بعد النجاح الذي حققه نابليون في معركة “أوسترليتز” ظن أنه سوف يصل إلى معاهدة سلام، إلا أنه خابت جميع ظنونه، وذلك عندما قام رئيس الوزراء الجديد برفض أي اتفاق مع فرنسا، وسعى نابليون بعد ذلك إلى بناء حاجز؛ من أجل حماية حدود فرنسا، وقد كانت فرنسا في ذلك الوقت في صراع ضد روسيا، حيث أدت هزيمة النمسا إلى حدوث فراغ في في السلطة الألمانية، فقامت فرنسا بإستغلال ذلك الفراغ.
الحرب الفرنسية الخاطفة ضد بروسيا:
قامت فرنسا بتشكيل إتحاد الدول العملية للإمبراطورية الفرنسية الأولى، وقد أطلق على ذلك الاتحاد اسم “اتحاد الراين”، وتم من خلال ذلك الاتحاد توحيد الولايات الألمانية تحت حكم فرنسا، وبذلك أصبحت حدود فرنسا محمية من الهجمات الروسية من الناحية الشرقية، وخلال تلك الفترة كان الإمبراطور “نابليون” حاكم هولندا وقام ابنه بحكم إيطاليا، وحدثت عدة مظاهرات في بروسيا؛ وذلك بسبب تزايد سيطرة فرنسا على ألمانيا، فقامت فرنسا بتعويض بروسيا بأراضي من ولايات ألمانية.
وفكَّرت بروسيا في خوض حرب ضد فرنسا؛ من أجل الاستيلاء على الولايات الألمانية، إلا أنها في بداية الأمر قررت أن تكون في حياد عن خوض الحرب مع فرنسا، إلا أن حزب الحرب البروسي كان دائماً يطرح يشدد على ضرورة خوض حرب ضد فرنسا، فقام الملك البروسي بإصدار أمر من أجل خوض حرب ضد فرنسا، إلا أنه سرعان ما قامت فرنسا باتخاذ قرار التحالف مع بروسيا والسويد وروسيا والمملكة المتحدة، وقد أطلق على ذلك التحالف اسم “التحالف الرابع”، إلا أن بروسيا قامت بحشد جيوشها وقامت بغزو ولاية “ساكسونيا” الألمانية.
وفكَّر “نابليون ملئياً قبل خوضه حرب ضد بروسيا، حيث لاحظ نابليون بأن بعض الجماعات من الشعب البروسي لم ترتكب ضده أخطاءً جسيمة، فقام نابليون بالتخطيط وعَمل على استدعاء الجيش الاحتياطي الفرنسي، وقام بوضع وتركيز جيشه في عدة أحياء من دولة بروسيا، فكان نابليون حينها قد اتخذ القرار الأخير والحاسم بغزو بروسيا، فقام نابليون بحشد جنوده الفرنسية وجنود ألمانيا الجنوبية التي كانت تابعة له وأخذ بالاستعداد لغزو بروسيا، فقامت بروسيا بإرسال رسالة له بالخروج من ألمانيا، فقام نابليون كرداً على تلك الرسالة بغزو بروسيا.