الحرب الأهلية الفنلندية: هي حرب حَصلت في فنلندا بعد الحرب العالمية الأولى، والتي جَرت بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي شكله والشعب وحزب المحافظين الذي كان يقوده مجلس النواب، وقد قامت ألمانيا بالوقوف إلى جانب حزب المحافظين، أما الحزب الديمقراطي فقد قامت روسيا الاتحادية بالوقوف إلى جانبهم في تلك الحرب.
الحرب الأهلية الفنلندية:
كانت فنلندا واقعة تحت حكم الإمبراطورية الروسية، وقد أدت الحرب العالمية الأولى إلى انهيار روسيا والتي بدأت تفقد سيطرتها على فنلندا؛ ممّا أدى إلى حصول إلى حالة من الفوضى فيها وتعرض فنلندا لحالة من المشاكل الاقتصادية والسياسية، وقد كانت فنلندا في تلك الفترة في مرحلة بداية تأسيس دولة ديمقراطية.
على الرغم من قيام الحرب الأهلية في فنلندا لكن لم تكن أسباب تلك الحرب أسباباً سياسية أو دينية، بعد انهيار روسيا قامت فنلندا بإعلان نفسها دولة مستقلة، وعلى الرغم من ذلك الإعلان إلا أنّه لم يتم تنصيب حاكماً لفنلندا؛ وذلك بسبب الصراعات التي كانت بين الأحزاب في فنلندا على الحكم.
وقد كانت فنلندا في تلك الفترة تعاني من عدم وجود الشرطة والأمن؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام الشعب الفنلندي بتكوين قوات عسكرية لحماية البلاد من العنف والقتل التي انتشرت في فنلندا مع أنّها لم يكن لها القدرة العسكرية ولم يتم تدريبها لخوض العمليات القتالية، وعلى الرغم من انهيار الإمبراطورية الروسية كانت هناك بعض القوات العسكرية المتواجدة في فنلندا، وقد أثرت الحرب الأهلية كثيراً في فنلندا والتي عَملت على تدمر الاقتصاد وأصبحت فنلندا تعاني من المجاعات والفقر والأمراض، كما ساهمت الحرب الأهلية على ظهور الإرهاب وتقسيم فنلندا.
بعد انهيار الإمبراطورية الروسية انتهى حكمها في فنلندا منها ونهاية الحرب الأهلية فيها وقعت فنلندا لحكم ألمانيا، قامت فنلندا بعد حكم ألمانيا لها بالسعي لتحويل نظام الحكم فيها إلى نظام ملكي ولكن تم هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والتي أصبحت فنلندا دولة ذات حكم ديمقراطي.
أسباب قيام الحرب الأهلية الفنلندية:
بعد انهيار الإمبراطورية الروسية ونشوب الكثير من الثورات الروسية، بالإضافة إلى قيام الحرب العالمية الأولى في أوروبا أدت كل تلك الأمور إلى بقاء فنلندا دون حكم؛ ممّا أدى إلى قيام الصراعات بين الأحزاب السياسية لتولي الحكم، وبعد تلك الصراعات قامت الدوقية الفنلندية والتي كانت تابعة للإمبراطورية الروسية بإعلان الحكم الذاتي في دوقتها، كما كان للصراع الحاصل بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية الألمانية والتي كانت تسعى كلا الدولتين في تحقيق مصالحها السياسية الاقتصادية فيها دور كبير في توتر الأوضاع في فنلندا.
مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي دخلت الدول الأوروبية بصراعات على دوقية فنلندا؛ وذلك لأهميتها اقتصادياً وعسكرياً التي كانت تتمتع بها الدوقية، فقد كانت تعتمد عليها روسيا في توريد المواد الغذائية والصناعية إليها، كما كانت تقوم بترحيل العمال الفنلنديين للعمل في المصانع الروسية، عند بداية الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية الروسية تعتبر المصدر الرئيس المصدر للمواد الصناعية في أوروبا الشرقية، رأت ألمانيا بأنّ عليها تحطيم القوة الروسية في المنطقة، فقامت بدعم الثوار الروسيين وكما أخذت أنظارها تتجه إلى دوقية فنلندا الكبرى والتي تعتبر المورد الأول للإمبراطورية الروسية.
قررت الإمبراطورية الألمانية بأنّه يجب عليها هزيمة روسيا ولن تتمكن من ذلك إلا بالسيطرة على دوقية فنلندا الكبرى، على الرغم من السيطرة الروسية على فنلندا ولكن العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين كانت قوية، وقد سَعت الإمبراطورية الروسية بعد قيام حرب القرم بينها وبين الإمبراطورية العثمانية إلى توسعة أراضيها، فقامت بالتطور الصناعي والاقتصادي في الدولة كما قامت بتطوير الاقتصاد والثقافة في في فنلندا، فسعت روسيا إلى ضم فنلندا إلها وذلك لتصبح دولة عظمى وخاصة بعد زيادة قوة ألمانيا، بالإضافة إلى زيادة القوة العسكرية في المنطقة.
بعد تلك الأحداث بدأت العلاقة بين فنلندا والإمبراطورية الروسية تسير إلى الأسوأ وخاصة بعد قيام فنلندا بالتحالف مع الإمبراطورية الألمانية وبشكل سري؛ وذلك في ضل سعيها في الحصول على دولة مستقلة، وبدأت التمردات تظهر في فنلندا ضد الحكم الروسي لها وضد نظام الطبقات التي كانت تستخدمه روسيا في فنلندا، فقد كانت طبقة العمال الفنلندية طبقة معدومة ومضطهدة من قِبل روسيا، بدأت أعداد السكان بالزيادة والذين قاموا بتشكيل أحزاب سياسية واقتصادية واجتماعية وبشكل منفصل للمطالبة بحقوقهم، واعتبرت فنلندا من الدول المتخلفة صناعياً مقارنة بالدول الأوروبية.