الحرب الإيطالية التركية: هي إحدى الصراعات التي دارت بين المملكة الإيطالية والدولة العثمانية، وقد كان سبب ذلك الصراع؛ هو سعي إيطاليا بالسيطرة على ليبيا والتي كانت حينها تعتبر إحدى الولايات الاستعمارية العثمانية وقد كان يطلق عليها اسم “ولاية طرابلس الغرب”.
الحرب الإيطالية التركية:
تعتبر الصراعات التي كانت بين المملكة الإيطالية والدولة العثمانية من الأمور التي أدت إلى قيام الحرب العالمية الأولى، حققت إيطاليا خلال تلك الحرب انتصاراً عظيماً على الدولة العثمانية؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام إيطاليا بتحري شبه جزيرة البلقان والعمل على بث روح الوطنية لدى مواطنيها لكي يقوموا بالثورة ضد الاستعمار العثماني؛ ممّا أدى ذلك إلى دفع المواطنين في البلقان إلى الثورة ضد استعمار الدولة العثمانية والسعي للحصول على الاستقلال.
كما يمكننا اعتبار الحرب الإيطالية التركية من الحروب التي كان لها دور كبير في إظهار مدى التقدم التكنولوجي لدى الدولتين، حيث قامت إيطاليا خلال تلك الحرب باستخدام الطائرات والقنابل، وقد قام الطيارين الإيطالين بقصف تركيا والذي أدى ذلك إلى قتل عدد كبير من المواطنين الأتراك، وقد استمرت الحرب بين إيطاليا والدولة العثمانية لمدة عام، والتي قد نتج عنها هزيمة الدولة العثمانية واستيلاء إيطاليا على شرق ليبيا وعلى ولاية طرابلس الغرب، في تلك الأثناء كان لدى إيطاليا الكثير من الوقت لكي تقوم في تجهيز قواتها العسكرية مرةً أخرى على عكس الدولة العثمانية والتي كانت تعاني حينها من الدمار التام.
أدى ذلك النجاح إلى رفع الروح القتالية لدى الإيطاليين، بعد الهزيمة التي تعرضت لها الدولة العثمانية قامت بعرض معاهدة السلام على إيطاليا مقابل منحها بعض المدن الليبية ، إلا أن إيطاليا قامت برفض تلك المبادرة، فقامت حينها الدولة العثمانية بإعادة تشكيل قواتها العسكرية لكي تقوم بالدفاع عن باقي أراضيها في ليبيا، وقامت إيطاليا حينها بالهجوم واستولت على بعض المدن في ليبيا.
يعتبر كان السبب الرئيسي في تقدم وقوة المملكة الإيطالية؛ هو التقدم التكنولوجي الذي كانت تتمتع فيه إيطاليا، حيث أن إيطاليا كانت تملك أحدث الطائرات التي تمكنها من قصف القوات العسكرية العثمانية دون أن يتم بينهم أيّ مواجهات، حدثت بعد ذلك “معركة طبرق” والتي وقعت تلك المعركة في مدينة طبرق الليبية والتي خاضتها الدولة العثمانية وليبيا ضد الاستعمار الإيطالي والتي كانت تعتبر تلك الحرب عبارة عن حرب جوية وبرية، وقد حققت الدولة العثمانية انتصاراً عظيماً في تلك المعركة وعَملت على تدمير القوات الإيطالية بشكل كبير.
بعد كل تلك الصراعات قامت إيطاليا بفرض سيطرتها على معظم الدول في ليبيا ما عدا مدينة طرابلس والتي كانت المدينة حينها تحت حماية القوات الليبية، فقد قام المجاهدين الليبيين بمنع إيطاليا من الدخول إلى طرابلس؛ ممّا دفع ذلك إيطاليا إلى استخدام بعض الأجراءات الصارمة ضد المجاهدين الليبيين، حيث قامت إيطاليا بعمليات الإعدام الجماعي وشكل علني بحق المجاهدين، وبعد تلك الأعمال والصراعات التي قامت بها إيطاليا.
أصبحت إيطاليا حينها تسيطر على معظم المدن الساحلية والداخلية في ليبيا، وقد شجع ذلك الانتصار إيطاليا على قيام بطلب الدعم الأوروبي لكي تقوم بغزو المناطق التي تقع تحت استعمار الدولة العثمانية، فقامت إيطاليا حينها بغزو ” مستعمرات الدولة العثمانية وتمكنت حينها من السيطرة عليه وتحقيق نجاحاً كبيراً دون حصول إيطاليا على أية خسائر.
وقد كان للحرب الإيطالية التي خاضتها ضد الدولة العثمانية وعملية الغزو على ليبيا عدة آثار سلبية عليها، حيث كلفت تلك الحرب إيطاليا مبالغ مالية كبيرة وأدت إلى عَمل خلل مالي في الميزانية الإيطالية، حيث أن إيطاليا قامت حينها في تلك الحرب باستخدام أحدث الطائرات والأسلحة الحديثة والتي كلفتها كثيراً، على الرغم من المقاومة الليبية ومقاومة الدولة العثمانية ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا، إلا أن الدولة العثمانية لم تتمكن حينها في الاستمرار في المقاومة وقامت بتسليم ليبيا إلى إيطاليا.
كما قامت إيطاليا في تلك الفترة والتي كانت حينها قائمة الحرب اليونانية التركية بالسعي من أجل الاستيلاء على إحدى الجزر اليونانية والتي كانت حينها بيد الدولة العثمانية، مستغلة في ذلك الصراع اليوناني التركي للاستيلاء على تلك الجزيرة، حيث قامت تركيا حينها بالتنازل عن تلك الجزيرة لصالح إيطاليا، بقيت ليبيا واقعة تحت الاستعمار الإيطالي خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة الاستعمار الإيطالي في ليبيا والتي استمرت لمدة خمسة وثلاثون عاماً كانت إيطاليا تقوم حينها بشتى الطرق بالقضاء على معظم حركات المقاومة الليبية.