كيف توفي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد:

هو عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي، وهو ابن القائد العظيم خالد بن الوليد، وهو من أصغر الصحابة، وكان عبد الرحمن يافعاً عندما توفي الرسول صلَّ الله عليه وسلم، وكان معاوية بن أبي سفيان قد جعله قائداً محارباً للروم في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، كما أنّ عثمان بن عفان جعله والياً على حمص، وتوفي في عام 46هـ.

وفاة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد:

ذكرت بعض المؤرخون بأنّ معاوية بن أبي سفيان عندما رأى مكانة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد عند أهل الشام شعر بالخوف، وقام بإعطاء الأمر إلى ابن آثال الطبيب النصراني بأن يدس له السم، ولكن ذكر آخرون من سبّب قتل معاوية لعبد الرحمن هو عندما أراد أن يُعطي ولاية العهد لشخص من بعده قال لأهل الشام بأنّه يريد أن يضع خليفةً من بعده، فاجتمع كل الناس على عبد الرحمن، فسكت حينها معاوية وبقيت في نفسه.

ومن بعد تلك الحادثة اشتكى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فدعا معاوية بن أبي سفيان طبيبه ابن آثال وأمره بأن يعطيه السم، ولكن تلك الروايات ضعيفة وذلك لأنّ الأمر كله كان بيد الخليفة وليس صعباً عليه أن يجعل عبد الرحمن يتنحى عن قيادة الصوائف على الثغر الرومي ويهمله، ولكن بعض ما قيل من الروايات بأنّ معاوية عزله وولَّى سفيان بن عوف الغامدي بدلاً منه على إحدى الصوائف، وهذا ليس صعباً على الخليفة كما أنّه عزل عن الإمارة من هو أعظم من عبد الرحمن.

وكيف نقول عن قتل معاوية بن أبي سفيان وقد ذكر الطبري غزوة البحر في عام 48هـ وكان القائد حينها على أهل مصر هو عقبة بن عامر الجهني، وقائد أهل المدينة هو المنذر بن زهير، والقائد الأعلى عليهم جميعاً هو خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فكيف يرضى معاوية بأن يكون ابنه يزيد بن معاوية قائداً من بعد أبيه؟ ومن ناحية أخرى كيف يقبل أن يكون خالداً قائداً لجيش قاتل أبيه؟ وكيف يخفي معاوية أمراً كهذا عن ابنه وهو أقرب الناس إليه؟

كان خبر وفاة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بالسم على يد معاوية بن أبي سفيان قد ذكره القاسم بن سلام، وابن حبيب البغدادي، والبلاذري، وأبو الفرج الأصفهاني، وأبو هلال العسكري، وكان السبب الذي تم ذكره هو خوف معاوية من منافسة عبد الرحمن لابنه يزيد على ولاية العهد، وهذه الحادثة لم يتم ذكرها في أي إسناد صحيح، وهذه إحدى القصص المكذوبة عن الصحابي معاوية الكريم.


شارك المقالة: