الانقلاب الإسباني الداخلي: هو انتفاضة عسكرية قامت في إسبانيا عام 1936 ميلادي وقد سَعت تلك الانتفاضة لإسقاط الجمهورية الإسبانية الثانية، وقد كانت تلك الانتفاضة دور كبير في قيام الحرب الأهلية الإسبانية والتي كانت الحرب حينها بين الحزب القومي والحزب الجمهوري، حيث كان كلا الحزبين يسعى في السيطرة على إسبانيا، وقد أدت تلك الحرب إلى انقسام في الجيش الإسباني.
الانقلاب الإسباني الداخلي:
عند بداية الانتفاضة في إسبانيا سعى الثوار في أن تكون تلك الانتفاضة عبارة عن انتفاضة سليمة وأن لا يتم إراقة الدماء فيها، لكن بعد سقوط أول قتيل أصبحت الانتفاضة عبارة عن حرب، وقد تم دعم أولئك الثوار من قِبل القوات العسكرية في شبه الجزيرة الإسبانية ومن قِبل الجيوش الأفريقية، في ذلك الوقت كانت الحكومة الإسبانية تملك الكثير من الأسلحة والمدافع، كما أن الانشقاق الذي حدث بين جنودها أدى إلى إضعافها، قامت إسبانيا في عام 1939 ميلادي بإجراء انتخابات في حكومتها، وقد تم حينها إدخال الحزب اليساري، فقام حينها الحزب الملكي في حكم إسبانيا.
جَرت بعد ذلك الانتخابات في إسبانيا وقد انتهت تلك الانتخابات بفوز التحالف الشعبي الإسباني؛ ممّا أدى ذلك إلى اعتراض الحزب اليمني والذين رأوا في تلك الانتخابات بأنّها الانتخابات تم التلاعب فيها؛ ممّا أدّى ذلك الى بداية المظاهرات والاحتجاجات والقيام بأعمال التخريب في المدن الإسبانية اعتراضاً على تلك النتائج، فقامت حينها القوات العسكرية في الانضمام إلى تلك الاحتجاجات، حيث أصبحت الاحتجاجات بعد ذلك عبارة عن تمردات عنيفة، والتي أدت إلى قتل الكثير، خلال تلك الاحتجاجات فقد الحزب الشعبي سيطرته في إسبانيا.
على الرغم من تلك التمردات التي كانت تعاني منها إسبانيا، إلا أنّ إسبانيا لم تعلن حينها عن حالة الطوارئ في البلاد على عكس كلاً من فرنسا وألمانيا، ولعل الانتفاضة التي كانت تعاني منها إسبانيا لم يكن لها أسباب إلا استبداد الحكومة الاسبانية في حكمها، حيث أنّ إسبانيا لم تكن حينها تعانيه من أزمة حقيقية كغيرها من الدول الأوروبية ولم يكن هناك أي داعي لحدوث الحرب الأهلية فيها، خلال ذلك الوقت سعى الحزب اليميني الملكي في إطاحة الحكم الجمهوري في إسبانيا والسيطرة على الحكم.
في تلك الفترة سعى الحزب اليميني في عدم عودة الحزب اليساري للحكم في إسبانيا، حيث قاموا حينها بعمليات الانقلاب العسكري، إلا أنّ الانقلاب العسكري لم يأت بأيّ نتيجة حينها، وعادة محاولات الانقلاب العسكري حينها مرةً أخرى وذلك بعد انتهاء الانتخابات وفوز الحزب الشعبي، فقد كان يسعى ذلك الانقلاب إلى القضاء على حكم الجبهة الشعبية في إسبانيا وإعادة إسبانيا دولة قوية لها قوتها وهيبتها بين الدول الأوروبية، فتم حينها تشكيل حكومة إسبانية والتي تم تشكيلها من القوات العسكرية الإسبانية.
بقيت القوات العسكرية تقوم بعمليات التخطيط للانقلاب بشكل سري، وخلال تلك التخطيطات شكت الحكومة الإسبانية بالعمليات السرية التي كان يقوم بها الحزب اليميني والملكي والجنود، فقامت الحكومة الإسبانية بعملية تفرقة الضباط والجنرالات الإسبانيين، حيث قامت بإرسالهم كجنود خارج البلاد؛ وذلك لكي تضمن الحكومة الإسبانية من عدم اجتماعهم مع بعضهم البعض وقيامهم بعملية تمرد في تلك الأثناء تلقت الحكومة الإسبانية عن أنباء تخطيط لعمليات تمردات بين كبار القادة لديها، لم تقم الحكومة حينها بقمع تلك التخطيطات وبقيت تقوم بمراقبتهم بشكل سري.
كانت تلك التخطيطات التي تم وضعها تضم المقاطعات الإسبانية التي يوجد فيها قوات عسكرية، حيث تم إرسال مجموعة من كبار الضباط للوقوف إلى جانب تلك التمردات والذين تم توزيعهم بشكل متساوي، حيث تم التخطيط حينها بأن تقوم جميع الانتقاضات مع بعضها البعض؛ من أجل أن تبث حالة الحرب لدى الحكومة الإسبانية، حيث تم وضع حينها القوات الأفريقية لتقوم في الانتفاضة بشكل فردي في مدينة مدريد، ومن ثم قامت تلك القوات العسكرية في الاتجاه إلى باقي المدن الإسبانية وقامت حينها القوات العسكرية الافريقية بالوقوف إلى جانبها.
فقد كانت تسعى تلك الانتفاضة على تدمير الحكم الجمهوري والملكي في إسبانيا، والعمل على جعل إسبانيا دولة عسكرية يحكمها الجيش إلا أنّ كانت هناك مشاكل واضحة بين العسكريين والسياسيين الذين قاموا بالتحريض لتلك الانتفاضة، فقد كان كلاً منهم يسعى إلى تحقيق أهدافة السياسية الخاصة من خلال تلك الانتفاضة، إلا أنّهم كانوا قد اتفقوا من قِبل بأن لا يصبح نظام الحكم في إسبانيا نظاماً ليبرالياً أو ديمقراطياً.