كيف كانت نهاية القائد محمد بن القاسم الثقفي؟

اقرأ في هذا المقال


نهاية القائد محمد بن القاسم الثقفي:

عندما توفي الخليفة الوليد بن عبد الملك في عام 96هـ تولَّى أخوه سليمان بن عبد الملك الخلافة بدلاً منه، وكان سليمان يكره الحجاج بن يوسف الثقفي كثيراً؛ وذلك بسبب أعماله الشنيعة وجرائمه وحبه لسفك الدماء، فقام بتعيين صالح بن عبد الرحمن أميراً على العراق، وهو أشد الأعداء للحجاج.
قام صالح بعزل كل رجال الحجاج عن مناصبهم، وكان منهم محمد بن القاسم أمير السند وفاتحها، ووضع بدلاً منه يزيد بن أبي كبشة السكسكي، وعندما وصل خبر العزل له حاول البعض بإقناعه حتى يعلن العصيان، وخاصةً بأن جنود محمد كانوا يحبونه وبالإضافة لمن أسلم من السند والهند.
كان محمد بن القاسم من القادة النادرين الذين لا تهمهم المناصب، فكان يعمل حتى يخدم الإسلام ويحرص على تماسك الأمة وعدم تمزق المسلمين، ووافق على قرار العزل بالرغم من قدرته على المقاومة والإنفراد، وبعزله تكون قد توقفت مسيرة فتح الهند.
وتذكر الروايات بأن صيتا ابنة داهر عندما علمت بعزل القائد محمد بن القاسم أرادت أن تشفي غليلها وتأثر لما حدث لها؛ فقد كانت ملكة ولكنها وقعت في الأسر بعد أن قُتل أبيها، وانتحرت أمها بعد ذلك وضاع ملكها وعزّها، فأصبحت مملوكة بعد أن كانت ملكة، فذهبت للوالي الجديد واشتكت على القائد العظيم بأنه اغتصبها بعد أن وقعت في الأسر.
ولأن التهمة كبيرة جداً قرر يزيد بن أبي كبشة بإلقاء القبض عليه وإرساله إلى صالح بن عبد الرحمن وهو مقيد بالأغلال، وكان مشهد خروجه وهو مكبَّل مشهداً شديداً وصعباً جداً على أهل السند، ولكن الله تعالى أظهر براءة محمد بن القاسم بآية سريعة؛ إذ أن يزيد والي السند لم يمضي على حكمه إلا سبعة عشر يوماً ومات فجأة، وفرح كفار السند بخروج القائد العظيم وعادوا لكفرهم وبدأوا بإخراج المسلمين.
قام صالح بن عبد الرحمن بحبس محمد بن القاسم في سجن مدينة واسط، وكان هذا السجن يستخدمه الحجاج لسجن كل من اشتبه به، فقام صالح بالأمر بأن يعذب محمد بنفس الألآت التي كان يستخدمها الحجاج للتعذيب، حتى يعترف بالجناية الشنيعة التي اتهم بها، وظلَّ يقسم بأنه بريْ ومصرٌ على كلامه.
وبقي القائد العظيم محمد بن القاسم صابراً وصامداً تحت التعذيب العنيف الذي كان يتلقاه بسبب فعل بريء منه، وكان متمسكاً ببرائته، ولم يكن له أي أفعال غير الفتوحات العظيمة التي قام بها، وقهره لقلوب الأعداء، ولكن لكونه ابن عم الطاغية الحجاج أخذت عشيرته بجريرته، حتى جاءت اللحظة العصيبة والتي مات بها وهو مظلوم، وانطفئت شمعة لو بقيت لصارت شمساً تحرق أعداء الإسلام.


شارك المقالة: