اقرأ في هذا المقال
ناقش علماء الاجتماع في العديد من دراساتهم كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي وكونية الإنسان بين البعد السيميائي والنقد الثقافي.
كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي
تتناول كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي التحولات في الحياة الثقافية في القرن الحادي والعشرين بسبب أن الثقافة هيمنة الصورة، والتي نتجت عن التغيير الجذري والتقدم الهائل في الإعلام والاتصال وتطوير نظم المعلومات في العالم.
وكل هذا أدى إلى تغييرات في البنية الفكرية، وميل متزايد للانجراف في جميع المجالات، ونشأة مجتمع وثقافة تحكمها ثقافة الصدمة، وإن القضية الأساسية المتعلقة بالصورة هي قضية معرفية، ولا يستطيع المرء ذلك حيث يميز بين الصورة المرئية والمنتج الدلالي، فهو يعيش في عالم محاط بصور بصرية مذهلة ورائعة، فالجميع مثقلون بالصور من جميع الأنواع في الحياة اليومية.
وربما يتم رؤية الصور أكثر مما يتم قراءة الكلمات، وهذه الدراسة حول كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي توفر إطارًا تحليليًا لفهم كيفية إنتاج الصور للمعاني باستخدام النهج السيميائي، والسيميائية هي أهم نهج يمكن استخدامه في تحليل جميع أنواع الصور التي تساهم في التواصل، ويعالج التحليل السيميائي الصور كعلامات تُوصل المعنى.
وغالبًا ما تكون الرموز المستخدمة في العلامات محددة ثقافيًا، وتشير أيضاً هذه الدراسة إلى تركيز المتلقي على التكيف مع هذا الوضع الثقافي المرئي القادر على استيعاب محتوى الخطاب الثقافي الجديد كما هو حاضر في كل تفاصيل الحياة اليومية للمستقبل.
وكان هناك عدد من الأسئلة التي دفعت العلماء لإنجازها ويتضمن هذا البحث عن عناصر ثقافة الصورة وما هو تأثيرها على الإدراك العقلي وإنتاج المعنى الدلالي؟ وما هو انعكاسه على طبيعة الشبكات الاجتماعية بشكل عام؟
وتستكشف هذه الدراسة حول كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي دور الصورة في المجتمع المعاصر من خلال الجمع بين المناهج من السيميائية والدراسات الثقافية، فالسيميائية هي شكل من أشكال اللغويات التطبيقية المعنية بدراسة جميع العلامات والرموز التي تسمح بالتواصل بين الناس سواء كان ذلك تتضمن اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
واللغة الطبيعية الممثلة في أصوات الطبيعة، أو الأشياء التي يتم امتلاكها في الحياة اليومية من الموضة إلى الإعلانات، وإذا كانت العلامات هي الرئيسية في الموضوع السيميائية فأن الدراسات الثقافية حول دلالة المفهوم الضمني من هذه العلامات.
أي أنها تتعلق بالمدلولات الثقافية والمحتويات الدلالية الثقافية لعدد ظواهر الحياة اليومية كاللعب والطعام والملبس والطبخ بالإضافة إلى الممارسات اليومية الأخرى المستخدمة في الحياة، وإذا كان موضوع علماء الاجتماع السيميائية التواصلية في الحياة اليومية فهم يركزون أكثر على السيميائية.
فهو كذلك لأنهم يتحرون كيف أصبحت الصور والتمثيلات الرسومية محورية في صنع المعنى ضمن الشبكات الاجتماعية والتواصلية العالمية المعاصرة والحضارية، وإدراج فكرة نقد ثقافي للصورة كما تم تحديدها في كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي؛ لأن مثل هذا النهج ينطوي على تحليل القيمة المعرفية والمحتوى الثقافي.
ويتيح نموذجًا عميقًا للبحث يمكن أن يخترق ما تحت سطح شبكات الاتصالات، والدراسات الثقافية ترفع الحواجز بين التخصصات والمستويات في الممارسات النظرية للإنسانية، وإنه يبني بالتساوي على الإنجازات الاجتماعية في العلوم الإنسانية.
ومفاهيم مثل العولمة وما بعد الحداثة والتطورات المتعاقبة، وإنه يمثل المرحلة الحالية من الرؤية الفلسفية لجميع جوانب الحياة، بالإضافة إلى ذلك يستفيد النقد الثقافي من مجموعة واسعة من إنجازات الآخرين في التخصصات، لأنهم جميعًا ينتمون إلى ثقافة أنشأها الناس، ويستفيدون من الاختلافات والصور النمطية في الحياة.
ويهتم بالاختلافات بين البنية التحتية والبنية الفوقية، ويميزها ضمن الترتيب الهرمي للقيم، وتعزز مفهوم النقد الثقافي بعد انتشار ظاهرة الثقافة الدراسات التي أصبحت موضوعًا أكاديميًا مناسبًا للدراسة بعد التأسيس في الستينيات.
وهذه الدراسة كونية الإنسان بين البعد السيميائي والتواصلي بدأت كمجموعة من الدراسات في المجالات المختلفة التي تقع جميعها في نطاق الثقافة دون تمييز بين الثقافة العالية والثقافة الشعبية وهكذا.
ويستخدم النقاد العاملون في الدراسات الثقافية المفاهيم التي قدمتها المدارس الفلسفية والاجتماعية والنفسية والسياسية، ويطبقونها على الثقافة الرفيعة والثقافة الشعبية دون تمييز بينهم من حيث الجودة، حيث تبدأ هذه الدراسة بمعالجة بعض المفاهيم الأساسية في علم السيميائية والعلاقة بالنقد الثقافي لغرض تحليل الصور، ومن أجل استكشاف كيف يمكن إجراء قراءات مختلفة وأعمق للصورة في المجتمع المعاصر.
كونية الإنسان بين البعد السيميائي والنقد الثقافي
واعتبر تشارلز ساندرز بيرس أن الرموز تتطلب رمزًا مشتركًا بين أعضاء ملف تواصل اجتماعي، كما أشار إلى أن السيميائية مهمة جدًا لفهم المخفي من الآثار المترتبة على كل شيء لأن الكون قد لا يكون أكثر من نظام من العلامات والرموز في الواقع.
وتعامل آرثر آسا بيرغر مع العلاقة بين السيميائية والنقد الثقافي في دراسته النقد الثقافي، ويصف كيف يعيش البشر في عالم من الصور، بما في ذلك الصور الفوتوغرافية والصور المرئية كالتلفزيون والسينما والصور الإعلانية التي انتشرت على أنها نتيجة للتطورات الهائلة في الطباعة والتصوير الفوتوغرافي والفيديو إلى الحد الذي وصلت إليه يلعبون دورًا متزايد الأهمية في الحياة.
ومن ثم فإن هذه الدراسة سوف تسلط الضوء على الانتقال الذي حدث من العالم اللوغاريتي الذي يركز على محور الكلمات إلى عالم الإطباق والعالم المتمحور حول الصورة حيث تتحكم الصورة في الحياة بشكل ملحوظ، وصور مثل اللوحات الزيتية أو الصور الإعلانية أو الصور الإلكترونية كلها جزء من مجال الدراسات الثقافية.
والتي تسعى لتحليل معناها في سياق نظام الاتصال ذلك ويربطهم بالسياقات الثقافية والاجتماعية للمجتمع، وركز علماء الاجتماع في هذه الدراسة على أهمية الصورة ونموذج الدلالة لوصف تأثير الصور على حضارة الموقع، لذلك تم التعامل مع الصور كما تم اختبارها في الحياة اليومية.
حيث الصورة لديهم أصبحت إحدى الوسائل الرئيسية لتوصيل المعاني التي لها أهمية في الحياة التي يعيشونها، ليس فقط في المجال البصري ولكن أيضًا فيما يتعلق بالأفكار والأذواق الشخصية، كما يلعب مشهد الصورة الآن دورًا رئيسيًا في تعريف واقع الحياة اليومية حيث تغيير منظور البشر ومشاعرهم.
ففي بعض القنوات التلفزيونية على سبيل المثال شاهد المتفرجون في جميع أنحاء العالم كيف أصبح واضحاً أن الصورة تقدم غزوًا ثقافيًا، والذي يعتبره العديد من الباحثين شكلاً من أشكال الاستعمار والتسويق أو على الأقل الدعاية للثقافات الأخرى، وهذا له تأثير كبير على جيل عالمي جديد يشاهد مثل هذه البرامج في جميع أنحاء العالم.
وهي عملية يُعرف أحيانًا على إنه أمركة العالم، وإذا تحققت هذه الأمركة، ماذا سيكون مصير الهوية الثقافية لكل أمة؟ وترتبط الصورة بأنواع كثيرة من الرغبة، وإلا فلماذا المتلقي في الشمولية يندفع لمشاهدة الأفلام العالمية بشغف أكثر من مشاهدة الأفلام المحلية والوطنية؟
فهل هذا مجرد رغبة في السلع والمفاهيم التي تروج لها الصورة بكافة أشكالها كمنتج سلعي لها المتلقي للاستمتاع؟ أم أن الصورة نفسها هي بطريقة ما هي المرغوبة؟
وهذا الأخير من شأنه تشكل خطراً على جميع أشكال الإنتاج الثقافي في العالم التي تميل إلى الاعتماد على التسويق والترويج للثقافة الأخرى من خلال الصورة التي غالباً ما تكون مضللة.