متى وقع حصار كمرجة
وقع حصار كمرجة في عام (729) بين الأمويين وخاقان الترك التورجش وهم اتحاد قبلي من أتراك الدولو، جنبًا إلى جنب مع حلفائهم الصغديين في زمن حكم الخلافة الأموية، تم التراجع عن الفتوحات الأموية لما وراء النهر في فترة السبعينيات من القرن السابق بسبب ثورات الحكام الصغديين المحليين والثورات التورجية.
ما قبل حصار كمرجة
في عام (729) كانت قلعة كامارجا الصغيرة التي تقع بالقرب من سمرقند (في أوزبكستان الحديثة) واحدة من آخر القواعد العسكرية العربية المتبقية في بلاد ما وراء النهر، قامت قوات التورجية بالهجوم عليها تحت قيادة حاكمهم.
تذكر المصادر التاريخية وبالأخص في تاريخ الطبري أن الحصار اللاحق استمر حوالي (58) يومًا وانتهى الحصار بالانسحاب للقواعد العسكرية التورجية إلى سمرقند، كان دفاع الأمويين عن كمرجة يتغنى به الأدب العربي فقد قدموا أجمل صور البطولة والتضحية، لكن تم هزيمة السيطرة العربية على المنطقة بعد معركة الدنس وكان ذلك عامين، وانهار الحكم الأموي وقامت قبائل التورغش بعد (738) بتأسيس حكمهم على ما وراء النهر.
فتح القائد الأموي قتيبة بن مسلم كمرجة في منطقة ما وراء النهر في عهد الوليد الأول (حكم من 705 إلى 715)، بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس وخراسان في منتصف القرن السابع، لم يعرف ولاء الإيرانيين والترك في بلاد ما وراء النهر لحكامهم المستقلين، وفي عام (719) طلب الأخير المساعدة من الصينيين وأتباعهم التورجيين. رداً على ذلك.
وقعت مجموعة من الهجمات ضد المسلمين في بلاد ما وراء النهر، وكذلك ثورات ضد الخلافة بين الصغديين المحليين، استطاع القادة الأمويين في البداية من قمع التمردات، إلاّ أنهم فقدوا السيطرة على وادي فرغانة.
قام الأتراك في عام (724)، بهزيمة القائد مسلم بن سعيد الكيلبي وجيشه من هزيمة ساحقة (ما يسمى “يوم العطش”)، وذلك عندما أرادوا استرداد فرغانة، أدت هزيمة العرب إلى أن يتخذوا موقف دفاعي، وعلى الرغم من عدم حدوث عدة معارك شرسة، إلا أنه بعد ذلك بعدة سنوات.
انهارت القوات الأموية في بلاد ما وراء النهر بسرعة، في عام عام (728) وقعت الكثير من الهجمات والثورات ضد العرب، ولكن بقيت سمرقند وقلعة كمارجة وقلعة الدبوسية تحت سيطرة العرب في كل ما وراء النهر.