تم تأسيس مملكة المجر في أوروبا الوسطى عندما تم تتويج الملك “ستيفين الأول” كبير أمراء المجر، وقد كان ذلك في عام 1000 ميلادي، وتم حينها اعطاه لقب الملك، فقام الملك “ستيفن الأول” عندما تولى الحكم بتعزيز السلطة المركزية، حيث أنه قام بإجبار المجريين على اعتناق الديانة المسيحية، وقد كانت مملكة المجر خلال تلك الفترة تعاني من هجمات الرومان والطليان، فقد كانت بداية تأسيس مملكة المجر في حالة خطر.
تاريخ مملكة المجر:
مع بداية القرن التاسع والقرن العاشر ميلادي قام المجريين بشن هجوم على حوض الكاربات والتي كان يسكن في تلك المناطق السكان المتحثون باللغات السلافية، وبدأ المجريون من موطنهم الجديد بشن غارات ضد إيطاليا ومملكة الفرنجة الشرقية، كما قاموا بغزو مناطق عد في القارة الأوروبية، وقد تم إيقاف غارات المجريين على يد الإمبراطورية الرومانية المقدسة وذلك عندما عندما تم هزيمتهم في معركة “ليتشفيلد”، وقد كانت حياة المجريين عبارة عن شبكة من العلاقات الاجتماعية المقربة.
حيث كان سكانها يشكلون قبائل متعددة، فقد كان النظام فيها عند بداية تأسيسها عبارة عن نظام قبلي ويحكمها أميرها الكبير والذي كان ينتمي إلى عائلة “آل أرباد” والذي كان حينها زعيمها أثنا فترة استيلاء المجريين على الأراضي، فقد كان المجريين حينها عبارة عن مجموعة من الرحل يتنقلون من مكان إلى آخر والذين كان معظمهم يعملون في الزراعة.
كما تعايش شعوب المجر مع عدد من الشعوب والذين كسبوا منهم ثقافات وحضارات مختلفة عملوا من خلالها على خلق حياة أكثر استقراراً في أوروبا الوسطى، كما كان المجريين شعوب “وثنية” إلا أنهم لم يكن لديهم أية عنصرية وقد كان لديهم تسامح مع الشعوب المسلمة المسيحية واليهودية.
كما تم مع بداية تأسيس مملكة المجر العمل على بناء الكنائس البيزنطية والتي كان لها دور كبير في نشر عمليات التبشير، في عام 997 ميلادي توفي “الأمير جيزا” فقام أبنه “ستيفن الأول” من بعده بالقيام بعدة صراعات؛ وذلك من أجل تثبيت حكمه وقد قام بالاستعانة بالفرسان الألمان والذي تم من خلالها تحقيق عدة انتصارات، فقام “فرانسيس الأول” بعد تلك الانتصارات بطلب الحصول على التاج الملكي.
وعندما توفي الملك “أندروس الثالث” والذي كان بوفاته انقراض سلالة عائلة “آل أرباد”؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث عدد من القوضات السياسية، فتم حينها تتويج الملك “تشارلز روبرت” ملكاً مؤقتاً لمملكة المجر، إلا أن الأباطرة والاسقافة المجريين رفضوا الخضوع لحكمه والذين كان يعتبرونه أنه يسعى إلى السيطرة على الحكم.
وخلال عهد الملك “لازلو الأول” والملك “كولمان” قام كل منهما باحتلال كلاً من كرواتيا ودالماسيا وقد قام السكان المحليين بدعمهم بذلك الغزو، وسعى ملوك مملكة المجر حينها على توسيعه الملكة حتى شبه جزيرة البلقان حتى أصبحت مملكة المجر حينها من أقوى المملكات في أوروبا، حيث كانت تعتبر مملكة المجر دولة غنية بالزراعة، فكما كانت غنية بالذهب والفضة والملح، حيث أصبح المستعمرين الألمان والفرنسيين والإيطاليين يعتبرونها المقصد المفضل للاستعمار.
وكان معظم سكان المجر من المهاجرين الفلاحين والذين كانوا يقيمون في القرى، بالإضافة إلى التجار والحرفيين والذين كان مقر إقامتهم في المدن والذين كان لهم دور أساسي في نمط الحياة في المملكة وفي تطور الثقافة والحضارة في المملكة خلال فترة العصور الوسطى، فقد كان موقع مملكة المجر يأتي على مفترق الطرق التجارية؛ ممّا أدى ذلك على مساعدتها في التعايش مع عدد من الثقافات المختلفة، حيث نلاحظ الكثير من المباني الرومانية والقوطية، بالإضافة إلى الكتابات الأدبية والتي تم كتابتها باللغة اللاتينية.
كما كان يعيش فيها مجموعة من الأقليات العرقية الأرثوذكسية والعرقية الغير مسيحية، كما كانت تعتبر اللغة اللاتينية هي اللغة الرسمية في مملكة المجر والتي كان يتم من خلالها تشريع القوانين، وقد كان نظام ملكيات الملكيات هو النظام السائد في مملكة المجر، وقد أدى ذلك النظام إلى ظهور مجموعة من أصحاب الأراضي كان يطلق عليهم اسم “الخدم الملكيين”.
وفي عام 1241 ميلادي تعرضت مملكة المجر للغزو المغولي والذي كان يعتبر ذلك الغزو عبارة عن ضربة قاسية للمملكة، ومن ثم تعرضت المملكة إلى الاستعمار من بولندا ومورافيا وغيرها من الدول الأوروبية التي قامت بغزوها وقد كان حينها الملوك ببناء الحصون لتحصينها من أي غزو، ونشأت بعد ذلك الغزو مقاطعات شبه مستقلة في المملكة.