الانتفاضة الصربية الأولى:
الانتفاضة الصربية الأولى: هي انتفاضة قام بها سكان صربيا ضد الإمبراطورية العثمانية أثناء حكمها لهم، وقد امتدت تلك الانتفاضة لفترة طويلة حتى أصبحت ثورة صربية، وقد تمكنت صربيا خلال تلك الانتفاضة من تحرير أراضي عديدة من الحكم العثماني، وبعد تلك الثورة وقعت صربيا تحت سيطرة النمسا.
عند بداية الحرب العثمانية النمساوية، قامت صربيا بالوقوف إلى جانب النمسا ضد الإمبراطورية العثمانية، وبعد تحقيق العثمانيين نصراً على النمسا، قلقت صربيا من غضب الإمبراطورية العثمانية والقيام بسحقها وخاصة بعد سيطرتها على بعض المدن النمساوية، وعندما عاد العثمانيون إلى صربيا قاموا بإصدار قرار بجمع الضرائب من قِبل طبقة النبلاء في صربيا، كما أصدروا عدة قرارات تتعلق بحرية الدين والتجارة.
قام الصدر الأعظم العثماني بتولي الحكم في صربيا وعند بداية حكمهم قاموا بفرض الضرائب المرتفعة على الشعب الصربي، وكما قاموا بالطغيان في الأراضي الصربية وقاموا بسلب الألقاب من النبلاء الصربيين، كما قاموا أيضاً خلال فترة حكمهم بقتل العديد من القادة الصربيين.
هذا الأمر دفع الشعب الصربي إلى الغضب من الحكم الظالم الذي كانت تقوم به الإمبراطورية العثمانية ضدهم وقاموا بإعلان الانتفاضة ضد الحكم العثماني، وعند بداية الثورة تمكن الثوار الصربيين من تحقيق انتصارات كبيرة على الجيش العثماني وقاموا باسترجاع بعض أراضيهم وألغوا نظام الضرائب الذي كان مفروض فيها.
نتيجة تلك الانتصارات التي حققها الصربيين ضد العثمانيين، قلقت الإمبراطورية العثمانية وقامت بإصدار أوامر إلى جنودها بسحق الثوار الصربيين، إلا أنّها لم تتمكن من ذلك، وتمكن الصربيين من السيطرة على أراضيهم وتأسيس حكومة وبرلمان خاص بهم، واستمرت صربيا في تحقيق عدة انتصارات ضد الإمبراطورية العثمانية.
في تلك الفترة كانت الصراعات الداخلية بين النبلاء قائمة لتحقيق مصالح شخصية، وقد كانت الإمبراطورية العثمانية تخوض صراعاً ضد روسيا؛ ممّا أدى ذلك إلى وقف الإمدادات التي كانت تقدمها روسيا إلى صربيا؛ ممّا شجع الإمبراطورية العثمانية إلى استغلال الفرصة وإعادة احتلال صربيا.
بعد عودة الإمبراطورية العثمانية بالسيطرة على صربيا، قام الكثير من سكان صربيا بالفرار إلى إمبراطورية هابسبورغ وخاصة بعد قيام الإمبراطورية العثمانية بأعمال وحشية ضد الشعب البلغاري وسيطرتها على المدن الصربية.
