ماذا حدث بعد الحرب العثمانية الصفوية؟
كانت الحرب العثمانيّة الصفويّة خلال عامي (1578 – 1590) واحدة من الحروب العديدة بين الخصمين اللدودين المجاورين لبلاد فارس، الدولة الصفويّة والإمبراطوريّة العثمانيّة.
بعد معاهدة إسطنبول في الحادي والعشرين من شهر مارس من عام (1590)، أُجبرت إيران على تأكيد هذه الفتوحات العثمانيّة التي قام بها السلطان سليمان القانوني، وكذلك الوعد بإنهاء الدعاية الشيعيّة في الأراضي العثمانيّة بالإضافة إلى منع اضطهاد السنيين في أراضيها.
من خلال التنازل عن العديد من مناطقها المُتكاملة للعثمانيين، كان بإمكان الشاه عباس في إيران تسوية الأمور في دولته المُتداعية أولاً، والتي أهملها والده المعروف بمحمد خوداباندا لفترة طويلة.
وبعد تسوية الأمور وإعادة تنظيم الدولة والجيش بشكل كبير، كان الشاه عباس قد أعلن الحرب مرّة أُخرى على العثمانيين وذلك في عام (1603) في عهد السلطان العثماني محمد الثالث، وقام بهزمهم واسترد جميع الأراضي المفقودة بموجب معاهدة اسطنبول.
أدَّى مجيء الحرب العثمانيّة الصفويّة إلى تحويل الاهتمام العثماني مؤقتًا عن الشؤون الأوروبيّة، حيث كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة نشطة مع التحالف الفرنسي العثماني ودعم الثورة الهولنديّة، في حلقة مثيرة للاهتمام من العلاقات المُتداعمة بين الإسلام والبروتستانتيّة.