علم الاجتماع عند هوبهاوس:
ومن بين علماء الاجتماع نجد هوبهاوس الذي يعتبر خليفة لهربرت سبنسر، فقد بنى نظريته السوسيولوجية على أساس فلسفته العامة في التطور، فإذا كان سبنسر قد اقتنع بأن التطور عبارة عن عملية تباين متقدم، وتوافق أفضل، فإن هوبهاوس أيضاً اعتبر أن غاية عملية التطور هي تحقيق الانسجام التام، والتناسق الكلي في الحياة الاجتماعية.
كما أن كلاهما نظر إلى المجتمع باعتباره وحدة عضوية، على أن هناك اختلافات بين سبنسر وهو بهاوس، فيعتقد سبنسر أن التطور يسير أوتوماتيكياً بالرغم من تدخل الإنسان على حين يدعي هوبهاوس أن مهما كانت عملية التطور معتمدة أوتوماتيكياً على الصراع من أجل البقاء إلا أنها تعتمد أكثر وأكثر على التحكم الشعوري للعقل الإنساني.
وأن التقدم سيعتمد أولاً على التوجيه الشعوري للعقل الإنساني، ودورة في العملية الاجتماعية، وكذلك يرى سبنسر أن الطبيعة العضوية للمجتمع تعتمد على الاستخدام الواسع للمماثلة البيولوجية، بينما يمتنع هوبهاوس عن إستخدام المصطلحات البيولوجية، ولكنه يتحدث دائماً عن الوحدة الضرورية للحياة الاجتماعية والاعتماد المتبادل بين أجزائها، هذا فضلاً عن أن هوبهاوس يتناول مشكلات المجتمع من وجهة نظر الفلسفة التطورية، ولكنه مع ذلك يتميز بكونه عالم اجتماع واسع العلم، يميل للديمقراطية، في مجال فكره السياسي.
ونجد هوبهاوس يناقش علاقة علم الاجتماع بعلم السياسة، فيقول إن علم السياسة فرع متخصص من علم الاجتماع، حيث أن علم السياسة يدرس التنظيم السياسي داخل المجتمع.
ويرى أن فهم موضوع علم الاجتماع هو من أجل التقدم الاجتماعي، فهو علم التقدم الإنساني، فتفاعل الدوافع الإنسانية وتفاعل الأفراد هو العنصر الأساسي في العملية الاجتماعية، وهو الموضوع الرئيسي للتطور الاجتماعي وهذا التفاعل هو الحقيقة الأساسية في الحياة الاجتماعية، وكأن التأثير الذي يمارسه على الأفراد هو الحقيقة الأساسية في التطور الاجتماعي.
ومن وجهة نظر هوبهاوس إن التقدم الاجتماع هو الهدف الأساسي للدراسات الاجتماعية ويفرق بين التقدم والتطور، فيرى أن التطور أعم وأشمل، فقد يتضمن تقدماً، وقد يتضمن تطوراً، أما المقصود بالتقدم الاجتماعي فهو نمو الحياة الاجتماعية من حيث الصفات التي لها قيمة عند الإنسان، ولا يعتمد التقدم الاجتماعي على العوامل البيولوجية، بل إنه شيء ثقافي ينتج عن عوامل نفسية واجتماعية.
والتقدم الاجتماعي عند هوبهاوس هو نهاية المطاف في عملية التطور الاجتماعي، وهو ينطوي على ازدياد تكيف الأفراد مع المجتمع وتناسق أشكال التنظيم الاجتماعي المختلفة، وتناسق المجتمع ككل مع بيئته ويشير إلى أنه من الممكن أن نعتبر التقدم الاجتماعي تطوراً لمبادئ الوحدة والنظام والتعاون والانسجام بين الكائنات الإنسانية.