في عهد من فُتحت بلاد مابين النهرين (العراق)؟
بعد حروب الردة، قام زعيم قبيلة في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، المثنى بن حارثة، بمداهمة المدن الفارسيّة في بلاد الرافدين (ما يعرف الآن بالعراق).
كان أبو بكر بن الصديق قويًا بما يكفي لمهاجمة الإمبراطوريّة الفارسيّة في الشمال الشرقي والإمبراطوريّة البيزنطيّة في الشمال الغربي كانت هناك ثلاثة أغراض لهذا الفتح أولاً، على طول الحدود بين شبه الجزيرة العربيّة وهاتين الإمبراطوريتين، كان هناك العديد من القبائل العربيّة البدويّة التي كانت كعازل بين الفرس والرومان والدولة الاسلاميّة.
كان أبو بكر الصديق يأمل أنّ تقبل هذه القبائل الإسلام وتساعد المسلمين في نشره، إضافة الى ذلك كان السكان الفارسيّون والرومانيّون يخضعون لضريبة عالية جدًا؛ كان أبو بكريعتقد أنّه قد يتم إقناعهم بمساعدة المسلمين الذين وافقوا على إعفائهم من الجزية المفرطة.
وأخيرًا، كان أبو بكر يأمل في أنّ يهاجم الخطر من حدود الدولة الإسلاميّة بمهاجمته العراق وسوريا مع نجاح الغارات، تمّ جمع كمية كبيرة من الغنائم، ذهب المثنى بن حارثة إلى المدينة لإبلاغ أبو بكر عن نجاحه وعُيّن قائداً لشعبه، وبعد ذلك بدأ في مداهمة أعمق في بلاد ما بين النهرين.
باستخدام حركة سلاح الفرسان الخفيف، يمكنه بسهولة مداهمة أي بلدة بالقرب من الصحراء والاختفاء مرة أخرى في الصحراء، بعيدًا عن متناول الجيش الساساني جعلت أعمال المثنى أبو بكر يفكر في توسيع الخلافة الراشديّة.
لضمان النصر، اتخذ أبو بكر قرارين بشأن الهجوم على بلاد فارس: أولاً، سيتكون الجيش الغازي بالكامل من المتطوعين؛ وثانيًا قام بتعيين أفضل قادته، خالد بن الوليد كقائد لهذه الغزوة، بعد هزيمة النبي صلى الله عليه وسلم لمسيلمة الكذاب في معركة اليمامة، كان خالد بن الوليد لا يزال في اليمامة عندما أمره أبو بكر بغزو الإمبراطوريّة الساسانيّة.
كان أول هدف لخالد بن الوليد، وأرسل أبو بكر تعزيزات وأمر زعماء القبائل في شمال شرق شبه الجزيرة العربيّة، المثنى بن حارثة، مظهر بن عدي، للعمل تحت قيادة خالد بن الوليد.
في الأسبوع الثالث من مارس 633 (الأسبوع الأول من محرم الثاني عشر الهجري) انطلق خالد بن الوليد من اليمامة بجيش من (10000) فرد وانضم إليه زعماء القبائل، مع كل زعيم من الزعماء (2000)، وارتفع عدد الجيش الإسلامي إلى (18000).
بعد دخول بلاد ما بين النهرين، حقق خالد بن الوليد انتصارات حاسمة في أربع معارك متتالية: معركة السلاسل التي خيضت في أوائل أبريل، ومعركة النهر التي خيضت في الأسبوع الثالث من أبريل، وفي الشهر التالي خاض خالد معركة الولجة، و معركة اليس التي خيضت في منتصف مايو.
الأمبروطوريّة الفارسيّة، التي كانت مضطربة بالفعل بسبب المشاكل الداخليّة، أصبحت في حالة من الفوضى في الأسبوع الأخير من شهر مايو، سقطت مدينة حراء المهمة بيد المسلمين، بعد استراحة جيوشه، في يونيو، حاصر خالد بن الوليد مدينة الأنبار، التي استسلمت في يوليو ثم تحرك خالد بن الوليد نحو الجنوب، وفتح مدينة عين التمر في الأسبوع الأخير من يوليو عند هذه النقطة، كان معظم ما هو الآن العراق تحت السيطرة الإسلاميّة.
تلقى خالد دعوة للمساعدة من شمال شبه الجزيرة العربيّة في دومة الجندل، حيث حوصر جنرال عربي مسلم آخر، إياد بن غانم، بين قبائل المتمردين ذهب خالد إلى هناك وهزم المتمردين في معركة دومة الجندل في الأسبوع الأخير من أغسطس.
عند عودته، تلقى أنباء عن تجميع جيش فارسي كبير قرر هزيمتهم جميعًا بشكل منفصل لتجنب خطر هزيمتهم من قبل جيش فارسي كبير موحد كانت هناك أربعة أقسام من المساعدين العرب الفارسيّين والمسيحيّين في حنفيز وزوميل وصاني وموزيح.
قسم خالد جيشه إلى ثلاث وحدات، ووظفهم في هجمات منسقة بشكل جيد ضد الفرس من ثلاث جهات مختلفة في الليل، في معركة المزيية، ثم معركة السنية، وأخيرًا معركة الزميل، كل ذلك خلال شهر نوفمبر.
هذه الهزائم المدمرة أنهت السيطرة الفارسيّة على بلاد ما بين النهرين، وتركت العاصمة الفارسيّة قطسيفون عرضة للخطر قبل مهاجمة قطسيفون، قرر خالد القضاء على جميع القوات الفارسيّة في الجنوب والغرب.
وبالتالي سار ضد مدينة فراز الحدودية، حيث هزم القوات المشتركة للفرس الساسانيّين والبيزنطيّين والعرب المسيحيّين في ديسمبر كانت هذه المعركة الأخيرة في غزوه بلاد ما بين النهرين.
بينما كان خالد في طريقه لمهاجمة القادسية (حصن رئيسي في الطريق إلى قطسيفون)، أمره أبو بكر بالتوجه إلى الجبهة الرومانيّة في سوريا لتولي القيادة هناك.