ما هو التعدد الدلالي في علم العلامات والدلالة

اقرأ في هذا المقال


يشير علماء الاجتماع إلى أن مفهوم التعدد الدلالي في علم العلامات والدلالة يشير إلى استخدام المعلومات الدلالية داخل الكائنات التي يتم فهرستها، وذلك لتحسين القدرة على استرجاع المعلومات ومقارنتها بناءً على مطابقة الكلمات الرئيسية.

ما هو التعدد الدلالي في علم العلامات والدلالة

يتم استخدام مصطلح التعدد الدلالي في علم العلامات والدلالة لترتيب النصوص وفقًا لمدى ملاءمتها، مما يتيح تصنيف النصوص في الفئات الصحيحة بحيث يمكن استرجاعها، وتستند جميع التعددات الدلالية إلى تجميع النصوص معًا على أساس تشابهها في توصيف الميزات، ويمكن استخدام تقنيات التجميع التلقائي لمحاولة حساب درجات الارتباطات، إما بين المصطلحات أو بين النصوص.

ويُعرف الأول باسم التجميع المصطلح، بينما يُعرف الأخير باسم تجميع النصوص، ويمكن استخدام تجميع النصوص لتنظيم النصوص أو تقديمها للمستخدمين بطريقة فعالة، وتم تطوير تقنيات التجميع المختلفة على مر السنين، ويعتمد التجميع على الفرضية القائلة بأن النصوص المرتبطة بشكل وثيق تميل إلى الانتماء إلى نفس المجموعة وأن تكون ذات صلة بنفس النوع من الطلبات.

وفي طرق التجميع يتم وصف الكائنات المراد تجميعها من حيث خصائص التوصيف السمات والمجموعات يتم إنشاؤها من خلال تجميع الكائنات التي لها سمات متشابهة، وفي تجميع النصوص يتم لعب دور السمات عادةً بواسطة الكلمات الأساسية وأوزانها، والتي يتم الحصول عليها من عملية التعدد الدلالي ويمكن استخدام ميزات أخرى، مثل الاستشهادات لتقييم درجة التشابه بين النصوص.

التعددية الدلالية الكامنة

في السنوات الأخيرة تم اقتراح تقنية متطورة للتعدد الدلالي التلقائي، وهذه التقنية معروفة باسم التعددية الدلالية الكامنة، وهذا الموضوع عبارة عن تقنية متقدمة لاسترجاع المعلومات تم تطويرها من قبل علماء الأبحاث منذ أكثر من عشر سنوات.

والتعددية الدلالية الكامنة هي أحد أشكال طريقة استرجاع المتجهات والذي يستغل التبعيات أو التشابه الدلالي بين المصطلحات، ومن المفترض أن توجد بنية أساسية أو كامنة في نمط استخدام الكلمات عبر النصوص، وأن هذه البنية يمكن اكتشافها إحصائيًا.

وتتمثل إحدى الفوائد المهمة لهذا النهج في إنه بمجرد حساب مساحة متجه مخفضة مناسبة لمجموعة من النصوص، يمكن للاستعلام استرداد نصوص متشابهة في المعنى أو المفاهيم، والجانب الآخر هو خوارزمية استرداد المعلومات المعروفة، وتم تطبيق هذا الموضوع على مجموعة متنوعة من مهام التعلم، مثل البحث والاسترجاع والتصنيف والتعبئة.

والتعددية الدلالية الكامنة هو نهج فضاء متجه لنمذجة النصوص، وقد ادعى الكثيرون أن هذه التقنية تبرز الدلالات الكامنة في مجموعة من النصوص، واشتهرت التعددية الدلالية الكامنة كواحد من أولى التقنيات التي تظهر فاعلية في التعامل مع مشاكل المرادفات وتعدد المعاني.

وتتمثل الفكرة الأساسية للتعددية الدلالية الكامنة في أنها إذا كانت متجهه للنص تمثل نفس الموضوع، وستقوم بمشاركة العديد من الكلمات المرتبطة بكلمة رئيسية وسيكون لها بنى دلالية قريبة جدًا بعد تقليل الأبعاد عبر المقتطع.

وأفادت العديد من الدراسات أن التعددية الدلالية الكامنة في علم العلامات والدلالة القائمة على تحليل القيمة المفردة يمكن مقارنتها بشكل إيجابي مع تقنيات استرداد المعلومات الأخرى من حيث دقة الاسترجاع، ولقد كرس العديد من الباحثين الكثير من الوقت لاختبار فعاليتها في حل مشاكل المرادفات وتعدد المعاني.

وتظهر النتائج التجريبية زيادة عامة في جودة الاسترجاع، ولكن على حد علمهم فإن مثل هذه الخوارزميات لا تأتي مع أي ضمان فيما يتعلق بجودة التقريب الناتج، وتتعلق معظم التخفيضات في الرتب التي تحققت عبر بعض مصفوفات الخصائص المختارة بشكل صحيح، وأدت هذه الحقيقة إلى ممارسة شائعة حيث يتم إجراء حساب أولاً قبل إنجاز تخفيض الرتبة.

الهدف من التعددية الدلالية في علم العلامات والدلالة

الهدف من التعددية الدلالية في علم العلامات والدلالة هو استخدام المعلومات الدلالية داخل الكائنات التي يتم فهرستها لتحسين جودة استرجاع المعلومات، وبالمقارنة مع الطرق التقليدية، بناءً على مطابقة الكلمات الرئيسية فإن استخدام التعددية الدلالية يعني أن الكائنات مرتبة بالمفاهيم التي تحتوي عليها بدلاً من مجرد المصطلحات المستخدمة لتمثيلها.

ويستخدم نهج التعدد الدلالي مجموعة من العلاقات الدلالية بين مصطلحات الدلالة، والتي يتم تحديدها بواسطة قاموس المرادفات مثل عناوين الموضوعات الطبية، وتركز أنظمة التصنيف على العلاقات الهرمية، وتحدد كل من أنظمة التصنيف وقاموس المرادفات المفردات التي يتم التحكم فيها والتي يتم استخدامها في ممارسة القياسية في المكتبات ويتم تطبيقها الآن أيضًا على النصوص التشعبية الرقمية عن طريق الكلمات الرئيسية الموضوعية في واصفات البيانات الوصفية للموارد.

ويتم تقديم مثال من مجموعة البيانات الوصفية القياسية والتي تتضمن عناصر تصف خصائص المستند مثل العنوان أو التاريخ أو التنسيق، بالإضافة إلى المفاهيم المتعلقة بمحتوى النص، ومثل الموضوع حيث يشير عنصر الموضوع عادةً إلى مفردات مضبوطة، ويمكن استخدام العلاقات الدلالية في قاموس المرادفات لتحديد الروابط بين المفاهيم في مجال الموضوع، والعلاقات الرئيسية المستخدمة هي:

1- التكافؤ- مصطلحات مرادفة.

2- الهرمي- مصطلحات أوسع وأضيق.

3- الترابطي- مصطلحات أكثر ارتباطًا.

ويتم التنقل في مجموعة المستندات عن طريق الاستعلام عن مساحة الفهرس الدلالي، بدلاً من اتباع الروابط الصريحة، ويمكن أن تكون الاستعلامات بسيطة أو معقدة، علاوة على ذلك يمكن اعتبار مساحة الفهرس الدلالية كمجموعة منظمة من واصفات المفاهيم القابلة للتصفح، حيث يمكن للمستخدمين تصفح مساحة الفهرس.

وبهذه الطريقة يمكن للمستخدم التركيز على عناصر محددة تهمه، أو على العكس من ذلك التفكير في عناصر أكثر عمومية، بالإضافة إلى ذلك عند دمج المصطلحات يكون لدى المستخدمين القدرة على تصفح كل مصطلح، وتوسيع نطاق خصوصية الوصف وتضييقه ورؤية التأثير على النتائج المحتملة.

وإذا أدخل المستخدم مجموعة من مصطلحات الاستعلام بدلاً من مجرد تصفح مساحة الدلالة، فسيتم اعتبار المرادفات أيضًا لأغراض الاسترجاع عن طريق علاقات التكافؤ بين المصطلحات، دون الحاجة إلى أن يحدد المستخدم المصطلح الدقيق المستخدم.

ويوفر إدراج المعلومات الدلالية في مساحة الفهرس الفرصة لأنظمة الوسائط التشعبية القائمة على المعرفة التي توفر دعم التنقل الذكي والاسترجاع، مع قيام النظام بدور أكثر نشاطًا في عملية التنقل من الاعتماد على التصفح اليدوي وحده، على سبيل المثال يمكن للقواعد التي تحكم مجموعات المصطلحات المسموح بها تصفية خيارات التنقل الممكنة للمستخدم.

ويمكن توسيع فكرة مفتاح التعدد الدلالي إلى استخدام مفاهيم منظمة بشكل تعسفي مثل تلك الموجودة في تمثيلات منطق الوصف، ويوجد في مثل هذا الفهرس خاصيتان للأنظمة القائمة على منطق الوصف والتي تلعب دورًا مهمًا، أي القدرة على التعامل مع أي درجة من المعلومات الجزئية جنبًا إلى جنب مع افتراض العالم المفتوح والقدرة على وصف الكائنات باستخدام المفاهيم المعقدة واستخدام هذه الأوصاف من أجل الإجابة على الاستعلام.

ومن خلال استخدام المفاهيم التي يحتمل أن تكون معقدة، والتي قد تكون مرتبطة بالاشتراك مع كائنات الدلالة، فإن هذا النهج له الخصائص التالية:

1- التعدد الدلالي متعدد الأبعاد بطبيعته، لأن أي مجموعة من الخصائص المصبوبة في المفهوم يمكن أن تعمل كعنصر دلالي.

2- كمفهوم منظم فإن عناصر الدلالات ليست مجرد قيم وسمات، ولكن يمكن أن تستند إلى أوصاف معقدة للكائنات ذات الصلة.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: