الغزو الإيطالي لألبانيا: هي عملية عسكرية قامت بتنفيذها إيطاليا ضد ألبانيا، وقد كان سبب الصراع؛ هو قيام إيطاليا بغزو ألبانيا و قيامها بتوسعة أراضيها على حساب الأراضي الألبانية، تمكنت إيطاليا حينها من السيطرة على ألبانيا بسرعة فائقة حتى أصبحت ألبانيا تابعة للإمبراطورية الإيطالية.
الغزو الإيطالي لألبانيا:
رأت إيطاليا في ألبانيا أهمية كبيرة؛ وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي الذي كانت تتمتع فيه ألبانيا، حيث كان البحارة الإيطاليون يرغبون في السيطرة على السواحل الألبانية؛ وذلك من أجل من أن يتمكنوا من سيطرة إيطاليا على التجارة البحرية، حيث أن ألبانيا ستكون حينها جسراً لإيطاليا لدخول البلقان، في تلك الفترة قامت كلاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية وإيطاليا بدعم الحركة القومية في ألبانيا.
كما قامت كلا الدولتين بدعم ألبانيا في الحرب العالمية الأولى لكي تقوم بإنشاء دولة مستقلة، وعند انتهاء الحرب قامت إيطاليا قامت إيطاليا باستغلال الفرصة وسعت لاستعمار الجنوب الألباني؛ وذلك خوفاً من تقوم الإمبراطورية النمساوية المجرية من استعمارها، إلا أن حملة الاستعمار التي قامت بها إيطاليا في ألبانيا لم تنجح حينها؛ وذلك بسبب تصدي المقاومة الألبانية لذلك الهجوم.
في تلك الفترة كانت ألبانيا ذات أهمية تاريخية واقتصادية لإيطاليا؛ وذلك كونها كانت قديمة جزء من أراضي الإمبراطورية الرومانية، حيث أنها كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية قبل أن يتم ضم إيطاليا، كما تم امتلاك ألبانيا خلال فترة العصور الوسطى من قِبل القوات العسكرية الإيطالية التي كانت تابعة لمملكة نابولي، في تلك الفترة قدمت إيطاليا الفاشية عدة مزاعم بأنها تربطها علاقات تاريخية وقرابة مع ألبانيا وأّن هناك تقارب في العائلات وأن جذور الألبان تعود إلى إيطاليا، كما كانوا يقولون أنّ أصل كلاً من الألبان والطليان يعود إلى الإمبراطورية الرومانية، ورأت في كل هذا بأّن لها الحق في امتلاك ألبانيا.
في عام 1925 ميلادي بدأت إيطاليا في السيطرة على الاقتصاد الألباني تم حينها عقد معاهدة بين إيطاليا وألبانيا تم من خلال تلك المعاهدة الموافقة على استفادة إيطاليا من الموارد المعدنية الموجودة في ألبانيا، كما قامت ألبانيا حينها بدعم الاقتصاد الإيطالي وتم حينها القيام بمنح قروض إلى إيطاليا، أّما بالنسبة لإيطاليا فقد قامت بتدريب الجنود الألبانيين من قِبل كبار الضباط الإيطاليين، كما تم منح الكثير من الإيطاليين عدة مناصب مرموقة في الحكومة الإيطالية.
بعد السيطرة الكبيرة التي قامت بها إيطاليا في ألبانيا، رفض ملك ألبانيا الاستمرار في السيطرة الإيطالية على ألبانيا وقيامها باستغلال مواردهم والسيطرة على اقتصادها، في تلك الفترة قامت ألبانيا بعقد معاهدات تجارية مع كلاً من اليونان ويوغسلافيا؛ ممّا أدى ذلك إلى تخوف إيطاليا من ذلك التصرف وقيامها بتهديد ألبانيا بأنها سوف تقوم بإرسال قوات عسكرية للسيطرة عليها، إلا أن تلك التهديدات لم تقوم بترويع ألبانيا وبقيت مصرة على موقفها ورفضها للاستعمار الإيطالي.
في تلك الفترة تم ضم ألمانيا النازية إلى النمسا؛ ممّا جعل ذلك إيطاليا أنها أصبحت حينها الدولة الأكثر ضعفاً في أوروبا، وخلال تلك الفترة قام قائد ألمانيا النازية “هتلر” بغزو تشيكوسلوفاكيا، رأت إيطاليا بعد ذلك الغزو بأّن لا بد لها بأن تقوم باحتلال ألبانيا وضمها إلى أرضيها، وقامت إيطاليا بعرض أموال على ملك ألبانيا للتنازل عن ألبانيا لصالحها، إلا أّنه لم يوافق على ذلك العَرض، في تلك الفترة حاولت الحكومة الألبانية عدم الإفصاح عن التهديدات والعروض الإيطالية، إلا أّن الشعب الألباني كان متخوفاً من الهجوم الإيطالي في أي وقت.
قامت إيطاليا بعد التهديدات التي أطلقتها على البانيا بإرسال قواتها العسكرية وطالبت الشعب الألباني في الاستسلام، قام الشعب الالباني حينها الحكومة الألبانية بالمقاومة وصد القوات العسكرية الإيطالية المعادية، قام حينها عدد كبير من الضباط الألبان بالهروب خارج البلاد وشَعر الشعب الألباني حينها بأّن الحكومة الألبانية قد تخلت عنه.
في تلك الفترة قامت القوات الإيطالية بتجهيز قوات عسكرية كبيرة وقامت بتجهيز سفنها البحرية بالمقارنة بالقوات العسكرية الألبانية والتي كانت تقلها بالعدد بشكل كبير، قام ملك ألبانيا بتجهيز خطة للتصدي للهجوم الإيطالي، حيث كانت تلك الخطة تقوم على تركيز القوات العسكرية الألبانية في المناطق الجبلية والقيام على ترك المدن من الحماية العسكرية، وقامت حينها عدة صراعات بين القوات العسكرية الإيطالية والمقاومة الألبانية وتم حينها انتصار إيطاليا في تلك الحرب واستيلائها على العرش في ألبانيا، حيث تم حينها تتويج الملك “فيكتور الثالث” ملكاً على ألبانيا.