ما هي الحرب العراقية الكردية الأولى والثانية؟

اقرأ في هذا المقال


الحرب العراقية الكردية الأولى

الحرب العراقية الكردية الأولى: وهي حرب قامت في إقليم كردستان العراق عام 1961 ميلادي واستمرت الحرب لمدة تسعة سنوات، وشهدت تلك الحرب مشاركة مجموعة من أهم القادة العسكريين العراقيين مثل سعيد حمو وعبد الجبار شنشل وخليل الدباغ، أما من أهم القادة الكرديين فكان مصطفى بارزاني والذي حاول العمل على تأسيس قيادة كردية مستقلة في الشمال عن العراق، اشتد الصراع حتى أصبح حرب طويلة، لم تتمكن العراق على إيقافها وشارك نسبة كبيرة من الجيش العراقي فيها.

بداية الحرب العراقية الكردية الأولى

في عام 1958 ميلادي قام عبدالكريم قاسم بعملية انقلاب عسكري وقام بدعوة  البارزاني بالعودة إلى المنفى والذي كان في الاتحاد السوفيتي وتم عقد صفقة بينهم، حيث قام عبدالكريم قاسم بوعد الأكراد منحهم الحكم الذاتي مقابل الدعم السياسي له من قِيل دعم بارزاني له، وفي عام 1959 ميلادي تولى البارزاني رئاسة الحزب الديمقراطي في كردستان.

بعد الانقلاب العسكري الذي تم في تموز عام 1958 ميلادي وتم تسليم السلطة إلى الجيش والتي كانت بقيادة عبد الكريم قاسم وجرت بعد ذلك عدة عمليات عسكرية وتم تأسيس جمهورية مهاباد الكردية في إيران وتمت عملية اعدام قائدها القاضي محمد، ومع بداية عام 1960 ميلادي أصدر قاسم قراراً بعدم الموافقة على مطالب البارزاني بحصول كردستان على الاستقلال وضم كركوك، الأمر الذي أدى إلى قيام الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة أعمال التمردات الحكم الذاتي، في مواجهة المعارضة الكردية المتنامية، الأمر الذي أدى إلى نشوب صراعات بين القبائل.

مع بداية عام  1961 ميلادي، تمكن بارزاني من هزيمة القوات العسكرية التابعة للحكومة العراقية وتمكن من الحصول على قيادة الأكراد، وقام بطرد جميع المسؤولين الحكوميين التابعين للعراق من أراضي كردستان، الأمر الذي أغضب العراق وقام قاسم التحضير لهجوم عسكري ضد الأراضي الكردية؛ وذلك من اجل إعادة سيطرة الحكومة العراقية عليها، الأمر الذي دفع الحزب الديمقراطي الكردستاني المطالبة من الحكومة العراقية التراجع عن قرارها والخروج من الأراضي الكردية، في الوقت الذي كانت فيه القوات العسكرية العراقية تقوم بقصف القرى الكردية.

لم تتمكن القوات العسكرية العراقية من إيقاف التمرد القائم في الأراضي الكردية، ولعل السبب في ذلك؛ هو عدم مقدرة قاسم تجهيز تلك القوات بعدد كافي من الأسلحة والعمل على تدريبهم من أجل التصدي لتلك التمردات، فقام باستخدام أسلوب جديد في عملية الهجوم، الأمر الذي أدى إلى غضب الفصائل البعثية ضد قاسم ومطالبته التنحي عن القياد، وتمت عمليات القصف للقرى العراقية التي كانت تحتوي على الذخائر التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في المستودعات، وتم قتل أعداد كبيرة من السكان، الأمر الذي دفع فرنسا التدخل في الموضوع والمطالبة بإيقاف عملية القصف.

في عام  1961 ميلادي فشلت عملية الاتحاد بين سوريا ومصر، وتم بعد ذلك تم إعلان سوريا جمهورية عربية حسب الدستور المؤقت، مع بداية عام 1962 ميلادي أجرت الحكومة السورية إحصائية لعدد السكان في محافظة الجزيرة والتي معظم سكانها من الأكراد، ومع خروج النتيجة تم اعتبار الأكراد فيها أجانب دون هوية وغير معترف بهم، كما تم  أطلاق حملة إعلامية ضدهم، في ذلك الوقت كانت التمردات  في كردستان العراق قائمة وتم اكتشاف حقول البترول في المناطق الكردية الموجودة في سوريا، وفي  1963 ميلادي.

قامت سوريا  المشاركة في حملة العراق ضد الأكراد، حيث وفرت لهم الطائرات والمعدات العسكرية  والجيش، وبدأت القوات السورية بالتحرك ودخلت حدود العراق حتى وصلت إلى  مدينة زاخو في كردستان وبدأت الصراعات مع القوات الكردية.

بدأت بعد ذلك التمردات في كردستان  وقامت إسرائيل وإيران بالوقوف إلى جانبهم؛ وذلك من أجل القضاء على العراق، حيث أنّ  إسرائيل اعتقدت بأنّ وجود  الجيش العراقي يحمل تهديد لها في حال عاد بينها الأردن وسوريا، وفي عام 1948 ميلادي كان للجيش العراقي دور في الحرب التي قامت بها سوريا والأردن على  إسرائيل، وتعتبر العراق هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في الحرب ضد إسرائيل وكانت تقوم بإرسال المعدات العسكرية إلى الأردن وتمدها بالجنود، الأمر الذي جعلها من ألذ الأعداء لإسرائيل.

في عام 1970 ميلادي تم الإعلان عن استقلال الأكراد و انفصالهم عن العراق والتمتع بالحكم الذاتي ومع بداية عام 1972 ميلادي قام الأكراد بعقد اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي وأعلنوا الانضمام إليهم وعقدوا اتفاقاً مع إيران وكانوا يحصلون على الأسلحة منها.

الحرب العراقية الكردية الثانية

الحرب الكردية العراقية الثانية: هي حملة عسكرية قامت بها القوات العسكرية العراقية ضح الحزب الديمقراطي الكردي وتمت تلك الحملة في عام 1974 ميلادي وحاولت العراق من خلال تلك الحرب العمل على إعادة ضم كردستان إليها تخليصها من الحكم الإيراني والاتحاد السوفيتي.

بداية الحرب العراقية الكردية الثانية

حاول الاتحاد السوفيتي في عام 1974 ميلادي منع حدوث حرب جديدة في كردستان، وقامت بإرسال وسيط من عندها، حيث قامت بإرسال  الجنرال “يفكيني بريماكوف” والذي كان مقر إقامته في لبنان، ولكن محاولاته فشلت في منع وقوع الحرب، الأمر الذي دفع  الاتحاد السوفيتي دعوة لقائد الثورة صدام حسين لحضور اجتماع في موسكو وبالفعل سافر صدام حسين إلى موسكو وعقد اجتماع مع المسؤولين السوفييت، وعقدوا عدة مباحات لحل الصراع بين الحكومة العراقية والحكومة الكردية، لكن جميع تلك المباحثات لم تأتي بنتيجة ولم يحل الخلاف.

أسباب عودة الحرب العراقية الكردية

هناك عدة أسباب ساعدت في عودة الحرب بين الحكومة العراقية والحكومة الكردية ومنها المفاوضات التي قام بها صدام حسين مع إيران والتي كانت في عام 1973 ميلادي؛ وذلك من أجل التنازل عن شط العرب وقيام إيران بتسكير حدودها بوجه الأكراد، بالإضافة إلى تغير الموقف العربي بشأن الصراع العراقي الكردي وخاصة بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر ورفضهم التنازل عن شط العرب.

كما كانت هناك بعض الأخبار التي تفيد إلى اتفاق الحكومة الكردية مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحكومة العراقية وضد العراق بشكل عام وكان الطرفين ينوون خوض حرباً ضد العراق، وقررت العراق في ظل ذلك الاتحاد التفاوض وعد اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي ضد كردستان.

كانت الصراعات قائمة بين العراق وإيران وكان الرأي العربي يقول بأنّ تنازل العراق عن نصف شط العرب لصالح إيران سوف ينهي الصراع بينهم، في ذلك الوقت كانت إسرائيل تقوم بإرسال قواتها العسكرية للوقوف إلى جانب الأكراد وبشكل سري، وعندما عَملت العراق بذلك طلبت منها عدم التدخل والانسحاب بشكل سريع.

عندما رأت العراق التحالف الذي عقد ضدها، أصدر صدام حسين بإرسال القوات الحربية وقصف المدن والقرى الكردية والتي تم قصف عدد كبير منها وقتل أعداد كبيرة من سكانها، وقام أعداد كبيرة من الأكراد بالخروج من منازلهم وتمكنت القوات العراقية السيطرة على بعض المناطق.

في ظل ذلك الصراع قامت إيران بالمشاركة في الحرب وأرسلت قواتها العسكرية للوقوف إلى جانب الأكراد، الأمر الذي ساعدهم في إعادة السيطرة وتعرض القوات العراقية إلى خسائر فادحة، الأمر الذي دفع العراق إلى عقد مفاوضات مع إيران والاتفاق على إنهاء الحرب وتم عقد اتفاقية بينهم بحضور الجزائر وتنازلت العراق عن عدد من المناطق العراقية لصالح إيران، كما تم الاتفاق على انسحاب إسرائيل من الأراضي الكردية.


شارك المقالة: