كيف تم القضاء على حركة عمرو بن سعيد الأشدق؟

اقرأ في هذا المقال


القضاء على حركة عمرو بن سعيد الأشدق:

من المقررات التي تمت في مؤتمر الجباية أن يكون مروان بن الحكم هو خليفة المسلمين، وأن يكون خالد بن يزيد بن معاوية من بعده ومن ثم عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق، ولكنَّ مروان بدأ العمل على استبعاد خالد وعمرو عن ولاية العهد، وذلك بعد أن انتصر على أعوان عبد الله بن الزبير في معركة مرج راهط في عام 64هـ؛ وذلك لاعتقاده أن وصوله للحكم كان بسبب قوته، كما كان يعتقد أن استبعادهم أمراً سهلاً بالنسبة إليه لصغر سن خالد.

قام مروان بن الحكم بتدبير زواج سياسي؛ بأن يقوم بالزواج من أم خالد، ومن ثم توفي مروان بعد أن أعطى الخلافة من بعده لابنه عبد الملك بن مروان، ومن بعده يكون أخاه عبد العزيز بن مروان خليفة على الأمويين، وقد أعلن عهد مروان في عام 65هـ أي بعد أن توفي، وأصبح نافذ المفعول وذلك بمساعدة حسان بن مالك بن بحدل رئيس كلب، وقام بالمبايعة بعد عبد الملك لنفسه كما وعد عمرو بن سعيد الأشدق بأن يستخلفه فقام بمبايعته، ونزل في الشام وأقام فيها واشترط عليه أن لا يقطع شيء بدونه.

وعندما قام عبد الملك بن مروان بالخروج من دمشق حتى يحارب مصعب بن الزبير في العراق، طلب عمرو بن سعيد الأشدق منه أن يقوم بتعيينه والياً ليوفي بوعده، وكان هذا وهم في طريقهم إلى العراق، ولكن عبد الملك لم يعطي لكلامه أي اهتمام، فقام ابن الأشدق ومن معه بترك معسكر عبد الملك ليلاً وتوجهوا إلى دمشق وتحصنوا فيها، وكان يطالب بحقه في الخلافة الذي حرمه منه عبد الملك.

قام عبد الملك بن مروان بمحاصرة ابن الأشدق لمدة ستة عشر يوماً، وتم خلال هذه الفترة العديد من المشاورات والمفاوضات توصل الطرفان من خلالها إلى اتفاق تم فيه استسلام ابن الأشدق ودخول عبد الملك إلى دمشق، كما ورد في الاتفاق أن يستلم عمرو بيت المال والدواوين ويقوم بتمثيله موظف مع كل موظف يقوم بتعيينه عبد الملك، كما أن يقوم باستشارة عبد الملك بن مروان في جميع قراراته.

كما ذُكر أيضاً في الاتفاق أن يكون عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق خليفةً من بعد عد الملك، وبسبب صعوبة تنفيذ هذا الاتفاق وتعقيده، ولا يمكن أن يتم تطبيقه أبداً قرر عبد الملك أن يتخلص من ابن الأشدق بدعوة، فقام بدعوته إلى القصر ومن بعدها قتله.


شارك المقالة: