ما هو تاريخ الإمبراطورية الروسية في القرن العشرين ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


بعد وفاة القيصر “ألسكندر الثالث” في عام 1894 ميلادي، تولى ابنه القيصر “نيقولا الثاني” الحكم من بعده، وفي بداية عهد القيصر “نيقولا الثالث” بدأت الثورة الصناعية والتي كان لها دور كبير في التأثير على الإمبراطورية الروسية.

تاريخ الإمبراطورية الروسية في القرن العشرين ميلادي:

خلال فترة الثورة الصناعية التي حدثت في روسيا، قام حينها طبقة النبلاء والليبراليين الروس وأصحاب الرأسمالية بعملية إصلاح اجتماعي سلمي، كما قاموا بملكية دستورية، بالإضافة إلى قيامهم بتشكيل الحزب الدستوري الديمقراطي، أما بالنسبة للثوريين الاجتماعيين الروس، فقد قاموا بالمطالبة بتوزيع الاراضي بين الفلاحين الذين قاموا بالعمل فيها، وقد كان هناك أيضاً فئة أخرى متطرفة خلال فترة بداية حكم القيصر “نيقولا الثاني”، وقد كانت تلك الفئة المتطرفة تسمى الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وقد طالبت تلك المجموعة باستكمال الثورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في روسيا.

وفي عام 1903 ميلادي أخذ الحزب في روسيا بالانقسام إلى قسمين، حيث انقسم إلى قسم المعتدلين وقسم المتطرفين، حيث كان يعتقد المعتدلين بأن الاشتراكية الروسية سوف تنمو بشكل تدريجي وسلمي، حيث أن نظام القيصر يجب أن يتحوَّل إلى نظام جمهوري يتعاون فيها الاشتراكيون مع الأحزاب الليبرالية في بناء الوطن، أما المتطرفين فقد دعوا إلى تشكيل مجموعة من الثوريين المهنيين والتي يجب أن تخضع الإنضباط الحزب القوي؛ وذلك من أجل أن تكون انطلاقة الطبقة الكادحة من أجل الاستيلاء الحكم بالقوة.

وفي عام 1904 ميلادي نشبت الحرب الروسية اليابانية، والتي تم فيها هزيمة الإمبراطورية الروسية وقد كانت تلك الهزيمة بمثابة ضربة قاسية للنظام القيصري في روسيا؛ ممّا أدى ذلك إلى زيادة المشاكل، وفي عام 1905 ميلادي حدثت حادثة مأساوية في روسيا، حيث تم قتل مجموعة من الروسيين والذين كانوا متجهين لقصر الشتاء لمناصرة القيصر “ألسكندر الثالث” وتم رميهم بالرصاص من قبل الجنود، والتي تعتبر تلك الحادثة عبارة عن مجزرة دموية؛ ممّا أدى إلى زيادة المطالبة بالحكم الجمهوري في روسيا.

وقد كانت تلك المجزرة الدموية علامة لبداية الثورة الروسية، حيث ظهرت مجالس العمال في معظم المدن الروسية والتي قامت بمراقبة النشاط الثوري وقامت بحث الشعب الروسي عليه؛ ممّا أدى ذلك إلى شل عَمل الحكومة الروسية وجعلها غير قادرة على حل مشاكلها، وبعد ذلك قام القيصر “نيقولا الثاني” هو وجيشه إلى الحرب العالمية الأولى، حيث كانوا قد دخلوا تلك الحرب بكل حماسة وروح وطنية، وقاموا خلال تلك الحرب بضرب دول المحور، وفي عام 1914 ميلادي قام الجيش الروسي بالدخول إلى ألمانيا؛ من أجل دعم الجيش الفرنسي.

وفي عام 1905 ميلادي أصدر القيصر “نيقولا الثاني” امراً بإنشاء برلمان، وقد شمل ذلك القانون الحق للجميع بالتصويت دون إستثناء، وقد كان الهدف منه إرضاء جميع الجماعات المعتدلة، إلا أن الاشتراكيين كانوا غير راضين عن ذلك القانون ورفضوا تقديم تنازلات؛ ممّا أدى ذلك إلى نشوب الثورات مرة أخرى، وحدث بعد ذلك عدة انقلابات وثورات في روسيا مناهضة للحرب، وقد صوّرت تلك المناهضات بأن الحكومة الروسية ليس لديها الكفاءة لإدارة أمور الدولة والشعب؛ ممّا أدى ذلك إلى زيادة غضب الشعب الروسي وزيادة غضبهم من الحكومة الروسية ونظام الحكم.

وفي عام 1915 بدأت المعنويات لدى الجيش الروسي بالانخفاض، خاصة بعد تسرب الأخبار إليهم بنفاذ المواد الغذائية والوقود وازدياد أعداد القتلى لدى الجيوش الروسية، على الرغم من أن ضحايا الجيش الروسي كانت أقل بقليل من ضحايا القوات المحاربة، وأصبحت روسيا في تلك الفترة تعاني من حالة من التضخم، كما قام العمال بالإضراب والذين  كانوا حينها يعملون بالأجور المحدودة، كما قام الفلاحين الروسيين بالمطالبة بالإصلاح الزراعي وانهم كانوا يشكون من الأحوال السيئة التي كانوا يعيشون فيها وقد هددوا حينها بالثورة.

وفي تلك الأثناء وبعد الأحداث التي حصلت، انخفضت ثقة الشعب بنظام الحكم الروسي، وخاصة قيام الصحف المعادية للحكم بالتحريض ضد الدولة الروسية، وقد فقدت روسيا بعد تلك هيبتها أمام شعبها، في عام 1917 ميلادي، قام مجموعة من العمال في إحدى المصانع الروسية بتنظيم إضراب، وبعد أسبوع من ذلك الإضراب.

وقامت عدد من الإضرابات وتوقف جميع عن العمل في جميع مصانع المدينة، ثم أصبحت شوارع روسيا بعد ذلك ساحة للقتال، فقام القيصر “نيقولا الثاني” بحل مجلس النواب وأمر العمال بالعودة إلى أعمالهم؛ ممّا ادى ذلك إلى قيام الثورة في روسيا، إلا أن مجلس النواب رفض الإنحلال، وقام العمال المضربين بعقد عدة اجتماعات، وقام الجيش الروسي بالوقوف إلى جانب العمال، وتم تشكيل حكومة مؤقتة في روسيا وتم إجبار القيصر “نيقولا الثاني” بالتنازل عن الحكم.


شارك المقالة: