بعتبر ملك السويد كان عبقري عسكري من نوع واحد، إلا أن الخير الذي قام به أزيل من خلال حملاته العديدة التي دفعه طموحه النتسرع إليها، حيث كرس شبابه للحرب وفي سنة 1700 هزم الجيش الروسي في نارفا ثم هزمهم مرة أخرى في غرودنو وبعدها حاصر بولتوفا في أوكرانيا لكنه هزم على يد القيصر بطرس الأكبر.
لمحة عن كارل الثاني عشر ملك السويد
لجأ كارل الثاني عشر إلى الإمبراطورية العثمانية العدو الأساسي لروسيا، وبعد أن مكث هناك لمدة من الزمن رجع إلى الدول الاسكندنافية واستعد سنة 1716 لغزو النرويج، حيث أثناء حصار مدينة هالدين قتل برصاصة أطلقها جندي مشاة مسلح ببنادق من الطراز القديم تعرف باسم البنادق، حيث كلفت حملاته العسكرية ثروات كبيرة وبعد موته لم يعد يعترف بالسويد كدولة أوروبية رئيسية.
بعد هزيمته في معركة بولتافا لجأ الملك كارل إلى الإمبراطورية العثمانية وأقام في بغدان بإذن من السلطان أحمد الثالث، كما سمح السلطان العثماني للملك بإنشاء مجتمع صغير هناك يضم جميع اللاجئين السويديين الذين رافقوا كارل لكن بشرط أن يدفع الملك نفقات إقامته.
نتيجة لذلك لقد أطلق عليه العثمانيون لقب الرأس الحديدي ورغم التهكم والسخرية في اللقب فقد قبله ملك السويد من حيث المبدأ، حيث عيّن السلطان أحمد طبيباً برتغالياً يهودياً لعلاج الملك الذي كان يعاني من جرح شديد أدى إلى ارتفاع درجة حرارته باستمرار.
بدأ السلطان أحمد الثالث ينزعج من وجود ملك السويد وعندما تكررت الشكاوى من التجار وأهالي المدينة حول اختلاس السويديين للمال وعجزهم عن سدادها التي اقترضوها والمؤامرات التي سمعها، حيث قرر نقل كارل إلى أدرنة وقام الجنرال مع الإنكشارية بمهاجمة منزل الملك كارل وأتباعه وخربوه وأصدر السلطان أوامر للإنكشارية بعدم قتل الملك والاكتفاء باعتقاله.
لذلك تم وضع الملك كارل الثاني عشر تحت الإقامة الجبرية واستمر في إدارة مملكته عن طريق إرسال سعاة لم يتوقفوا على الإطلاق بين الأراضي العثمانية والسويد، حيث تم نقله إلى إقامة جبرية جديدة في اسطنبول والتقى مباشرة بالسلطان أحمد الثالث وتعرف على مظاهر التفوق العسكري والعلمي العثماني.
عندما طلب السلطان أحمد من ملك السويد مغادرة بلاده تباطأ وتظاهر بالمرض لمدة عشرة أشهر، وفي النهاية غادر إلى السويد بعد تلقيه تهديدات بإقالته من العرش، حيث كان حاملاً معه كتاب حماية من السلطان العثماني يمنع أي دولة أوروبية من التعرض له وتمكن كارل من الوصول إلى بلاده في غضون فترة وجيزة.