الثورات الأوروبية: هي مجموعة من الاضطرابات السياسية التي حدثت في أوروبا، وقد كانت تهدف تلك الثورات على القيام بإزالة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية القديمة والعمل على تأسيس دول مستقلة ذات حكم ذاتي سياسي واقتصادي، وقد كانت الثورة الفرنسية هي أول الثورات في أوروبا، وقد بدأت الثورات تمتد بعد ذلك في جميع الدول الأوروبية دون حدوث أي تنسيق بين تلك الدول.
الثورات الأوروبية:
بدأت تلك الثورات عندما بدأ الشعب الأوروبي بالشعور بالغضب من السياسة المتبعة في أوروبا، وقد طالبوا حينها بعملية التغير السياسي في الدولة والعمل على مشاركة الشعب في الحكومة، بالإضافة إلى مطالب الطبقة العاملة في أوروبا والتي كانت حينها تعاني من الفقر والاضطهاد، وقد قامت طبقات العمال والطبقات الوسطى بقيادة تلك الثورات، وقد نتج عن تلك الثورات الكثير من عمليات التهجير والقتل، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها كانت ذات نتائج إيجابية، وتعتبر الثورة الفرنسية من أقوى الثورات التي قامت في أوروبا.
كانت أسباب تلك الثورات هي العوامل الاجتماعية التي كانت منتشرة في أوروبا، حيث تم منذ بداية تأسيس الدول الأوروبية حدوث عدة تغيرات فيها على يَد الأحزاب السياسية والذين كانوا يقومون بتغيير حكوماتهم بشكل دائم، وقد كان لتلك التغيرات تأثير كبير على طبقات المجتمع الأوروبي العاملة، فقد كانت تعاني أوروبا في ذلك الوقت من نقص في الإنتاج الزراعي؛ ممّا أدى ذلك إلى انتشار الفقر لدى طبقة الفلاحين، وقد كان للصحف الأوروبية في تلك الفترة دور كبير في نشر الوعي لدى الشعوب الأوروبية وتوعيتهم على المطالبة بحقوقهم.
عانت الشعوب الأوروبية في ذلك الوقت من نظام الحكم الملكي المطلق؛ ممّا أدى ذلك إلى ثورة الطبقة الأرستقراطية وطبقة النبلاء في أوروبا والذين كانوا يسعون حينها للمشاركة في نظام الحكم في أوروبا، ومن ثم بدأت الطبقات الوسطى في أوروبا في القيام بالثورات ضد نظام الحكم السائد في أوروبا، حيث كان أول ثورات الطبقات الوسطى في ألمانيا والتي طالبت حينها بعملية إلغاء النظام السائد في أوروبا والمطالبة بتوزيع الممتلكات والأراضي بين جميع الطبقات الاجتماعية في أوروبا وعدم احتقارها بيَد الطبقة المالكة وطبقة النبلاء، وقد قامت طبقة العمال بمشاركة الطبقات الوسطى في تلك الثورات والمطالبات.
في تلك الفترة زاد عدد سكان القرى في فرنسا بشكل كبير؛ ممّا دفع الفلاحين للخروج إلى المدن الفرنسية للحصول على العمل، فكانت الطبقة البرجوازية الفرنسية والذين كانوا يعملون أصحاب تلك الطبقة بالتجارة والأعمال الحرفية يخشون التعامل مع طبقة الفلاحين؛ وذلك كونهم يعملون بالأعمال الشاقة ويعيشون في أماكن مكتظة بالسكان وتنتشر بينهم الأمراض والأوبئة.
أما بالنسبة لألمانيا فقد كانت الأمور مشابهة لما في فرنسا، حيث بدأت حينها عملية صناعة السلع والمواد الصناعية في بروسيا، حيث تم حينها استخدام الآلات التي يتم من خلالها صناعة الملابس؛ ممّا أدى ذلك إلى انخفاض السلع التي كانت يتم تصنيعها بشكل يدوي، وقد أدت تلك الأمور إلى غضب أصحاب الحِرف في ألمانيا ومطالبتهم في تحسين أوضاعهم، فقد بدأ سكان المدن في ألمانيا يعانون من الفقر والبطالة وذلك نتيجة وجود المحاصيل الزراعية، فقاموا حينها بتحطيم الآلات الصناعية؛ وذلك حسب قولهم بأنّ تلك الآلات عَملت على قطع أعمالهم ورزقهم.
في تلك الفترة بدأت القرى والأرياف في أوروبا تزداد تكتظ بالسكان بشكل كبير؛ ممّا أدى ذلك إلى نقص في المواد الغذائية وقيام السكان بعملية الهجرة إلى خارج أوروبا، حيث بدأت تعاني بعض الدول الأوربية من حصول المجاعات والفقر ونقص المواد الغذائية، وقد كانت أيرلندا أول الدول الأوربية التي تعرضت لتلك المجاعات والتي قام فيها مجموعة من الثوار الفلاحين والذين قاموا بالمطالبة بتوفير البذور لهم لكي يتمكنوا من القيام عملية الزراعة، كما قامت عدة ثورات أيضاً في إيطاليا في ذلك الوقت والتي كانت تطالب حينها بإسقاط الحكم الملكي فيها.
لعل الصفة المشتركة بين الثورات التي كانت قائمة في أوروبا في ذلك الوقت أنها كانت تسعى إلى نفس الأهداف، حيث أنها كانت عبارة عن ثورات ديمقراطية تطالب بالعدل والمساواة بين جميع طبقات المجتمع الأوروبي، على الرغم من أنّ تلك الثورات لم تحقق نجاحاً كبيراً في أوروبا ككل، إلا أنّ هناك بعض الدول الأوروبية التي كان للثورات دور كبير في تحسين المستوى المعيشي للطبقات الاجتماعية والتي تمكنت تلك الطبقات حينها من تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي لها.