اقرأ في هذا المقال
- ما هي ألقاب الوزراء في العهد السلجوقي؟
- الألقاب في عهد سلاطنة السلاجقة
- الألقاب في عهد الخلفاء العباسيين
ما هي ألقاب الوزراء في العهد السلجوقي؟
بقي خلفاء بني العباس في العهد السلجوقي في أخذ الألقاب لوزرائهم فيما مضى في عهدهم في عهد بني بويه. وكذلك فعل سلاطين السلاجقة غير أنه كان هناك فروق واضحة بين العهدين البويهي والسلجوقي بالنسبة للألقاب وتتمثل فيما يأتي:
1- كان للألقاب فى العهد السلجوقي لها هيبتها، فهي مصونة، ولا تُعطى إلا لمن يبذل جهده فعلاً للوصول إليها من كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الوزراء، وكان الخلفاء والسلاطين لا يتكبرون في بذل الألقاب.
2- يعود تعدد الألقاب في العهد السلجوقي إلى أعمال أساسية، أولهما أن الوزير كان لديه بعضهم من الألقاب قبل أن يأتي الوزارة، فلما تولى هذا المنصب لقبه الخليفة لقباً ثانياً كالمتبع في تقليد الوزراء إذ ذاك. أما العامل الثاني في تعدد الألقاب، فيرجع إلى حرص الخلفاء والسلاطين على منح الوزراء الذين يبذلون جهداً كبيراً في خدمة الدولة ألقاباً تقديراً لكفايتهم. وقد ظهر تعدد ألقاب وزراء الخلافة العباسية بشكل واضح في عهد نزاع الخلافة مع السلطنة السلجوقية للتخلص من نفوذها.
3- تكونت في الألقاب ظاهرة يتبع مع الاسم كلمة الدين للوزراء الخلفاء العباسيين، كظهير الدّين، جلال الدين وعون الدين، أما بالنسبة أما ألقاب وزارة سلاطين السلاجقة فكان يتبع إلى ألقابهم الملك مثل نظام الملك وعميد الملك وفخر الملك ومؤيد الملك وتاج الملك ويذكر السيوطي أن أول تلقيب أضيف إلى الدين كان في سنة (476 هجري)، عندما استوزر الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله أبا شجاع محمد بن الحسين الروذراوري ولقبه (ظهير الدين).
أما التلقيب بالإضافة إلى الملك فبدأ منذ عهد السلطان السلجوقي طغرل بك، ويعتبر الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي أول وزير تلقب بأكثر من لقب في العهد السلجوقي ويرجع هذا بلا شك إلى إخلاص نظام الملك في عمله ومكافأة له على جهوده التي بذلها في إدارة الدولة السلجوقية، إذ كان اليد الموجهة لِمَا في عهد السلطانين ألب ارسلان وابنه ملكشاه.
الألقاب في عهد سلاطنة السلاجقة:
كان لقب هذا الوزير في عهد السلطان ألب ارسلان هو نظام الملك خواجة بزرك، ثم زاد الخليفة القائم بأمر الله في تكريم نظام الملك فلقبه بـ (قوام الدين والدولة، رضى أمير المؤمنين)، ولمّا ولي ملكشاه السلطنة زاد في ألقاب نظام الملك لقب: (أتابك الجيوش).
ويأتي الوزير السلجوقي أحمد بن نظام الملك في المرتبة الثانية بعد أبيه نظام الملك في التلقب بعدة ألقاب، فكان يُلقب قبل تنصيب الوزارة إليه، ضياء الملك، فلما استوزره السلطان محمد بن ملكشاه في سنة (500 هجري)، منحه ثلاثة ألقاب هي (قوام الدين، نظام الملك، صدر الاسلام). ويبدو أنّ السلطان محمد منح أحمد بن نظام الملك هذه الألقاب الثلاثة وفاء لحق والده نظام الملك.
وتقديراً لإخلاصه في خدمة دولة السلاجقة، كما يظهر من النص التالي: (استشار السلطان في من يجعله وزيراً، فذكر له جماعة، فقال السلطان أن آبائي رأوا على نظام الملك البركة، وله عليهم الحق الكثير، وأولاده أغذياء نعمتنا، ولا معدل عنهم).
وكان عبد الجليل بن محمد الدهستاني آخر وزير في العهد السلجوقي يتلقب بأكثر من لقب، فلما استوزره الخليفة العباسي المستظهر بالله في سنة (494 هجري)، ممنحه لقب (نظام الدين)، ثم منحه السلطان بركياروق لقب (جلال الدولة)، حين ولّاه وزارته. أما بقية الوزراء السلاجقة فكان كل منهم يحمل لقباً واحداً.
الألقاب في عهد الخلفاء العباسيين:
تجلت ظاهرة تعدد اللقب الوزير للخلفاء العباسيين بشكل صحيح خلال مدة نزاع الخلافة العباسية مع السلطنة السلجوقية، أما قبل ذلك فلم يتلقب بأكثر من لقب سوى الوزير محمد بن محمد بن محمد بن جهير، وكان يتلقب بـ (عميد الدولة، شرف الدين)، وقيل بل كان يتلقب بلقب واحد، هو (عميد الدولة).
لمّا ولي الخليفة المسترشد بالله الخلافة أخذ يُعطي الألقاب لوزرائه، ويبدو أن الخليفة كان مقصده من ذلك هو دفعهم لبذل جهد أكبر في تنفيذ سياسة الخلافة التي انطوت على التخلص من نفوذ سلاطين السلاجقة، واستعادة هيبة الخلافة وسلطتها.
كان الحسين بن أبي شجاع محمد بن الحسين، وزيرالخليفة المسترشد بالله يُقيم بأصفهان وينوب عنه في وزارة الخليفة ببغداد ابنه أبو شجاع محمد، فلقب الخليفة وزيره الحسين، نظام الدين، ولقب ابنه أبا شجاع (عضد الدين، شمس الدولة)، ولا استوزر المسترشد بالله أبا علي الحسن بن علي بن صدقة، منحه عدة ألقاب هي: (جلال الدين سيد الوزراء، صدر الشرق والغرب، صفي أمير المؤمنين، وقيل: (جلال الدين، صدر الوزراء، صفي أمير المؤمنين)، هذا فضلاً عن لقبه السابق (عميد الدولة).
وفي سنة (522 هجري)، أخذ أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي ولايته كوزير الخليفة المسترشد بالله، فسُمي بأربعة ألقاب، هي: (معزالاسلام، عضد الأمام، سيد الوزراء، صدر الشرق والغرب)، وكان أبو القاسم الزينبي يتلقب قبل أن يلي الوزارة بـ: (الرضا ذي الفخرين).
وكان الوزير يحيى بن هبيرة، وزير الخليفة والمقتفي لأمر الله، أكثر وزراء الدولة العباسية ألقاباً، فلُقب قبل أن يلي الوزارة بـ (جلال الدين)، فلما تولى الوزارة سنة (544 هجري)، لقبه الخليفة المقتفي لأمر الله بـ (عون الدين)، ثم منحه الخليفة في سنة (549 هجري)، لقبين آخرين، هما: (سلطان العراق، وملك الجيوش)، وكان ذلك تقديراً للجهود التي بذلها هذا الوزير في قيادة جيش الخليفة ضد أمراء السلاجقة الذين هاجموا بغداد عقب وفاة السلطان مسعود، هذا فضلاً عن عدد آخر من الألقاب، منها: (شرف الأنام، معز الدولة، مجير الملة، سيد الوزراء، ظهير أمير المؤمنين).
وكان أبو جعفر محمد بن أبي الفتح بن البلدي آخر وزير عباسي في العهد السلجوقي يتلقب بأكثر من لقب، فحين ولي الوزارة في سنة (563 هجري)، لقبه الخليفة المستنجد بالله بخمسة ألقاب، هي: (شرف الدين، جلال الإسلام، مُعز الدولة، سيد الوزراء، صدر الشرق والغرب).
لم تكن الألقاب مقصورة على وزراء الخلافة بل تلقب بها أيضاً من تولى نيابة الوزارة، فتلقب العلاء بن الحسن بن موصلايا بـ (أمين الدولة)، وتلقب محمد بن عبد الكريم بن الأنباري بـ (سيد الدولة)، كما تلقب علي بن الحسن بن علي بن صدقة بـ (شرف الدولة)، وتلقب يحيى بن عبد الله بن محمد بن المعمر بـ (زعيم الدين).