا كتاب تقديم الذات 1956 فهو أول عمل لغوفمان، وفيه يقارن العالم بعرض مسرحي يلعب فيه الأفراد أوار الممثلين، وتلعب العلاقات الاجتماعية دور التمثلات الخاضعة لقواعد دقيقة، أحد الأسئلة الرئيسية التي تفرض نفسها على الممثل في الحياة كما في المسرح، هو أن يخلق عند الغير انطباعاً بالواقعية من أجل الإقناع بالصورة التي يرغب بتقديمها عن نفسه، وفي سبيل ذلك عليه أن يكيف حضوره مظهره الشخصي مع دوره وأن يحول هذا الدور إلى دراما، أي أن يدمج في نشاطه علامات ستضفي بريقاًً وبهاءً على بعض تصرفاته.


شارك المقالة: