أثناء فترة حكم الملك “أوتون” تعرَّضت اليونان لعِدَّة خيبات من السياسة الخارجية، كما أن اليونان لم تشهد أيَّة حركة التقدم في ظل حكم الملك “أوتون”، ويعود السبب في ذلك هو أن عند بداية تأسيس المملكة اليونانية كانت حينها دولة ذات موارد محدودة، كما أنها كانت تعاني من ديون متراكمة نتيجة الثورات التي قامت فيها، بالإضافة إلى الفساد الذي كان متفشي فيها.
الأزمة الداخلية في المملكة اليونانية:
قد كان حل المشاكل الداخلية والصراعات التي كانت تدور فيها والتي قامت بها اليونان، ذو فائدة كبيرة لطبقة النبلاء والذين أصبحوا يملكون مساحات كبيرة من الأراضي ولم يتم فرض الضرائب عليهم، على عكس الوضع لدى الفلاحين والطبقة الكادحة والذين بقوا يعملون في زراعة الأرض مقابل مبلغ قليل أو يعيشون على مساحات صغيرة من الأراضي، بالإضافة إلى أنه دفع الضرائب كان يقع على عاتقهم في الدرجة الأولى.
وكما كانت تعاني اليونان من عدة مشاكل إضافية، حيث لم يكن بمقدرة اليونان حينها القدرة على زراعة الحبوب التي تكفي لسكانها، وقد كانت حينها تقوم بتصدير العنب والزيتون والزبيب والموالح؛ من أجل الحصول على المال لتتمكن من شراء الحبوب، كما أن المملكة اليونانية حينها لم تكن تتميز حينها تتميز بالنهضة الصناعية، حيث أنها كانت تقوم باستيراد المواد الصناعية المتقدمة من الخارج، وقد كانت اليونان حينها تعتمد على الملاحة البحرية، والذي كان يعتبر حينها النشاط الاقتصادي الوحيد الذي كان يعمل في اليونان.
وقد كانت اليونان في تلك الفترة في حالة اقتصادية سيئة إلا أنها كانت دولة مستقلة، وقد كان اليونانيون الذين يعملون في الخارج يعيشون حياة مرهفة، فقد كانوا يعملون لدى الدولة العثمانية، فقد كان معظم اليونانيون يعملون في إسطنبول وكانوا يجنون الكثير من المال فيها، إلا أن أعمالهم وأموالهم لم تقم بخدمة ومساندة المملكة اليونانية، حيث أن اليونانيون كانوا يقومون باستثمار أموالهم داخل اليونان، إلا أنه لم يكن يفرض عليهم أية ضرائب من قِبل الحكومة اليونانية.
ويمكننا الملاحظة أن المشكلة الأساسية في المملكة اليونانية هي الوضع المالي الذي كانت تعاني منها اليونان؛ حيث أنها كانت تصرف معظم أموالها على الجيش وعلى الديون التي كانت متراكمة عليها، فلم يكن بمقدورها توفير المال من أجل تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي، وكون اليونان في الأساس دول فقيرة ولم يكن لديها أية موارد، فكل تلك الأمور أدت إلى زيادة الغضب لدى الشعب اليوناني على الملك “أوتون”.