ماذا تعني السيميائية في الفن

اقرأ في هذا المقال


من أبرز الأسئلة التي يطرحها جمهور علماء السيميائية ماذا تعني السيميائية في الفن والاستجابة الاتصالية لمعنى لغة الفن.

ماذا تعني السيميائية في الفن

والعمل الفني بشكل عام وليس الرسم فقط لا ينبع من العبارات أو التفكير أو البلاغة، بل إنها تقدم نفسها كموضوع للتخوف والإثمار المباشر، والكلمات بعيدًا عن الضوء قد تعرضها مخففة في تيارها اللطيف أو لاستبدال شيء آخر غير نفسه، وهناك سؤال أساسي يفرض نفسه أمام هذا الموقف مع بولس فاليري أو مع جان بيرتيلي ماذا تعني السيميائية في الفن.

حيث يمكن أن يكون هناك عمل فني وخاصة الفن المرئي للصور، فالنظريات الجديدة في التعامل مع الفنون فقط تطور مفهوم المتلقي باعتباره إنتاجًا نشطًا لما يتم استلامه، على على أساس أن القراءة وإبداء الرأي هو إعادة إنتاج منتج إبداعي، والذي في اختلاف المستويات يؤدي إلى الثراء والتنوع وليس الركود.

وإذا نشأ الفن بشكل عام مع المنشئ لا يمكن إكماله إلا من خلال الاستهلاك، أي من خلال التفاعل بين المبدع والجمهور، خلاف ذلك على أي أساس ستكون الأفلام يتم إنتاجها ولمن سيتم الإعلان عن الصور ولماذا يتم التقاط الصور، أو اللوحات المرسومة إذا لم تكن موجهة إلى المتلقين.

ومن هذا المنظور فإن عملية خلق المعنى وإنتاجه ضمن مفهوم آفاق التوقع ابتكرها هانز روبرت جاوس في مدرسة كونستانس ونظرية استجابة القارئ تم تطويره بواسطة جورج مونين، حيث حاول جورج مونين في دراسته نحو سيميولوجيا الصورة إعادة النظر في نطاق من مكونات الخطاب السيميولوجي للصورة، وطرح الأسئلة التالية:

1- هل الصورة وسيلة اتصال؟

2- هل يمكن التحدث عن اللغة المرئية؟

3- هل يجب أن يتم خلق خطاب سيميولوجي ينظر إلى الصورة على أنها خطاب مثمر؟

4- كيف يمكن أيضاً أن يتم جعل الصورة حافز لإعادة ما تراه العين؟

وفي حالة الصورة والفيلم والتصوير الفوتوغرافي والإعلان والرسوم البيانية والخرائط والأفلام الوثائقية، إلخ، ليست إعلامية فقط المحتوى الذي يتم نقله ولكن له تأثير في العديد من اللوحات الإعلانية أو الصور الإخبارية أو المصورة كالتسلسل المتلفز، وتصبح المعلومات تقريبًا ذريعة بالكامل.

في حين أن الحقيقة محتوى الصورة عبارة عن حافز يهدف إلى الحصول على استجابة بالمعنى شبه البيولوجي من المصطلح، والهدف ليس معرفة ما تقوله الصورة أو ما إذا كانت تمثل حقيقة معينة، ولكن للتحقيق في كيفية تحفيز الصورة على التفكير، وهو المقصود بالسيميائية في الفن.

وهذا هو كيف يمكن للمتلقي إنتاج وجهة نظر موازية أو وجهة نظر مخالفة لما يتم رؤيته في الصورة، علي سبيل المثال المتلقي يواجه لغزًا طرحه مجتمع التناقضات بين التهريج والخوف هي العلاقة الغامضة في الحياة الاجتماعية بين ما هو موجود والمعروف في الشخصيات وما هو مجهول في صورة تعكس وظيفة الإعلان في النظام السيميائي.

وربما ما يمكن لأي متلقي لهذه الصورة أن يستنتج هو عنف الاستهلاك، وفي إضافة إلى غرس فكرة الفصل بين العالمين عالم الواقع كل صراعاته ونضاله من أجل لقمة العيش، وعالم خيالي بكل كماله وهدوءه، والجمال والشخصيات الساحرة التي تروج للكماليات المفرطة.

وامكانية يتطلب إنتاج نص موازٍ أو نقد للصورة الإلمام بالإجراءات الجماهيرية لتحليل الفن، ويعتمد فهمها على فهم كيفية عمل العلامات التجارية الشهيرة، وفي ضوء الإدراك هذا كيف يحق أن يقال إن الصورة التي يتم رؤيتها فنية صورة؟ وهل كل الصور التي يتم رؤيتها تطبق معايير الصورة الفنية التي وضعها منظرو الفن؟ أو هل تفرض حضورها الفني من خلال أفكار ما بعد الحداثة؟ وماذا عن صورة إعلانية أم الصورة الجدارية وبقية الصور السينمائية؟ وأصبحت الصورة اليوم نمطًا يساهم في توجيه التفكير والثقافة سواء في تقييم ممارسة الفن المعاصر أو في توجيه الرؤية في الحياة اليومية.

وربما لهذا السبب يتم قول أن الصورة في هذا العصر تعيش في جماليات الفرح خاصة بعد أن تعيش العين في هذا النسيج كما يعيش المرء في منزله، وبحسب موريس ميرلو بونتي كما قال العين ترى العالم وترى إن أوجه القصور تمنع العالم من أن يكون لوحة، واللوحة التي تجيب على كل هذه القصور تمامًا كما ترى لوحات الآخرين كإجابات أخرى لأوجه القصور الأخرى.

وتحتاج الصورة إلى ضوابط جمالية لتمكين التجربة الإنسانية من تطوير الذوق بحيث يمكن للمتلقي أن يكون له دور في إعادة إنتاج ما يُرى وما يشعر به، وهذا يعطي للصورة دور في تجديد الوعي باستمرار وبما وعد به التصورات التي سترسل للمتلقي إحساسًا بالمشاركة في ابتكار الفن.

كما هو الحال كتب دوفرين التجربة الجمالية المشتقة مباشرة من العمل الفني وهي بالتأكيد أنقى وربما الأول تاريخيًا أيضًا، ولا يتأمل فقط في الواقع التواصل بين الصورة في تجربتها الجمالية وعناصر الوعي، ولمحتويات هذه الصورة فقط، ولكن أيضًا لما أشار إليه هنري مالديني عندما أكد أن الموقف الفينومينولوجي يبدأ بالوجود في عمل فني، ولكي تكسر الصورة الوعي فهذا يعني إنه يتم التفكير فقط في ما الصورة التي تملي معايير الاستهلاك، وأن مثل هذه التجربة ستكون كذلك عواقب سلبية وإيجابية، السلبية على سبيل المثال تُظهر في الصورة أن المرء يعيش في ظل رغبات استهلاك مفرطة.

وعندما تكون الصورة إيجابية فهي تدفع المتلقي إلى إمكانية خلق تصور إضافي للصورة حيث يكون وعي المتلقي مستجيب للرؤية الفنية وتتأثر بمزاياها، وهذه حالة جمالية تطور الصورة المتخيلة المتلقي وفقًا لإدموند هوسرل حالة الصورة التي تستيقظ في الوعي ويعتبر جمالياً.

الاستجابة الاتصالية لمعنى لغة الفن

ويتضمن التواصل التأثير المباشر للصورة على خيال المتلقي، والتأثير على المشاعر خاصة عندما تمس الضمير مباشرة، وهذا يجعل الصورة يحتمل أن تكون قادرة على التواصل بين جميع الأفراد، ومع ذلك فإن اللغة في الفن المرئي التي تنتمي إلى المشاهد الذي ينظر إلى الصورة ليست كذلك نفس اللغة اللغوية في تفاعلها الاجتماعي، والعامل المشترك بينهما هو التأثير المستمر على المتلقي، وكلاهما يؤدي دور الاستلام والتأثير، وتطمح كثيرًا إلى تحقيق استقلاليتها الخاصة عن الاتفاقيات التي تولدها نظام اتصال سيميائي.

لكنه لا يتواصل بشكل كامل إذا لم يكن قائمًا على أساس تكميلي لأنظمة الاتصال اللغوي المستخدمة كلغة وصفية مقارنة برمز اللغة التي أنشأتها العمل الفني عندما يتم النظر إلى صورة، فإنه يتم التعبير عما يتم تخيله، ويُستخدم لغة تعبر عنها المشاعر تجاه ما يتم رؤيته.

وفي هذه الحالة يوجد اتصال أولاً بين العارض والصورة، وثانيًا هناك اتصال بين العارض وأياً كان وجه وجهات النظر حول ما يُرى، هناك حركة دائرية في عملية الاتصال التي تجعل هذا الانطباع يتحول إلى الإنتاج الإبداعي، واللغة المرئية جزء من اللغة اللغوية وليس المتلقي هو الذي يعبر عن اللغة للصورة، ولكن معنى الصورة الذي يدفعه أو إكراهها على النطق حول ما يُرى.

وكأن الصورة تخترع الفكرة التي سبقها لغة، وفي هذا الصدد قال العديد من الفنانين إن الأمور تنظر إليهم، كما قال بول كلي الفن لا يعيد إنتاج ما يتم رؤيته، بل يجعلهم يرونه، ويكرر أندريه مارشاند نفس الشيء حيث يقول إنه شعر عدة مرات بأنه ليس من ينظر إلى غابة بل شعر في بعض الأيام أن الأشجار كانت تنظر إليه وتتحدث إليه.

وبالمثل يقول بول سيزان الطبيعة كما تُرى والطبيعة كما هي الطبيعة وهذا موجود وأشار إلى السهل الأخضر والأزرق، لذلك قال بول فاليري يجب على المرء دائمًا أن يعتذر عن الحديث عنه في لوحة، لكن هناك أسباب مهمة لعدم التزام الصمت، فكل الفنون تعيش بالكلمات، وكل عمل فني سيميائي يتطلب رده.


شارك المقالة: