ما هو الانتداب البريطاني في العراق؟

الانتداب البريطاني في العراق

الانتداب البريطاني للعراق: هي عملية احتلال قامت بها بريطانيا للعراق، وذلك عندما قررت بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى وبعد انتصار دول الحلفاء العمل على تأسيس مستعمرة جديدة في بغداد والموصل والبصرة، حيث أرادت تكوين كيان لها في المنطقة وأطلق عليها اسم العراق.

بداية الانتداب البريطاني في العراق

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى شكلت الدولة العثمانية تحالفاُ مع  ألمانيا ضد دول الحلفاء والتي كانت تتشكل من فرنسا وبريطانيا وروسيا، الأمر الذي أدى إلى قطع بريطانيا عن مستعمراتها و انقطاع شريان الإمدادات الرئيسية للحرب، فقد كانت بريطانيا معتمدة في حياتها واقتصادها على الموارد التي تأتي من تلك المنطقة؛ ممّا دفع بريطانيا إلى وضع خطة سريعة الهدف منها احتلال العراق، بالإضافة إلى الصراعات التي كانت تخوضها قواتها العسكرية ضد ألمانيا ودول الحلفاء والتي كانت قائمة في أوروبا.

تمكنت القوات البريطانية الموجودة في الهند الشرقية البريطانية من المساعدة في احتلال العراق، وفي ذلك الوقت بسبب الهجوم العثماني مستمر، اضطرت الدولة العثمانية فتح جبهات جديدة مع روسيا والغربية في البلقان والعربية في الشام والعراق، في النهاية انسحبت روسيا من الحرب، وعند انتهاء احتلال العراق في عام 1918 ميلادي قررت عصبة الأمم المتحدة وضعها تحت الانتداب البريطاني.

تمكنت بريطانيا من السيطرة بشكل كامل على معظم الأراضي العراقية، وقررت تأسيس دوائر ومؤسسات حكومية تابعة لبريطانيا، بعد انتهاء الحرب قررت عصبة الأمم المتحدة بأنّ يكون مندوبها في العراق ليس من مستعمرة الهند الشرقية البريطانية وأنّ يتم اختيار مندوب آخر، قامت بريطانيا بالعمل على إلغاء جميع المؤسسات التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وأصدرت عدد من القوانين الشديدة التي تخص العراق والتي كانت تحت حكمها.

وتمكنت بريطانيا من تأسيس عدة مشاريع في العراق وشغلت فيها العديد من السكان العراقيين، ولكن معظم تلك المشاريع يعمل فيها الهنود الذين كان يتم إحضارهم من المستعمرات البريطانية الموجودة في شرق الهند، وقامت بريطانيا بالاتفاق مع مجموعة من الشيوخ العراقيين وتم الاتفاق معهم على التخلص من الحكم العثماني والمساعدة في تأسيس مملكة العراق، في ذلك الوقت كانت الثورات قائمة في العراق ضد الحكم البريطاني وتم الاتفاق على وقف تلك التمردات وبقي الحكم البريطاني قائماً على العراق.

في عام 1918 ميلادي وأثناء فترة حكم الدولة العثمانية للعراق، تمكن العثمانيون من تأسس العراق من ثلاثة ولايات والتي كانت ولاية بغداد وولاية الموصل وولاية البصرة العثمانية، وفي عام  1926 ميلادي  تم التصويت على ولاية الموصل الشمالية وجعلها ضمن حكم العراق والتي كانت جزء من أراضيها، لكن الأتراك بقوا يطالبون ببقائهم ضمن حكمهم، وتمكنت العراق في النهاية من الحصول على المنطقة وإبقائها تحت حكمهم.

وقعت بغداد لفترة طويلة تحت حكم الدولة العثمانية والتي كانت مقراتها في بغداد البصرة والموصل، لتصبح بغداد بذلك عاصمة العراق ووضعت بريطانيا قواتها الاستعمارية فيها والتي قامت بقمع الثورات العربية والكردية التي كانت قائمة ضد الاستعمار والتي كان أبرزها ثورة العشرين في العراق وثورة الشيخ محمود و ثورة دير الزور في سوريا.

في عام  1921 ميلادي تم عقد مؤتمر في القاهرة، والذي كان الهدف منه العمل على تامين الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتم وضع الملك فيصل ملكاً للعراق والعمل على اتباع النظام الدستوري والديمقراطي في الدولة، وتم وضع جمعية دستورية لتقوم بإصدار القوانين والأنظمة التي يجب اتباعها في دولة العراق الجديدة وتم وضع النظام الدستوري وإقرار نظام البرلمان،  وتم إجراء عدة انتخابات والتي تم من خلالها إسقاط الحكومات وإقرار الملكية الدستورية.

مع بداية عام 1927 ميلادي تم عقد معاهدات بين العراق وبريطانيا وفي عام  1929 ميلادي أصدرت أعلمت بريطانيا قراراً بمنح العراق الاستقلال والذي حصلت عليه في عام 1932 ميلادي، وتم توقيع معاهدة جديدة في بين العراق وبريطانيا.

تم الاتفاق على تشكيل تحالف قوي بين العراق وبريطانيا مع الاتفاق على تشكيل مشاورات للشؤون الخارجية والداخلية للدولة وأنّ العراق لا بد له من إدارة أمور نفسه والمحافظة على أمنه الداخلي بمساعدة بريطانيا، وأنه يجب على العراق استشارة وطلب المساعدة من بريطانيا في حال دخولها في صراع مع دولة ثالثة، كما تم الاتفاق على ضرورة الوقوف إلى جانبهم البعض في حال تعرض المصالح البريطانية للخطر في المنطقة.