مدينة بلفاست الأيرلندية
يعود تاريخ مدينة بلفاست الأيرلندية إلى العصر الحديدي، وكانت في تلك الفترة مركزاً ثقافياً واقتصادياً في أوروبا، ففي خلال القرن الثامن عشر ميلادي عانت المدينة من صراعات دينية بين المذهب الكاثوليكي والمذهب البروتستانتي، لتتم عملية تقسيمها إلى قسمين بين تلك المذاهب، ومع بداية القرن العشرين تغيرت المدينة بشكل كبير لتصبح في تلك الفترة مدينة هادئة وبدأت الاهتمام بصناعة السفن.
تاريخ مدينة بلفاست الأيرلندية
خلال فترة السابع عشر أصبحت التجارة البحرية من أهم التجارات، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على إيرلندا؛ وذلك بسبب موقعها البحري المتميز، حيث تم في تلك الفترة بناء حوض السفن الأول في أوروبا، في الوقت الذي كانت فيه إنجلترا واسكتلندا تهتم في صناعة الكتان، أخذت مدينة بلفاست بالاهتمام بعملية تصدير الكتاب إلى كافة الدول الأوروبية، وفي عام 1888 ميلادي أعلنت الملكة فيكتوريا بلفاست مدينة تجارية وأصبحت خلال تلك الفترة من أكبر المدن من حيث السكان والمساحة.
خلال تلك الفترة كانت إيرلندا تحت حكم التاج البريطاني، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أعمال شغب وصراعات ضد خضوع إيرلندا للحكم البريطاني، حيث كان مجموعة منهم ترغب في البقاء تحت الحكم البريطاني، أما المجموعة الثانية فقد كانت ترغب في الحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم البريطاني، وتم في تلك الفترة قيام الانتخابات البرلمانية؛ ممّا أدى إلى وقوع صراع بين قوات الأمن والجيش الأيرلندي، قامت حرب الاستقلال الإيرلندية، لتعيش بلفاست في حالة من الصراع والحروب.
في عام 1919 ميلادي قام مجموعة من الجيش الأيرلندي بقتل عدد من قوات الأمن الأيرلندي؛ ممّا أدى إلى قيام حرب الأهلية في إيرلندا، كما بدأت الصراعات البحرية في إيرلندا ومن ثم انتقلت إلى داخل المدن، وفقد خلال ذلك الصراع الكثير من العمال الإيرلنديين وظائفهم؛ ممّا أدى إلى اندلاع أعمال الشغب، إلا أنّ أعمال الشغب لم تستمر طويلاً، فقد تمكنت الحكومة الإيرلندية القضاء عليها بسرعة.
في عام 1932 ميلادي تم اختيار مدينة بلفاست عاصمة إيرلندا، وعند بدء الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة للقصف من قِبل ألمانيا، الأمر الذي أزعج بريطانيا فقد كانت بالنسبة لها من أهم وأكبر المدن، وفي عام 1989 ميلادي تم إقرار قانون إصلاح مدينة بلفاست.
