ما هو تاريخ مملكة لومبارديا؟

اقرأ في هذا المقال


مملكة لومبارديا: هي مملكة تم تأسيسها من قِبل شعوب اللومبارديون في شبه جزيرة إيطاليا والتي قد تم تأسيسها في فترة القرون الوسطى، وقد كان يتم انتخاب ملك مملكة لومبارديا من قِبل الطبقة الأرستقراطية والتي كانت تتكون تلك الطبقة من طبقة النبلاء والدوقات، وقد سعت الطبقة الأرستقراطية حينها في أن تجعل الحكم في مملكة لومبارديا ملكي وراثي، إلا أنها فشلت في ذلك، تم حينها العمل على تقسيم المملكة إلى عدة دوقيات.

مملكة لومبارديا:

عندما قام اللومبارديون بغزو إيطاليا لم تكن الإمبراطورية البيزنطية راضية عن ذلك الغزو، حيث كانت الكثير من الأراضي الإيطالية خلال فترة القرن الثامن ميلادي واقعة تحت الإمبراطورية البيزنطية، إلا أن الإمبراطورية البيزنطية بقيت مسيطرة على بعض الأراضي الإيطالية خلال فترة حكم مملكة لومبارديا، فقامت الإمبراطورية البيزنطية حينها بتقسيم تلك الممالك إلى دوقيات، خلال فترة حكم اللومبارديون قاموا بمنح أنفسهم ألقاباً رومانية واستخدموا التقاليد الرومانية.

مع بداية القرن الثامن ميلادي تخلت شعوب اللومبارديون عن عاداتهم وتقاليدهم وأصبحوا جميعهم شعوباً مسيحية ووثنية؛ ممّا أدى ذلك إلى نشوب خلاف بين الإمبراطورية البيزنطية والبابا وبين الشعب الروماني، ومع نهاية القرن السابع ميلادي أصبح الشعب الروماني عبارة عن شعب كاثوليكي، وقد استمر الخلاف بين الشعب الروماني وبين البابا؛ وقد كان سبب الخلاف هو اعتقاد الشعب الروماني بأنه فقد سلطته في الدولة أمام دولة الفرنجة والذين قاموا حينها بغزو مملكة لومبارديا من قِبل ملك الفرنجة “الملك شارلمان”.

مع بداية القرن السادس ميلادي سَعت الإمبراطورية البيزنطية السيطرة على فرض سيطرتها الإمبراطورية الرومانية، قامت بعد ذلك عدة صراعات بين الإمبراطورية البيزنطية والمملكة القوطية، أدت تلك الحرب إلى نزوح الشعوب الرومانية وتم حينها تدمير الممتلكات، وقد انتشرت بعد ذلك المجاعات والفقر وانتشار مرض الطاعون، على الرغم من كل تلك الأمور قامت الإمبراطورية البيزنطية بالسيطرة على جميع أراضي إيطاليا، إلا أن ذلك الانتصار كلف الإمبراطورية البيزنطية كثيراً، حيث كانت شبه الجزيرة الإيطالية حينها قد دمرت؛ بسبب الحروب والمجاعة والأمراض، وأصبحت شبه الجزيرة الإيطالية دولة فقيرة.

مع نهاية الحرب القوطية حاول الفرنجة غزو إيطاليا، إلا أن الإمبراطورية قامت بالتصدي لذلك الغزو وقد نجحت في ردعهم، قامت شعوب اللومبارديين بعد ذلك بالهجرة وقاموا بالتصارع مع الجيوش البيزنطية التي تم وضعها لحماية إيطاليا، عَمل ذلك الغزو على تقسيم إيطاليا إلى قسمين بين البيزنطيين واللومبارديون وقد قاموا بعد ذلك بالسيطرة على جبال الألب الموجودة في شرق إيطاليا، وقد تم بعد ذلك تأسيس الكثير من الدوقيات في المملكة، وقد تم وضع القادة العسكريين لحكم تلك الدوقيات والعمل على حمايتها؛ ممّا أدى ذلك إلى إثارة الغضب الشعبي في إيطاليا.

أدت عملية تقسيم الدوقيات التي قامت فيها مملكة لومبارديا إلى إضعافها من الناحية الاجتماعية والسياسية، بعد ذلك قام  اللومبارديين بالسيطرة على مدينة بافيا الإيطالية، قامت مملكة لومبارديا بعد استيلائها على الأراضي الإيطالية بتعيين “الملك كليف” ملكاً على مملكة لومبارديا، وقد تم انتخابه حينها من قِبل الدوقيات في المملكة، سعى “الملك كليف” حينها على توسعة أراضي المملكة وقام بإلغاء المؤسسات الإدارية التي قام بتأسيسها البيزنطيين والقوطيين، كما قام أيضاً بالسيطرة على الأراضي التي تملكها الطبقة الارستقراطية اللاتينية.

بعد ذلك قام أحد مساعدي “الملك كليف” باغتياله وذلك بمساعدة البيزنطيين، لم تقم  مملكة لومبارديا بعد وفاته بتعيين أي ملك، حيث بقيت مملكة لومبارديا تحكم من قِبل الدوقات، الذين كانوا يحكمون كلاً في مقاطعته، وقد أدى ذلك الوضع والحكم المنقسم في مملكة لومبارديا إلى انهيار سياستها وحكمها، وبقيت الطبقة الأرستقراطية الرومانية تقوم بإدارة المدن في إيطاليا، حيث كان حينها يسيطرون على الإنتاج الزراعي في إيطاليا واعتبروا أنفسهم بأنهم هم الأحق في الحكم في إيطاليا أكثر من غيرهم.

زادت ضغوط الإمبراطورية البيزنطية بعد ذلك على مملكة لومبارديا، فرأت حينها أنها لا بد لها بأن تقوم بعملية إصلاح سياسي في المملكة وأنه لا بد لها بأن تقوم بتأسيس مملكة قوية تقوم على نظام حكم ملكي، فتم حينها بعد تلك القرارات تتويج ابن “الملك كليف” ملكاً على مملكة لومبارديا، وقام حينها الدوقات بتسليمه معظم الأراضي ليقوم بحكمها، فتم حينها إعادة تنظيم المملكة واستطاعت من جديد فرض سيطرتها في إيطاليا، وخاضت حينها عدة معارك ناجحة ضد الإمبراطورية البيزنطية.


شارك المقالة: