دولة مالطا:
تعتبر مالطا من أصغر دول العالم من حيث المساحة على الرغم من الكثافة السكانية الموجودة فيها، وتميزت منذ القدم بالموقع المتميز الذي جعلها عرضة للغزوات من قِبل فرنسا والرومان والنورمان وإسبانيا وبريطانيا التي تمكنت السيطرة عليها ووقعت تحت حكمها حتى عام 1964 ميلادي ليتم إعلانها كدولة مستقلة ومن ثم تم انضمامها إلى اتحاد الدول الأوروبية.
تاريخ مالطا:
تشير دراسات علم الآثار بأنّ سكان مالطا قد أتوا من جزيرة صقلية خلال فترة العصر الحجري، وعند إقامتهم قاموا بالعمل في الصيد والزراعة، كما اهتموا ببناء المعابد الحجرية ذات الأشكال الهندسية المميزة والتي لا تزال موجودة إلى الآن في مالطا وكانوا يقدمون القربان إلى الآلهة، وذلك حسب اعتقادهم أنّها تساعدهم في القضاء على الأمراض والمجاعات المنتشرة عندهم.
عند قدوم العصر البرونزي تغيرت ثقافة سكانها ولم يستمروا في بناء المعابد وقاموا ببناء الهياكل الصخرية الصغيرة، قبل قدوم العصر البرونزي تعرضت مالطا إلى هجرة سكانها وقام مجموعة من السكان الجدد بالقدوم إليها وكانت لهم عاداتهم وثقافتهم المختلفة عن السكان القدامى.
قام الكثير من السكان بالإقامة في مالطا، وتشير الدراسات بأنّ الفينيقيين هم من أوائل الشعوب التي سكنت فيها، ومن ثم تعرضت لغزو الرومان الذين كانت حضارتهم الواضحة فيها وكان لهم دور كبير في تغير الثقافة المالطية، تعرضت مالطا بعد ذلك إلى غزو المسلمين وحكموها لفترة طويلة، وتمكنوا من السيطرة على التجارة البحرية التي كانت تتميز فيها، على الرغم من ذلك كانت تعتبر منطقة غير مميزة للسكن، ليقوم المسلمون ببناء المدن والأسواق فيها، لتصبح مطمعاً للدول الأخرى.
بعد سيطرة المسلمين وبناؤها وجعلها دولة مميزة بدأت أطماع الفرنج تظهر بالسيطرة عليها، ليقوم الروم بغزوها وقام المسلمون بالطلب منهم عدم قتلهم وإعطائهم الأمان، لكنهم رفضوا؛ ممّا دفع المسلمون إلى القيام بإعداد جنودهم والتصدي لهجوم الروم وتمكنوا من بقائها تحت سيطرتهم، لكنها لم تستمر كثيراً تحت حكمهم، فكانت في ذلك الوقت حملات الفرنج في استرداد الأراضي، وتمكنوا في البداية من السيطرة على جزيرة صقلية ومن ثم قاموا بغزو مالطا وسلبوها من المسلمين ووضعوها تحت سيطرتهم.
كانت شعوب النورمانديين الجرمانية هي الشعوب التي كانت تسعى في السيطرة على مالطا، فقد عُرف عنهم بقدراتهم القتالية وتحقيقهم النصر في جميع الغزوات التي كانوا يخوضونها، بقيت مالطا تحت حكم النورمانديين حتى أتى القائد “نابليون” وتمكن السيطرة عليها ووضعها تحت حكم فرنسا، وقام بالتوعد بعد تعرضه هو وجنوده إلى سكانها ووعدهم ببقائهم في منازلهم، كما قام بوعدهم بعدم إجراء التغيرات على عاداتهم وقوانينهم، إلا أنّ بعض الجنود الفرنسيين قام بالدخول إلى بعض المدن وسلبها.
خلال حكم نابليون لمالطا قام الفرنسيين بالاعتداء على الكنائس، فقد عُرف عن سكان مالطا بتعلقهم بالعادات الدينية وأنّهم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، واعتبروا التصرف الفرنسي إهانة لهم؛ ممّا دفعهم إلى تجهيز قواهم والتصدي للسيطرة الفرنسية؛ ممّا دفع فرنسا التنازل عنها وتسليمها إلى بريطانيا، حاول المسلمون استعادها مرةً أخرى وخاضوا حرباً ضد الفرنجة وتم هزيمتهم، لتبقى مالطا تحت حكم الفرنجة.
شعوب مالطا قديماً:
خلال فترة إقامة مالطا منذ العصر الحجري، أقام فيها الكثير من الشعوب والذين كانت عاداتهم وثقافتهم مختلفة، الأمر الذي جعلها تتميز بوجود الحضارات المتنوعة والمتميزة، كما يميزها وجود السواحل البحرية، فرصة للتجارة البحرية.
النورمان:
قام شعوب النورمان بالكثير من الغزوات، وكانت من ضمن غزواتهم غزو إمارة صقلية وتمكنوا من السيطرة عليها، ولاقوا ترحيباً كبيراً من قِبل السكان المسيحيين فيها، ومن ثم قاموا بغزو مالطا وأسسوا مملكة صقلية وتم ضم مالطا إليها.
الفينيقيون:
يعتبر شعب الفينيقيون من الشعوب التجارية والذين كانوا يتنقلون عبر البحار لممارسة أعمالهم التجارية، وخلال تنقلهم قاموا بالإقامة في مالطا.
الرومان:
وقعت مالطا خلال فترة من التاريخ تحت حكم قرطاج؛ ممّا جعلها تعيش خلال تلك الفترة حالة من الصراعات والحروب بين الرومان والقرطاجيين، فقام سكانها بالتمرد على حكم قرطاج لهم ووقوفه إلى جانب الرومان، لتقوم الإمبراطورية الرومانية بضمها إلى أراضيها ووعدتهم بإعطائهم حقوقهم وتمتعوا بالحكم الذاتي، وعند تقسيم الإمبراطورية الرومانية، تم ضم مالطا إلى الإمبراطورية البيزنطية.
بنو الأغلب:
تعتبر بنو الأغلب من القبائل المسلمة التي قامت بغزو مالطا وقامت بضمها إلى إمارة صقلية التي كانت تحت سيطرتهم، كما قام المسلمون بإصدار القرار بدفع سكان مالطا بدفع الضرائب.