الجمهورية النمساوية الأولى: هي جمهورية النمسا والتي تم تأسيسها بموجب معاهدة “سان جيرمان” والتي كانت بعد الحرب العالمية الأولى بين دول الوفاق المنتصرة والنمسا في عام 1919 ميلادي، وتم خلال تلك الفترة القضاء على حكم “آل هابسبورغ” والتي كانت حاكمة للجمهورية الألمانية النمساوية وتم بعد ذلك تأسيس دولة النمسا الاتحادية، وقد اتصفت فترة تأسيس الجمهورية النمساوية الأولى بصراعات كثيرة بين التيار اليميني والتيار اليساري.
الجمهورية النمساوية الأولى:
كانت عدة أراضي تابعة لعائلة آل “هابسبورغ” والتي كانت تلك الأراضي تابعة للجمهورية الألمانية النمساوية، فقامت حينها الجمهورية الالمانية النمساوية بالتنازل عن تلك الأراضي لصالح ألمانيا، والتي امتدت تلك الأراضي من إقليم “السوديت” التشيكي حتى دولة تشيكوسلوفاكيا والتي شملت تلك الأراضي أيضاً منطقة التيرول الألمانية حتى إيطاليا، بالإضافة إلى جبال الألب والمملكة اليوغسلافية، وعلى الرغم من الاعتراضات النمساوية، تم إلغاء الاتحاد النمساوي الألماني، فتم حينها إنشاء جمهورية النمسا الجديدة بناءً على رغبة الحلفاء الذين كانوا رافضين فكرة توسيع دولة ألمانيا.
وعندما تم تأسيس الجمهورية النمساوية قامت النمسا بالمحافظة على أراضيها، حيث منعت كلاً من كرواتيا وصربيا من الاستيلاء على الأجزاء الجنوبية والشرقية فيها، والتي كان يسكنها شعوب “السلوفينية” وتم تخيير تلك الشعوب للخروج من النمسا للخروج من النمسا والعودة إلى أراضيها، إلا أن تلك الشعوب فضلت البقاء في النمسا.
أمّا بالنسبة لمنطقة “بورغنلاند” والتي كان يسكن في تلك المنطقة الكثير من الشعوب المجرية، والذين كان معظمهم يتحدث باللغة الألمانية وكما كان فيها أيضاً أقليات تتحدث باللغة المجرية واللغة الكرواتية، والتي أصبحت حينها تلك الأراضي من جزءًا من الجمهورية النمساوية، إلا أن النمسا اعترضت على ذلك القرار، وقد غضب الألمان الموجودين في النمسا من معاهدة “سان جيرمان” والتي اعتبروها انتهاك المبادئ التي وضعها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “ويلسون” خلال معاهدة السلام.
وبعد تلك القرارات شعر الكثير أن الحياة لم تعد ممكنة في النمسا دون اتحادها مع ألمانيا، وخصوصاً مع سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في النمسا، فأصبحت أراضي النمسا حينها غير قابلة للزراعة فلم تعدّ النمسا قادرة على إشباع شعبها، فلم تعدّ النمسا حينها دولة قوية متحدة كما كانت عليه في السابق.