ما هو تاريخ سويسرا القديم؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبر دولة سويسرا من أقدم الجمهوريات التي تم تأسيسها، حيث أنّها كانت عبارة عن اتحاد مجموعة من التقسيمات الفرعية والتي كان يطلق عليها حينها بالجمهورية الفيدرالية، في القرن الأول قبل الميلاد كانت سويسرا خاضعة للحكم الروماني وقد كان يسكنها حينها شعوب “الهلفتيون”، حيث أنّه اندمجت الثقافة السويسرية بالثقافة الرومانية خلال فترة العصور القديمة، ومع بداية القرن السادس ميلادي تم دمج سويسرا مع إمبراطورية الفرنجة.

تاريخ سويسرا:

تم تأسيس الاتحاد السويسري القديم في العصور الوسطى وذلك بعد أنّ تم استقلالها عن حكم عائلة “آل هابسبورغ“، وقد حصلت سويسرا على الكثير من الأراضي في دوقية ميلانو والتي كانت واقعة في جنوب جبال الألب، في تلك الفترة كانت سويسرا تتكون من اتحاد ثلاثة عشر من الكانتونات، فقام فيها حينها حركة الإصلاح والتي عَملت تلك الحركة على تفكيك الاتحاد السويسري، وقد تعرضت سويسرا في تلك الفترة للغزو الفرنسي وذلك بعد قيام الثورة الفرنسية، وقد عَمل ذلك الغزو على تحويل سويسرا إلى دولة عميلة لفرنسا.

أثناء فترة وقوع سويسرا تحت الحكم الفرنسي أصبحت سويسرا كاتحاد فيدرالي وذلك بموجب قانون حكم نابليون، وبعد انتهاء الحكم الفرنسي والنابلويني في سويسرا، بدأت تعاني من الكثير من الاضطرابات الداخلية، والتي أدت تلك الاضطرابات إلى قيام الحرب الأهلية في سويسرا؛ ممّا دفع سويسرا ذلك إلى وضع دستور فيدرالي جديد، ومع بداية عام 1848 ميلادي بدأت سويسرا في الدخول إلى العصر المعاصر الحديث والتي بدأت سويسرا حينها دولة مزدهرة ودولة قوية اقتصادياً، حيث أصبحت سويسرا في تلك الفترة تعتمد على الصناعة أكثر من اعتمادها على النظام الزراعي القديم.

كما كان لموقف سويسرا الحيادي خلال الحرب العالمية الأولى والثانية دور كبير في تقوية اقتصادها، حيث أنها كانت في تلك الفترة تسعى على تقوية اقتصادها الداخلي؛ ممّا جعلها ذلك من أقوى اقتصاديات الدول في العالم، قامت سويسرا بعد ذلك بتوقيع معاهدات تجارية مع السوق الأوروبي الاشتراكي، إلا أنّها كانت رافضة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

تاريخ سويسرا القديم:

بعد وفاة إمبراطور عائلة “آل هابسبورغ” قامت المقاطعات التي كانت واقعة تحت حكمهم بالاتحاد مع بعضها البعض والعمل على تكوين اتحاد سويسرا، وقد تم ذلك الاتحاد في عام 1291 ميلادي، وقد كانت هناك بعض المقاطعات التي كانت تحت حكم عائلة “آل هابسبورغ”، فجرى حينها صراع بين سويسرا وعائلة هابسبورغ وقد انتصرت سويسرا في تلك الحرب؛ ممّا منحها ذلك توليها الحكم المستقل في الإمبراطورية الرومانية، وخلال فترة القرن الخامس عشر ميلادي حقق الاتحاد السويسري القديم انتصارات كثيرة؛ ممّا جعله ذلك يحصل على ثروات كبيرة خلال تلك الصراعات.

قامت سويسرا خلال حكمها الذاتي في الإمبراطورية الرومانية بعدة صراعات مع العائلات المالكة التي كانت تشاركها في الحكم، وقد حققت انتصارات كبيرة حينها، حتى أصبحت سويسرا تتمتع في حكم أكبر داخل الإمبراطورية الرومانية، قام بعد ذلك أحد الكهنة السويسريين بعمليات الإصلاح في سويسرا، حيث كانت هناك عدة مذاهب متبعة في الاتحاد السويسري، وقد أدت تلك الإصلاحات إلى قيام الحرب الدينية في سويسرا.

مع بداية الصراعات والنزاعات في أوروبا ومع بداية حرب الثلاثين عاماً، أصبحت سويسرا من أكثر الدول الأوروبية التي تتمتع بالأمن والسلام في ظل الصراعات والتقسيمات التي كانت تعاني منها قارة أوروبا، ولعل السبب في ذلك؛ هو أنّ أوروبا كانت تعتمد في حروبها على المرتزقة السويسريين، فقد كانت أوروبا حينها حريصة في عدم وقوع سويسرا في يَد الأعداء.

في تلك الفترة تعرضت سويسرا لثورات على يَد مجموعة من الثوار الفلاحين، والذين قاموا بتلك الثورة؛ بسبب انخفاض قيمة العملة في سويسرا والذي أثر ذلك على اقتصادهم ومستوى الحياة التي كانوا يعيشونها، فدارت حينها حرب بين الحكومة السويسرية والثوريين الفلاحين، وقد انتصرت الحكومة السويسرية في تلك الحرب، إلا أنّها قامت بعد تغييرات واصلاحات الاقتصادية بعد تلك الحرب، حيث أنّها قامت بتخفيض الضرائب التي كانت مفروضة على الطبقة العاملة في سويسرا، إلا أنّ تلك الثورات بقيت قائمة فيها.

تمردات ضد الغزو الفرنسي:

خلال فترة قيام الثورة الفرنسية قامت فرنسا بغزو سويسرا وقامت باتخاذها كدولة حليفة لها، فقد قامت فرنسا حينها بوضع حكومة خاصة بها داخل سويسرا، وقد أدى ذلك إلى غضب الشعب السويسري من قيام قيام حكومة فرنسية في أراضيه، قامت بعد ذلك عدة تمردات وثورات في سويسرا ضد الحكم الفرنسي فيها، فقامت الحكومة الفرنسية بقمع تلك التمردات والقضاء عليها، وخلال ذلك كان السويسريين قد خسروا الديمقراطية التي كانوا يتمتعون فيها.


شارك المقالة: