يُعبِّر مفهوم التفكّك الاجتماعي عن مُعاناة الأفراد في تحقيق ذاتهم داخل التنظيم بِسبب جمود بعض من قِيَمه. ويَتضمّن التفكّك الاجتماعي عدم كفاءة النَسق الاجتماعي وفشلِه في تحديد مراكز ومَكانات الأفراد وأدوارِهم الاجتماعية بِشكل يؤثرعلى بلوغهم لأهدافهم بصورةٍ مُرضِيَة.
التحليل السسيولوجي للتفكك الاجتماعي:
1- يَحدُث التفكّك الاجتماعي عِندما يكون هناك تغيير في توازن القِوى التي كانت تُساند التنظيم في مرحلةٍ مُعينة منه وتؤدي في نفس الوقت إلى فَعالية قوى الضّبط الاجتماعي المُتعددة. فمثلاً: إذا زادت شِدَّة عوامل التغير الاجتماعي في المجتمع الدينامي يؤدِّي ذلك إلى تفكُّك في العلاقات النظاميّة والأنماط السلوكيّة. وبالتالي يَصعُب بناء أنماط جديدة من السلوك أو العلاقات.
2- تكون الفرصة مُهيأة لظهور التفكّك الاجتماعي عندما يتغيّر البناء الاجتماعي دون تحديد واضح للأدوار والمراكز.
3- التغيّر الاجتماعي يؤدِّي إلى إعادة ترتيب أجزاء البناء الاجتماعي عن طريق إيجاد قِيَم جديدة وأهداف جديدة تنعَكس بدورِها على البناء الاجتماعي.
4- تؤثر عوامل التغير الثقافي والاجتماعي على الأَدوار الاجتماعية مِمّا يؤدِّي إلى عدم انسجام توقّعات الدَور داخل الدَور ذاته.
علاقة الحراك الاجتماعي بالتفكك الاجتماعي:
التفكّك الاجتماعي يَحدُث بِسبب الحِراك الاجتماعي في المجتمع الدينامي المتطوّر الذي يَفتح بابَ التنافُس لكل المؤهلين لشَغل المراكز والمناصب، فينجح في دوره كموظف ولكنْ قد لا يُصاحبه نفس النجاح في دوره كزوج أو أب فتحصل صراعات مُتماشية مع الحِراك الاجتماعي . وقد يحدث التفكك الاجتماعي بسبب الحراك الاجتماعي المَبني على العلاقات القرابِيّة والطائفية والتي لا تخدم المؤسسة الرسمية وإنَّما تَخدِم شاغلي المواقع الهَرمية العُليا في تنفيذ مصالحهم على حساب أفراد المجتمع فيحدث التفكّك الاجتماعي ويُنتِج تفكّكات فرعية داخل المجتمع مثل الواسطة، المحسوبية، الرشوة، النِفاق، الطلاق، وانحراف الأبناء.
