دور إسبانيا في الحروب النابليونية:
قبل بدء الحرب النابليونية كانت إسبانيا تتمتع بالقوة والسيطرة، وكان للحرب تأثير كبيرة على نفوذها والخسائر المادية، وبدأت إسبانيا بعد انتهاء الحرب تعاني من الثورات والتمردات في أراضيها ومستعمراتها.
إسبانيا في الحروب النابليونية:
بعد بدء الحروب النابليونية بدأت إسبانيا تفقد سيطرتها في المكسيك والتي بدأت فيها الثورات ومن ثم بدأت الثورات بالانتشار إلى باقي أراضي المستعمرات الإسبانية، قررت إسبانيا إرسال قواتها العسكرية إلى المستعمرات الإسبانية والعمل على قمع الثورات وإعادة سيطرتها، وبالفعل تمكنت إسبانيا من استعادة سيطرتها في بعض المناطق، تمكنت من القضاء على الصورة في المكسيك، أما باقي المناطق في أمريكيا الجنوبية لم تهدا فيها الثورات ضد الحكم الإسباني، والتي كان أشدها في فنزويلا.
في ذلك الوقت كانت الثورة الأمريكية قائمة ضد حكم بريطانيا، الأمر الذي شجع سكان أمريكا الجنوبية إلى التمرد ضد الحكم الإسباني ودب فيهم الروح الوطنية، وتم وصول الأخبار إلى سكان أمريكا الجنوبية عن الوضع الذي أصبحت فيه إسبانيا من ضعف وانهيار اقتصادي، فقامت بريطانيا خلال الثورة الفرنسية بالانضمام إلى بريطانيا والنمسا وبروسيا لخوض حرب ضد فرنسا، ولكن لم تتمكن إسبانيا من الاستمرار في الحرب؛ ممّا دفعها إلى الانسحاب والتنازل عن جزء من مستعمراتها.
أثناء قيام الثورة الفرنسية والحرب في أوروبا، قامت إسبانيا بتغيير موقفها من الحرب، فقد كانت في البداية تقف إلى جانب بريطانيا، ومن ثم قامت بالوقوف إلى جانب فرنسا؛ وذلك من أجل كسب ثقة الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة بسط سيطرتها، وقامت بالتنازل لصالح أمريكا عن حق الملاحة في نهر المسيسبي وتنازلت لها عن بعض المستعمرات في العالم الجديد؛ ممّا أدى ذلك إلى إضعاف الوجود الإسباني في العالم الجديد وفقدان سيطرتها بشكل تدريجي، وبدأت أمريكا بعد ذلك بتوسعة أراضيها.
بعد وقوف إسبانيا إلى جانب فرنسا، قامت بريطانيا بالاستيلاء على جزيرة ترينيداد والتي كانت أحد المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية، قام نابليون بالاستيلاء على التاج الملكي في إسبانيا، وقام بطرد الملك الإسباني وتعيين أحد أقاربه ملكاً على إسبانيا، لكن الشعب الإسباني رفض الأمر وقام بالثورة ضد حكم نابليون، وقاموا بتشكيل حكومة وطنية، واستمر الحكم الفرنسي لإسبانيا لفترة طويلة، حتى قامت الثورة الأراضي والمستعمرات الإسبانية وتمكنوا من الحصول على الاستقلال.