بدأت الشعوب في السكن في بلجيكا منذ القرن قبل الميلاد، فقد قام بالسكن فيها حتى أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، وكما كان للإمبراطورية الرومانية دور كبير في ازدهار التجارة والزراعة والصناعة في بلجيكا، وقد كان يطلق عليها في ذلك الوقت اسم بلاد الغال.
بلجيكا في العصور الوسطى:
سكن الرومان في المناطق الشمالية والتي كانت فرنسا، إيطاليا، بلجيكا تشكل تلك المنطقة، فقامت القبائل الجرمانية مع بداية القرن الخامس ميلادي بطرد الرومان منها والسكن فيها، فقامت القبائل الجرمانية بتشكيل مملكة لهم داخل بلجيكا وقاموا بتأسيس الإمبراطورية الكارولنجية والتي أصبحت تلك الإمبراطورية من أكبر وأقوى الإمبراطوريات في المنطقة في ذلك التاريخ.
قام ملوك الإمبراطورية الكارولنجية والذين كان معظمهم من الملوك الألمان بتقسيم الإمبراطورية إلى ثلاثة أقسام، وقد أدى ذلك التقسيم إلى إضعاف الإمبراطورية الكارولنجية وتحولها إلى عدد من الدول الإقطاعية وأصبحت طبقة النبلاء هي التي تقوم بحكم تلك الدول والذين عَملوا إلى تنشيط التجارة فيها حتى أصبحت بلجيكا من أقوى الدول التجارية، وقد قام حكام بلجيكا بإعطاء المستثمرين الكثير من الميزات والتي أدت تلك الميزات غلى تنشيط التجارة ودعم الاقتصاد، حتى تمكنت بلجيكا خلال فترة العصور الوسطى من فتح المصانع.
قامت عائلة “آل هابسبورغ” النمساوية بعد ذلك بحكم الأراضي المنخفضة في أوروبا ووقعت الأقاليم تحت حكم إسبانيا، وقد عُرفت إسبانيا تشددها الديني تجاه المذهب الكاثوليكي والتي بدأت بأعمال الاضطهاد ضد أصحاب المذهب البروتستانتي؛ ممّا أدى ذلك إلى طلب هولندا الحصول على الاستقلال وقد أدت تلك الأعمال على حصول انقسامات في المناطق المنخفضة والتي كان لتلك التقسيمات دور كبير في التأثير على اقتصاد بلجيكا، وبدأت بلجيكا في تلك الفترة تعاني من كساد اقتصادي.
مع بداية القرن السابع عشر ميلادي بدأت الحروب تشتعل في أوروبا وبدأ الصراع بين إسبانيا والنمسا‘ فقامت إسبانيا بالتنازل عن بلجيكا لصالح النمسا كعملية تسوية بينهم، خلال فترة النمسا لبلجيكا سَعت النمسا إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية فيهم، ومع بداية القرن الثامن عشر ميلادي تمكنت بلجيكا من استعادة ازدهارها الاقتصادي وثأرت ضد الحكم النمساوي حتى تمكنت من التخلص منه، إلا أنّ النمسا عادت واستولت على الحكم في بلجيكا مرةً أخرى خلال القرن الثامن عشر ميلادي.
قامت فرنسا في العام الذي يليه بطرد النمساويين من بلجيكا؛ ممّا أدى ذلك إلى أنّ تصبح بلجيكا جزاءً من الإمبراطورية الفرنسية وتحت سيطرتها، واكتسبت بلجيكا خلال فترة حكم فرنسا لها الكثير من الثقافة واللغة الفرنسية، بقيت بلجيكا تحت حكم فرنسا حتى تم هزيمة نابليون في حروبه، حتى تم عقد “معاهدة فيينا” وتم من خلال تلك المعاهدة إعلان استقلال بلجيكا وضمها إلى هولندا والإعلان عن تأسيس مملكة هولندا كمملكة مستقلة؛ وذلك من أجل إيقاف عمليات التوسع الفرنسي في المنطقة.
بعد عملية التوحيد التي تمت بين بلجيكا وهولندا تحت حكم مملكة هولندا، أصبحت بلجيكا أقوى اقتصادياً وأخذت التجارة فيها بالانتعاش؛ ممّا أدى ذلك إلى دفع بلجيكا بطلب الاستقلال عن الحكم الهولندي، وذلك بعد السيطرة الثقافية والدينية الهولندية على بلجيكا.
استقلال بلجيكا:
ظهرت عدة تمردات وثورات بلجيكية في بلجيكا ضد الحكم الهولندي؛ ممّا أدى ذلك إلى إعلان أوروبا استقلال بلجيكا والاعتراف بها كدولة مستقلة، فقامت بلجيكا باعتماد سياسة جديدة في حكمها حتى تمكنت من أنّ تصبح من أكبر الدول الصناعية في أوروبا، ومع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي بلجيكا من الدول العظمى في أوروبا، حتى قامت بالتخطيط لتأسيس مستعمرة في أفريقيا لها، لكنها من تتمكن من تأسيس تلك المستعمرة؛ وذلك بسبب سيطرة بريطانيا في تلك المنطقة، واستطاعت بلجيكا من الحصول على المواد الخام من افريقيا.
قامت بلجيكا بالأعمال التخريبية في أفريقيا الوسطى وبدأت بأعمال القمع ضد الشعب الأفريقي؛ ممّا أدى ذلك إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للتدخل والعمل على إيقاف بلجيكا والعمل على تحويل عملية إدارة التجارة الأفريقية إلى الحكومة البلجيكية، حتى تم الاتفاق على جَعل دولة الكونغو الأفريقية تحت الحكم البلجيكي.
كانت هناك مجموعات من الشعوب التي تقيم في بلجيكا، فكان هناك شعوب متأثرة بالثقافة واللغة الهولندية وبعضها الأخر متأثر بالثقافة واللغة الفرنسية وقد استمرت الصراعات بينهم لفترة طويلة، حتى تم الاتفاق على حَل تلك الصراعات والاتحاد اقتصادياً فيما بينهم، ومع بداية القرن العشرين ميلادي تمكنت بلجيكا من تحقيق الاتحاد بين شعوبها.