تتمحور العديد من الأدبيات السيميائية حول تقديم مقدمة حول الدراسات السيميائية، وكذلك تقديم مفهوم لعلم النفس السيميائي.
مقدمة حول الدراسات السيميائية
السيميائية التي تسمى أيضًا الدراسات السيميائية أو علم السيميولوجيا هي دراسة العلامات، سواء بشكل فردي أو مجمّع في أنظمة الإشارات، وتشمل دراسة كيفية صنع المعنى وفهمه، ويختبر علماء السيميائية تقريباً كيف تعمل المخلوقات الحية بغض النظر عن كتلتها أو قوتها بالقيام بتنبوء عن المكانة السيميائية في الوجود والتكيف فيها، وتضع السيميائية نظريات على المستوى العام حول العلامات، بينما تتم تغطية دراسة اتصال المعلومات في الكائنات الحية في علم الأحياء.
وتم تهجئة هذا الموضوع في الأصل لتكريم جون لوك الذي صاغ لأول مرة مصطلح السيميوتيك من الكلمة اليونانية σημειον أو سيميون والتي تعني علامة أو إشارة، وترتبط السيميائية ارتباطًا وثيقًا بمجال علم اللغة، والذي من جانبه يدرس بنية اللغة ومعناها بشكل أكثر تحديدًا، وغالبًا ما تنقسم السيميائية إلى ثلاثة فروع:
الدلالات: العلاقة بين العلامات والأشياء التي تشير إليها، دلالاتها أو معناها.
النحوية: العلاقات بين العلامات في الهياكل الرسمية.
البراغماتية: العلاقة بين العلامات وتأثيراتها على الأشخاص الذين يستخدمونها.
ويصف علماء الاجتماع الرموز والعلامات والإشارات فيما له علاقة بالوسيلة التي تصلل بها، وترتكز عملية نقل المعنى تلك على استعمال العلامات التي من الممكن أن تكون الدلالات الفردية أو الكلمات التي يستعملها الناس لأنشاء الجمل، أو تعبيرات الجسد التي تظهر عليهم للتعبير عن المواقف أو الأحاسيس، أو أشياء عامة مثل الثياب التي يلبسونها، وحتى يتم صياغة كلمة للإشارة إلى شيء ما لا بد من النظر للكلمات المعجمية.
ويجب أن يتفق المجتمع على معنى بسيط ومعنى دلالة داخل لغتهم، لكن هذا المصطلح بأمكانه أن يقوم بنقل ذلك المعنى لوحده داخل الهياكل الدلالية للغات وكذلك رموزها، وتشكل الرموز كذلك قيم الثقافات وهي لها القدرة على وضع ظلال جديد من الدلالة إلى كل واجهة من واجهات الحياة.
ولتقديم فهم حول العلاقة بين السيميائية وعمليات الاتصال لابد من توضيح ماذا تعني عمليات الاتصال إذ تعني أنها عمليات يتم من خلالها نقل المعلومات من مكان إرسال إلى جهاز استقبال بقدرة كبيرة قدر المستطاع من الكفاءة والفعالية، وبعد ذلك يعمل علماء الاتصال بأنشاء نماذج تعتمد على الرموز والعلامات والوسائط والخطابات لتوضيح علم الأحياء وعلم النفس والدراسات المعنية.
ويفهم كل من المجالين كذلك أن الوسيلة التقنية لا يمكن أبعادها عن حقيقة أن الجمهور يجب أن يفك تشفير المعلومات، بمعنى أن يكون عنده القدرة على تصنيف المعلومات على أنها مهمة وإخراج معاني منها، وهذا يدل على وجود تمازجاً كبير بين السيميائية والتواصل.
وفي الواقع يتم تبادل وربط الكثير من المصطلحات على الرغم من الاختلاف في التركيز في كل نوع في الرسائل والدلالات، ويشير العالم مارسيل دانيسي أن من أساسيات السيميائية هي دراسة المعنى أولاً ثم الاتصال ثانيًا، ويتم أعطاء فكرة أكثر توسعاً من قبل رولان بارت عام 1965 الذي باعتباره عالم سيمائية اعتبر موضوع نظرية الاتصال ليس لها علاقة بعمل السيميائية.
ويجب أيضًا التمييز بين السيميائية وعلم اللغة على الرغم من أن كلاهما يبدأ من نفس النقطة، إلا أن السيميائية تربط الحقائق اللغوية بالحقائق غير اللغوية لإعطاء تغطية تجريبية أوسع وتقديم استنتاجات تبدو أكثر منطقية.
لأن البشر بشكل بديهي يفهمون إنه لا يمكن للمرء تفسير اللغة إلا في سياق اجتماعي يطلق عليه أحيانًا شبه المحيط، وتفكك اللسانيات البحتة اللغة إلى مكوناتها، وتحلل الاستخدام في الوقت البطيء، بينما في الوجود الحقيقي للتعامل السيميائي البشري غالبًا ما يكون هناك ضبابية فوضوية للغة وتبادل الإشارات التي تحاول السيميائية تحليلها وبالتالي وضع القواعد التنظيمية المرغوبة من قبل جميع الجمهور، وربما يكون العلاقة بين السيميائية وفلسفة الاتصال أكثر تعقيد، أي أن الفرق هو الفرق في العمليات أكثر من الفرق بين الموضوعات.
وأطلق مؤلفون مختلفون على أنفسهم اسم فيلسوف اللغة أو السيميائي، وهذا الاختلاف لا يتناسب مع الفصل بين الفلسفة التحليلية والفلسفة القارية، وعند عمل فحص دقيق وجد هناك بعض الفرقات فيما يتعلق بالموضوعات، وتولي فلسفة اللغة مزيدًا من الاهتمام باللغات الطبيعية أو اللغات بشكل عام، في حين أن السيميائية تشعر بقلق عميق بشأن الدلالة غير اللغوية.
علم النفس السيميائي
يشير العلماء والفلاسفة إلى إنه تم التعرف على أهمية السيميائية والعلامات والإشارات من خلال الكثير من مفاهيم علم النفس، واستكشف العالم تشارلز بيرس العلاقة بين الرموز والذات الوجودية، واعتبر تشارلز بيرس طبيعة العلامة توجد داخل تخصص علم النفس.
وكان لنظرياته تأثير شبه دائم في علم النفس وخاصة من خلال النماذج السيميائية، وفي الفترة الأخيرة جادل تشارلز بيرس في دراساته حول علم النفس السيميائي بأن المناهج السيميائية متضمنة في عمل معظم الفلاسفة الرئيسيين لعلم النفس ويمكن كلهم، وقد فضل تشارلز ساندرز بيرس مؤسس العقيدة الفلسفية المعروفة بالبراغماتية مصطلح علم النفس السيميائي.
وهذا التأثير بين علم السيميائية وعلم النفس النسبي لا يمكن فصله بأي صورة من الصور إلى أفعال بين العلوم، وتشارلز بيرس تطور مفهومه عن علم النفس السيميائي طوال حياته المهنية بدءًا من العلاقة الثلاثية التي تم وصفها وانتهاءً بنظام يتكون من عنصرًا وعلاقات محتملة.
وأحد أسباب هذا العدد الكبير هو إنه سمح لكل مترجم أن يعمل كإشارة، وبالتالي خلق علاقة دلالة جديدة، وكان تشارلز بيرس أيضًا منطقيًا بارزًا، واعتبر السيميائية والمنطق وجهين لنظرية أوسع، ولمحاولة جادة لتنظيم مساهمات تشارلز تشارلز بيرس غير المنتظمة في السيميائية.
واقترح فرديناند دو سوسور أب علم اللغة الحديث مفهومًا مزدوجًا للعلامات، وربط الدال على إنه شكل الكلمة أو العبارة التي يتم نطقها، والمشار إليه على إنه المفهوم العقلي، ومن المهم أن يتم ملاحظة إنه وفقًا لدو سوسور فإن الإشارة اعتباطية تمامًا، أي لم يكن هناك ارتباط ضروري بين الإشارة ومعناها.
وهذا يميزه عن الفلاسفة السابقين مثل أفلاطون أو السكولاستيين، الذين اعتقدوا إنه يجب أن يكون هناك بعض الارتباط بين الدال والموضوع الذي يشير إليه، كما أن إصرار دو سوسور على اعتباطية العلامة قد أثر أيضًا بشكل كبير على الفلاسفة اللاحقين، وخاصة منظري ما بعد الحداثة مثل جاك دريدا ورولان بارت وجان بودريلار.
وصاغ فرديناند دو سوسور مفهوم علم النفس السيميائي خلال دراسته في علم اللغويات السيميائية في عام 1906 إلى عام 1911، وأشار دو سوسور إلى إنه لا توجد جملة لها معنى بطبيعتها، بمعنى أن الجملة ما هي إلا دال، أو أنها تمثيل لشيء معين، ولابد من مزجها مع الدماغ ومع المدلول أو الشيء المعين نفسه، وأذا كان لا بد من تكوين علامة متكاملة بالمعنى يعتقد دو سوسور أن تجزيئة الإشارات كان أمراً علمياً وضرورياً.