خلال فترة حكم الملك “هنري السادس” لم يكن حينها يتحكم بسلطته حيث كان البلاط الملكي الإنجليزي يتحكم فيه وأقربائه ومستشارينه الفاسدين؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الشعب الإنجليزي وخاصة طبقة الفقراء والذين كان يتم إصدار أحكام وقوانين بحقهم ظالمة، بالإضافة إلى المحاكم الإنجليزية والتي كانت تحكم لصالح مؤيديها، كما تم أيضاً خلال فترة الملك “هنري السادس” طرد “ريتشارد الثالث” من البلاط الملكي الإنجليزي.
بداية حرب الوردتين:
عندما تم طرد “ريتشارد الثالث” من البلاط الملكي في إنجلترا من قِبل زوجة الملك “هنري السادس” الملكة “مارغريت” وأعوانها، أدى ذلك إلى غضب “ريتشارد الثالث” وقام بتجهيز جيشه؛ لكي يقوم بتطهير البلاط الملكي من الفاسدين، فقام حينها بالتوجه إلى مدينة “سانت ألبانز”، فحصل في تلك المدينة أول صراع بين جيش “هنري السادس” وبين جيش “ريتشارد الثالث”، وتم حينها انتصار جيش ريتشارد على جيش هنري، وقد تعرض جيش الملك هنري للكثير من الخسائر والقتلى.
وقد قام الملك هنري حينها بالهرب بعد تلك المعركة بعد أن قام أعوانه بالتخلي عنه، فتم العثور عليه وإرجاعه إلى قصره ليتم الإعتناء فيه، وبذلك تمكن “ريتشارد الثالث” وعائلة “يورك” من استعادة نفوذهم وسيطرتهم في إنجلترا، كانت تلك الحرب عبارة عن صدمة لعائلة “لانكاستر”، فحاولوا حينها الوصول إلى مفاوضات لحل ذلك الخلاف والصراع، إلا أن الخلافات رجعت كما كانت في السابق فكانت كل عائلة تقول بأنها هي الأحق في حكم العرش الإنجليزي، إلا أن الملكة “مارغريت” كانت رافضة ذلك الوضع وكانت ترى بأن العرش من حق إبنها.
وبعد ذلك بفترة تمكن الملك “هنري السادس” من استعادة صحته وقام بإزالة “ريتشارد الثالث” من منصبه، وفي تلك الفترة كان التجار في إحدى المدن الإنجليزية يقومون بأعمال الشغب؛ وذلك بسبب انخفاض مستوى التجارية في إنجلترا وخلال تلك الفترة امتد الغضب حتى وصل إلى جميع أنحاء لندن، وكما قام الملك “هنري السادس” بإرسال “ريتشارد الثالث” إلى أيرلندا، في تلك الفترة كانت تعاني عدة مدن في إنجلترا من تمردات.
كما انتشرت القراصنة الفرنسي على السواحل الإنجليزية؛ ممّا دفع ذلك الملك “هنري السادس” إلى إصدار قانون التجنيد الإجباري في إنجلترا، وقام الملك “هنري السادس” بعقد معاهدة سلام مع كل الأطراف؛ وذلك من أجل استئناف عملية إراقة الدماء في إنجلترا.
وعلى الرغم من الهدوء الذي كان يعم إنجلترا لفترة، إلا أن المناوشات عادة من جديد وخاصة عندما قام ريتشارد بالتصرف بشكل همجي ومتعالي وذلك عندما قام باستخدام سفن للهجوم بشكل فردي؛ ممّا أدى ذلك إلى استدعائه والتحقيق معه بسبب تصرفاته، وحاول جنود الملك ” هنري السادس” من إيقاف ريتشارد وجنوده، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، فجرت حينها صراعات بين الطرفين، فقام العديد من جنود ريتشارد بالانشقاق عنه والانضمام إلى جنود الملك هنري، فقام حينه ريتشارد بالهرب إلى أيرلندا، وبذلك حقق عائلة “لانكاستر” إنتصاراً عظيماً وأصبحت هي المسيطرة على المنطقة.
وقام حينها ريتشارد بالتوجه إلى مدينة لندن وقام بتجهيز جيوش وقد دعمه الكثير من مناصيره وخاصة الكاثوليكيين، فتوجه حينها الملك “هنري السادس” هو وجنوده لملاقاة ريتشارد واليوركيون، إلا أنه تم هزيمة الملك هنري وخاصة بعد تخلي أعوانه عنه للمرة الثانية فقام حينها بالهرب وتم العثور عليه وتم أسره وإحضاره إلى القصر الملكي، فطالب حينها “ريتشارد الثالث” بتولي حكم العرش في إنجلترا وكونه هو من ينتمي إلى عائلة “لانكاستر” فهو الأحق في ذلك الحكم.
وعندما تولى الملك “ريتشارد الثالث” إلى مدينة لدن لاقاه الشعب الإنجليزي باستقبال كبير، فقد كان مرغوباً لديهم بشكل كبير، وقد قام الملك ريتشارد فيما بعد بعقد جلسة في البرلمان الإنجليزي لبين لهم بأنه هو الوريث الشرعي للعرش، إلا أن البرلمان ومجلس اللوردات لم يقوم بالترحيب فيه قراره ذلك إلى صدم البرلمان ومجلس اللوردات، حيث أنهم لم يكونوا يتمنوا بأن يتولى ريتشارد الحكم في إنجلترا وإنما كانوا يحلمون فقط بأن يتم إزالة المستشارين الفاسدين في البلاط الملكي الإنجليزي، وأن تعم المساواة مع بقاء الملك “هنري السادس” ملكاً لإنجلترا.
وقام البرلمان بالتصويت لريتشارد وحقه في الحكم وتم حينها توقيع معاهدة بأن يتولى “ريتشارد الثالث” الحكم من بعد الملك “هنري السادس”، وقد وافق ريتشارد على تلك المعاهدة والتي استطاع من خلالها الحصول على ما يريد.