بدأ الصراع بين الملك قسطنطين وبين رئيس الوزراء عند بداية الحرب العالمية الأولى، وذلك عندما تم إخبار اليونان أن يجب عليها أن تختار بين المشاركة في الحرب بجانب دول الحلفاء أو البقاء محايدة.
سبب الانقسام الوطني اليوناني:
قررت السلطات اليونانية عدم المشاركة في الحرب وأن تبقَ محايدة وكذلك كان قرار الشعب اليوناني؛ وذلك بسبب أن زوجة الملك “قسطنطين” كانت ألمانية الأصل، وكما أن الشعب اليوناني كان معجباً بالشعب الألماني ولم يكن يريد خوض الحرب، بالإضافة إلى مشاركة الدولة العثمانية في تلك الحرب والتي كانت العدو الأكبر للدولة اليونانية، إلا أن رئيس الوزراء “فينيزيلوس” أراد المشاركة في تلك الحرب، والتي رأى فيها صفقة جيدة، وذلك بعد عرض بريطانيا بالتنازل عن آسيا الصغرى مقابل وقوف اليونان إلى جانبها في الحرب.
وقامت حينها قوات المعارضة والجيش اليوناني بإجبار “فينيزيلوس” بتقديم استقالته، وبعد استقالة رئيس الوزراء اليوناني أدى ذلك إلى انقسام وطني في اليونان، ونتج عن ذلك معركة سياسية بين الملك ورئيس الوزراء، وتم بعدها إجراء انتخابات ونجح فيها “فينيزيلوس”، على أن الملك “قسطنطين” رفض الموافقة على الحكومة الجديدة، وخلال تلك الفترة كانت الصراعات قائمة بين بلغاريا وصربيا، فقامت حينها بلغاريا بإعلان الحرب على صربيا، والتي كانت تابعة للمقاطعة اليونانية.
وطلب حينها “فينيزيلوس” من الملك “قسطنطين” تفعيل معاهدة الدفاع مع صربيا؛ من أجل حماية الحدود اليونانية البلغارية من أية هجمات بلغارية وافق الملك “قسطنطين” على ذلك الطلب، فقام حينها “فينيزيلوس” بالسماح للقوات الفرنسية والبريطانية باستخدام الأراضي اليونانية الموجودة في مقدونيا؛ وذلك من أجل مساعدتهم لليونان في حال تعرض اليونان لأي هجوم بلغاري، وأدت تلك الأمور إلى حالة من الفوضى في اليونان، وتم حينها إعلان اليونان الحرب على بلغاريا، واستمر الخلاف بين الملك “قسطنطين” ورئيس وزرائه.
وقام الملك “قسطنطين” حينها بإصدار قرار بإقالة الحكومة وذلك حسب حقه في الدستور اليوناني، كما قام الملك “قسطنطين” أيضاً بحل المجلس الليبرالي؛ ممّا إدى ذلك إلى غضب الليبراليين ومقاطعتهم للانتخابات في اليونان، وقامت القوات الفرنسية والبريطانية بالدخول إلى مدينة “سالونيك” اليونانية متحدين بذلك الملك “قسطنطين، وقامت بعد ذلك قوات المحور “ألمانيا، الدولة العثمانية، النمسا، المجر، بلغاريا” بالسيطرة على مقدونيا؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الشعب اليوناني؛ وذلك بسبب عدم قدرة الملك “قسطنطين” حماية أراضيهم.
وقام الملك قسطنطين بعد ذلك بمغادرة اليونان؛ وذلك بسبب حصار الحلفاء، بالإضافة إلى تهديده إن لم يقوم بالتنحّي عن الحكم والخروج من اليونان، فسوف يتم قصف مدينة أثينا، فقام حينها “فينيزيلوس” بالسيطرة على الحكومة، ووعد الحلفاء بأنه سوف يقوم بتقديم الدعم اليوناني لهم، فوقفت اليونان حينها إلى جنب دول الحلفاء في الحرب ضد دول المحور، وقد كانت الخسائر العسكرية اليونانية في تلك الحرب كبيرة.
وأدى دخول اليونان في الحرب إلى انقسامات سياسية واجتماعية في اليونان، فانقسم اليونانيين إلى ملكيين وليبراليين، وأدت تلك الصراعات بينهم إلى هزيمة اليونان في الحرب التركية اليونانية، وبالتالي إلى انهيار الجمهورية اليونانية الثانية.