ينظر المنظور الايكولوجي إلى الأنساق البيئية على المستوى الأصغر: فرداً واحداً، والمستوى المتوسط: جماعة صغيرة أو كبيرة، والمستوى الأكبر: المنظمة والمجتمع، على أنها وحدات وظيفية تتسم بوضوح الحدود والتنظيم الذاتي والتكيف وهي تقوم بأداء عملها ويحدث بينها تفاعلات وتعاملات وهي توليفة أو مكون من النظم البيئية المتعددة التي يصعب عليها ألا تعتمد بعضها على بعض.
المنظور الأيكولوجي في الخدمة الاجتماعية
المنظور الأيكولوجي يرى أن الإنسان يمكن فهمه كنسق في بيئته عن طريق التركيز على الأساليب والتفاعلات والتعاملات التي قد تحدث بين الأجزاء المتنوعة وعند الحدود التي يتلاقى فيها الإنسان والبيئة. وهذا المنظور يوجّه كل من الأخصائي الاجتماعي ونسق العميل نحو التبادلات والتفاعلات المعقدة في الحالات، كما ينظر إلى التفاعلات والتبادلات والاعتماد المتبادل بين الكائن والنسق الفرعي والبيئة المحلية والنسق الأكبر؛ على أنها جوانب هامة من أجل بقاء كل منهم منفصلاً وكيف قد يكون لأحد هذه العناصر على الآخر تأثيراً سلبياً أو إيجابياً. وعند فحص التكيّف بين الشخص والبيئة، فالأخصائي الاجتماعي يجب أن يأخذ في الحسبان الاعتبارات الاجتماعية والفيزيائية وكيف تؤثر الثقافة على الترابط بينهم.
مبادىء المنظور البيئي في الخدمة الاجتماعية
يقوم المنظور البيئي على ثلاث مبادئ أساسية التي تعتبر دليل في نظرية الأنساق الاجتماعية والتي تشمل الآتي:
1- ترابط الشبكات: وبناء على المنظور الايكولوجي فإن الأفراد في بيئتهم يُنظر إليهم على أنهم مترابطين كذلك الفرد والبيئة يمكنها فقط فهم العلاقة بين الاثنين، داخل المنظور البيئي، هذه العلاقة غالباً ما يُشار إليها على أنها فرد في بيئة ويمكن توضيحها كما يلي: سلبي، إيجابي، حيادي.
2- الدورة الطبيعية للمنظور البيئي: يتطلب المنظور البيئي تفكير بيئي، الذي يفحص العلاقة والتغيرات بين المتغيرات.
3- خطة واتجاه التفاعل بين الفرد والبيئة: يعتبر اتجاه غير محددّ فالفرد يستجيب للبيئة والبيئة في المقابل تتغير وتستجيب للفرد وغالباً الفرد أو البيئة يجب أن تنظم ذاتياً لكي يكون الفرد أكثر إيجابية والبيئة أكثر تكيفاً. كذلك دور الأخصائي الاجتماعي في المنظور البيئي هو تحسين العلاقة بين الفرد والأُسر والجماعات، المجتمع، التي تتطلب تدخل في الفرد والبيئة معاً، والتدخلات مع الفرد تساعد على زيادة تقييم الذات وتقدير الذات واكتساب المهارات والقدرة والقوة، أو محاولة إلى خفض التعب النفسي. والتدخلات بالنسبة للأسر والجماعات قد تساعد الأفراد على إدراك أو تغيير تفاعلاتهم أو أنماط التواصل الخاصة بهم، وبشكّل البديل فإن التدخلات البيئية تعمل على زيادة فرص الأفراد لمواجهة احتياجاتهم.
الأساسيات الفلسفية للمنظور الإيكولوجي
تمثل الخدمة الاجتماعية علمًا وفنًا يهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات. يعتبر المنظور الإيكولوجي واحدًا من الأسس الرئيسية التي تقوم عليها ممارسات الخدمة الاجتماعية، حيث يركز على فهم العلاقات بين الفرد وبيئته الاجتماعية والثقافية والبيئية. يسعى المنظور الإيكولوجي إلى تحليل التأثيرات المتشعبة للبيئة على حياة الفرد وتشكيل السياق الذي يعيش فيه.
التأكيد على التفاعلات:
يركز المنظور الإيكولوجي على الفهم العميق للتفاعلات بين الفرد وبيئته المحيطة. يعتبر الفرد والبيئة كوحدة متكاملة، حيث يتأثر كل منهما بالآخر.
توسيع مفهوم البيئة:
يشمل المنظور الإيكولوجي البيئة بمفهوم واسع، يشمل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية. يهدف إلى فهم كيف تتفاعل هذه العوامل لتشكيل تجربة الفرد.
المستويات الإيكولوجية في الخدمة الاجتماعي
الفردية:
يركز هذا المستوى على التأثيرات المباشرة للعوامل البيئية على الفرد. يتضمن دراسة الخصائص الشخصية والتفاعلات اليومية.
المجموعة الاجتماعية:
يتناول هذا المستوى العلاقات فيما بين الأفراد في المجموعات الاجتماعية، مثل العائلة والأصدقاء والزملاء. يتم التركيز على كيفية تأثير هذه العلاقات على الدعم والتحفيز.
المستوى الهيكلي:
يدرس المستوى الهيكلي تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبيرة على الفرد. يركز على النظم والهياكل التي تتحكم في توزيع الموارد والفرص.
المجتمع والثقافة:
يتعامل هذا المستوى مع تأثير البيئة الاجتماعية والثقافية على الفرد. يدرس كيف يتأثر الفرد بالقيم والتقاليد والعادات في مجتمعه.
تطبيقات المنظور الإيكولوجي في الخدمة الاجتماعية
تقييم العميل:
يعتمد التقييم الإيكولوجي على تحليل شامل للعوامل المؤثرة في حياة العميل، مما يساعد في فهم احتياجاته ووضعه الاجتماعي.
تطوير البرامج:
يساعد المنظور الإيكولوجي في تصميم برامج الخدمة الاجتماعية التي تأخذ في اعتبارها تأثيرات متشعبة للبيئة على الفرد.
تحسين النظم الاجتماعية:
يهدف المنظور الإيكولوجي إلى تعزيز التغيير على مستوى النظم الاجتماعية، مما يعزز العدالة الاجتماعية والمساهمة في بناء مجتمع أكثر استدامة.
يعتبر المنظور الإيكولوجي في الخدمة الاجتماعية إطارًا شاملاً يساعد على فهم تفاعلات الفرد مع بيئته المحيطة. يتيح هذا المنظور للممارسين في مجال الخدمة الاجتماعية التفكير بشكل أعمق في كيفية تصميم البرامج وتقديم الخدمات بشكل يلبي احتياجات الأفراد ويساهم في تحسين الحياة الاجتماعية والنفسية للمجتمعات التي يخدمونها.