ما هو تاريخ مدينة جنوة الإيطالية؟

اقرأ في هذا المقال


 مدينة جنوة الإيطالية:

تعتبر مدينة جنوة من أقدم المدن البحرية في إيطاليا، حيث كانت تعتبر من المناطق الاقتصادية البحرية في أوروبا، وتميزت بوجود السكان فيها، وتعتبر من المدن الإيطالية التي تتميز بالجبال والتلال العالية كما يعتبر مناخها معتدل.

تاريخ مدينة جنوة:

يعود تاريخ مدينة جنوة إلى العصور القديمة، وكان شعب “ليغوريا” من أوائل الشعوب التي سكنت فيها، كما تم تأسيس في القرن السادس قبل الميلاد مجموعة من المقابر، ومن ثم تعرضت المدينة إلى غزوة الإغريق، ومن ثم قام الفينيقيون بالإقامة فيها، كانت جنوة في تلك الفترة تتميز بالقوة والسيطرة؛ وذلك نتيجة الشعوب القوية التي سكنت فيها وخاضت الكثير من الحروب وتمكنت من تحقيق النصر.

عند بداية عصر روما القديمة أصبحت مدينة مرسيليا الفرنسية أكثر قوة وسيطرة منها، شكلت جنوة تحالفاً مع روما القديمة وخاضت معها الحرب البونيقية الثانية، وتعرضت إلى التدمير على يد القرطاجيين، وبعد انتهاء الحرب القرطاجية، تم إعادة بنائها وعَمل سكانها بتجارة الجلود والأخشاب.

بقيت جنوة تحت حكم الإمبراطورية الرومانية الغربية حتى سقوطها لتقع تحت سيطرة القوط الشرقيين، عند نهاية الحرب القوطية جعلها البيزنطيين مقراً لهمن ومن ثم تمكن اللومبارديون من السيطرة عليها وتم تأسيس المملكة اللومباردية، وخلال تلك الفترة خاضوا حروباً ضد المسلمين؛ ممّا أدى إلى تدمير أسوارها وليعود الرومان إعادة بناؤها مرةً أخرى، في القرن العاشر ميلادي تم منحها الحكم الذاتي لتصبح جنوة أول مدينة إيطالية تتمتع بالحكم الذاتي تحت سيادة الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

اتخذت جنوة نظام انتخاب القناصل لتولي الحكم فيها، فكانوا يقومون بإدارة أمورها تحت السيطرة الرومانية، ومن ثم تم تأسيس جمهورية جنوة لتصبح من أكبر وأهم الجمهوريات البحرية في إيطاليا بعد جمهورية البندقية، وكان سكانها يعملون بالتجارة البحرية؛ ممّا جعل سكانها من أغنى الشعوب في تلك الفترة، كما شاركت بالحروب الصليبية إلى جانب الصليبيين وكانت معاركهم في بلاد الشام من أهم المعارك التي خاضوها وتمكنوا من تحقيق النصر، وشكلت تحالفاً مع الصليبيين لفترة طويلة.

بعد انهيار الدول الصليبية قامت جنوة بالتحالف مع الإمبراطورية البيزنطية؛ ممّا أتاح لها الفرصة إلى توسعة أراضيها، حتى وصلت إلى شبه جزيرة القرم، وتعيش في حالة من التقدم والازدهار لكنها كانت تعاني من الصراعات الداخلية بين العائلات النبيلة؛ للاستيلاء على الحكم، وخاضت صراعات مع جمهورية البندقية؛ ممّا أدى إلى انهيار اقتصادها، ومما زاد الأمر سواءً تعرضها إلى مرض الطاعون الأسود الذي أفتك بعدد كبير من أرواح سكانها لتبدأ في مرحلة المعاناة الاقتصادية والاجتماعية.

أخرجت جنوة أهم العلماء ومن أهم المكتشف “كريستوفر كولومبس” الذي قام بدفع الأموال إلى إسبانيا؛ وذلك من أجل إعفائها من الضرائب، تم بعد ذلك ضمها إلى الإمبراطورية الإسبانية، لتعيش في حالة من الازدهار الاقتصادي والثقافي، وقدم إليها الكثير من الفنانين، وتم بناء أجمل وأهم القصور فيها، تعرضت بعد ذلك إلى غزو فرنسا وتمكنت النمسا السيطرة عليها عند قيام حرب الخلافة النمساوية.

خلال فترة حكم نابليون تمكن من ضم جنوة إلى الأراضي الفرنسية ليثور سكانها ضد الحكم الفرنسي وتم ضمها إلى مملكة سردينيا، في ذلك الوقت تمت عملية توحيد إيطاليا، ليعمل سكان المدينة بالوقوف إلى جانب إيطاليا للحصول على الاستقلال وتوحيد أراضيها، وفي الحرب العالمية الثانية تعرضت حنوة إلى قصف الطائرات البريطانية.

جمهورية جنوة:

تم تأسيس جمهورية جنوة في عام 1096 ميلادي وقامت الإمبراطورية الرومانية المقدسة بمنحها الحكم الذاتي، ولتقوم مملكة سردينيا بضمها إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ومع بداية القرن العاشر ميلادي أصبحت تتجه نحو الازدهار وأصبح أسطولها البحري من أهم الأساطيل البحرية في إيطاليا، وذلك بعد عَمل سكانها في التجارة البحرية، قامت فيما بعد بتشكيل تحالف مع مدينة بيزا؛ ممّا أدى إلى زيادة مساحة أراضيها، كما قامت بالمشاركة بالحرب الصليبية الأولى، الأمر الذي منحها أهمية كبيرة في أوروبا.

خاضت جنوة حرباً ضد البندقية وكان صراعاً تجارياً؛ من اجل السيطرة على التجارة البحرية، تمكنت جنوة من تحقيق النصر وهزيمة البندقية في البداية، وتدور صراعات جديدة وتحقيق البندقية انتصاراً عليها، وبعد انتهاء العصور المظلمة في أوروبا، تم ضم جنوة إلى إسبانيا لتعيش حالة من الازدهار، ومع بداية الحروب النابليونية اعيد ضمها إلى مملكة سردينيا، وتبدأ تعاني من جديد من الفقر؛ ممّا دفع معظم سكانها إلى الهجرة.


شارك المقالة: