ما هو مجتمع المعلومات في علم الاجتماع الرقمي؟

اقرأ في هذا المقال


إنّ مجتمع المعلومات في طريقه لأن يصبح أداة قوية يمكن القضاء على الفقر في العالم، ومع ذلك لا ينظر إلى المشكلات المتبقية على أنها صراع اجتماعي فحسب بل ينظر إليها على أنها تحد تربوي. حيث ظهر مجتمع المعلومات منذ الستينيات.

ما هو مجتمع المعلومات في علم الاجتماع الرقمي

يُستخدم مصطلح مجتمع المعلومات لتعريف طريقة جديدة تنظم بها المجتمعات مجتمعها واقتصادها، وتم استخدام هذا التعبير منذ الستينيات واكتسب معاني مختلفة، وبشكل عام يمكن تعريفه بأنه مرحلة يتجه فيها تطور المجتمع نحو الحصول على أي نوع من المعلومات ونشره بطريقة فورية.

العلاقة بين مجتمع المعلومات الغنية بمجتمع المعلومات الفقيرة

تحديد ماهية مجتمع المعلومات

الإنترنت هو الوسيط الجماهيري الوحيد الذي تم إنشاؤه حديثًا في النصف الثاني من القرن الماضي، وإن الإنترنت لديه إمكانات هائلة لتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية والتمكين وتحسين الحياة اليومية لمن هم على هامش المجتمع.

كان لتسريع التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العقد الماضي تأثير كبير على القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية، وما هو الدور الذي تلعبه الإنترنت في مجتمع المعلومات؟ ينظر إلى الإنترنت في الوقت الحاضر على أنها وجهة نظر محورية لمجتمع المعلومات ويمكن اعتبارها انعكاسًا لواقعنا اليومي بفرصه المتعددة وخطره.

ينتج مجتمع المعلومات تقسيمًا طبقيًا، وهو صدام بين الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى غالبية المعرفة وأولئك الأثرياء بالمعلومات، مما يساهم في الثروة الاقتصادية وهذه الفجوة بين من يملكون والذين لا يملكون، بين غني بالمعلومات وفقير المعلومات تتزايد باستمرار ولها آثار جذرية لتغيير مجتمع أو على الأقل تأثيره بشكل كبير، ويدمج التعريف الأكثر أهمية لمجتمع المعلومات بما يلي:

مجتمع ما بعد الصناعة حيث تقوم تكنولوجيا المعلومات بتحويل كل جانب من جوانب الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والتي تقوم على إنتاج وتوزيع المعلومات، ويتميز بالتأثير المنتشر لتكنولوجيا المعلومات على المنزل والعمل والجوانب الترفيهية للروتين اليومي للأفراد، والتقسيم الطبقي إلى فئات جديدة أولئك الذين هم أغنياء بالمعلومات وأولئك الذين يفتقرون إلى المعلومات.

ويشار إليها عمومًا بمصطلح الفجوة الرقمية، الفجوة بين الأشخاص الذين لديهم فرصة الوصول إلى الإنترنت وأولئك الذين لا يمتلكونها، وبالنظر إلى التعريفات المتعددة والمتطابقة تقريبًا لمجتمع المعلومات والفجوة الرقمية التي لا تنفصم، يمكن أن نستنتج أنه من خلال الفجوة الرقمية يعني تقسيم أولئك الذين يستعملون موارد الإنترنت أو لا يستعملونها، ولا يستطيع الذين لا يملكون المعلومات الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وموارد الإنترنت، وبالتالي فهم محرومون حيث يقعون في وضع غير متكافئ مقارنة بمن يملكون المعلومات، الذين يحصلون على إمكانية الوصول إلى المعلومات من خلال التقنيات الجديدة وبالتالي يشاركون بنشاط في المجالات الاجتماعية والسياسية والحياة الثقافية والاقتصادية.

يأتي هذا المفهوم من منظري مجتمع المعلومات الذين يتوقعون تأثيرًا اجتماعيًا استثنائيًا على مجتمع المنتج، أن التكنولوجيا مركزية لزيادة الإنتاجية وما ينتج عنها الثروة الاقتصادية، ويشار إليها بالحتمية التكنولوجية، ومن ناحية أخرى مع مجتمع يركز على التعددية الاجتماعية، وترك مفاهيم الطبقة العاملة القديمة وهياكل التقسيم وراءها، وإحضارها معايير جديدة مثل المرونة والقدرة على التكيف، وبذلك تصبح العمالة المعلوماتية المشار إليها باسم الرأسمالية المعلوماتية.

هل المالكون هم غنيون بالمعلومات والذين لا يملكون دائما فقيرون بالمعلومات

بالنظر إلى التعريفات المحددة قد يعني ذلك تقريبًا أن الأشخاص الذين لديهم جهاز كمبيوتر والوصول إلى الإنترنت سيُنظر إليهم تلقائيًا على أنهم يمتلكون، ولكن في بعض الأحيان في البلدان النامية وبالتأكيد في البلدان المتقدمة، حيث يمكن للمستهلكين الوصول إلى هذه التقنيات على نطاق واسع، نواجه مواقف لا يتم اعتبارها فيها غنية بالمعلومات، يجب أن ننظر إلى نهج مختلف وإضفاء الطابع الرسمي على التمايز في واقعنا اليومي.

فقراء المعلومات هم المستهلكون الذين يستخدمون معلومات وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون وأقراص (DVD) والراديو والمجلات، ولديهم مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية ومشغلات (MP3)، وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي، وأجهزة الألعاب وأجهزة الكمبيوتر الأخرى، يعتبرون مستهلكين سلبيين للمعلومات وفي الوقت الحاضر كمستخدمين سلبيين للتقنيات الجديدة، وتنزيل الكتب الإلكترونية الرقمية، والاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديهم، ولعب ألعاب الكمبيوتر، وقراءة آخر الأخبار الدولية، لكنهم لا يتفاعلون ولا ينشئون أيًا من هذه المعلومات المقدمة وبالتأكيد لا يشاركون في اتخاذ القرار.

على العكس من ذلك فإن المعلومات الغنية تعني النخبة الجديدة داخل مجتمع المعلومات، إنهم يشاركون في الحصول على المعلومات ومعالجتها، باستخدام تطبيقات الويب عبر الإنترنت، وإنتاج مجلات مخصصة على منصات المجتمع، ووضع مناقشات جماعية في المنتديات بمستوى معين من الكفاءة المعرفية، وإنهم يتصرفون على مستوى المديرين بفضل معرفتهم المكتسبة ومحو الأمية بشكل عام.

إنهم أبطال مجتمع المعلومات والتكنولوجيا المتنامي باستمرار والذين يمتلكون معرفة المعالجة الانتقائية وتوليد المعلومات وتوزيعها، يتم تحديد هذه العملية الانتقائية لتقييم المعلومات المقدمة من قبل المستهلكين وليس المنتجين، يسحب المستهلكون المعلومات التي تناسب احتياجاتهم لزيادة قيمة المعلومات المكتسبة بالفعل.

يصبح كل مستخدم نشط غنيًا بالمعلومات، ويكون الوصول إلى المعلومات غير محدود، أن مستهلكي المعلومات مجبرون على قبول مفهوم القيمة الاقتصادية المنسوبة إلى المعلومات من قبل منتجها أو مزودها، وهنا نبرز المعضلة السياسية التي يواجهها مجتمع المعلومات، تساهم المعلومات نفسها في توسيع الفجوة القائمة بالفعل بين مدن النامية ومدن المتقدمة، لا يمكن الاتفاق على أن النجاح المقارن للاقتصادات الغنية بالمعلومات، والضعف النسبي لتلك التي تعاني من نقص المعلومات نسبيًا، هو في حد ذاته حجة لأهمية المعلومات.

يعتبر منظرو مجتمع المعلومات القيم المنسوبة إلى المعلومات أحد جوانب تطور المجتمعات الاقتصادية الاجتماعية، لطالما كانت الثروة الاجتماعية والسياسية والثقافية مرآة لقوى اقتصادية قوية حيث يمكنها الازدهار والمشاركة في نجاحها الاقتصادي.

أصبح تطوير واستغلال تكنولوجيا المعلومات أمرًا لا غنى عنه وقيمة المعلومات أساسية، حيث يمكن الوصول إلى المعلومات العلمية والاقتصادية إلى حد كبير وتساهم بشكل مفيد في التغيرات الاقتصادية الأساسية.

المعلومات والمعرفة في علم الاجتماع الرقمي

في السنوات الأخيرة تمكن من الوصول إلى ثروة من المعلومات بفضل التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن المعرفة هي التعرف على الحقائق أو الحقائق أو المبادئ بدءً من الدراسة أو التحقيق وسعة الاطلاع العامة، بينما المعلومات هي فعل أو حقيقة الإعلام، لذلك يمكن بسهولة استنتاج أن المعرفة هي تحليل المعلومات، ونتيجة لذلك يعتقد أن المجتمع المطلع يجب أن يتميز بالابتكار المستمر الذي يمكن أن يغير الحياة.


شارك المقالة: