ما هي الحرب الكارلية الثالثة؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الحرب الكارلية سلسلة من سلسلة الحروب الأهلية الإسبانية مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي، وقد كان سبب الحرب الصراعات على العرش، وقد كانت عائلة بوربون يسعون في السيطرة على العرش الإسباني والتي كانت تسعى إلى حماية التقاليد الإسبانية القديمة ضد الحكم الليبرالي.

الحرب الكارلية:

بعد الحرب الكارلية بعد موت الملك “فيرنانديو السابع” فتم تعيين زوجته الملكة ماريا وصية على العرش؛ ممّا أدى إلى حدوث انقسام في إسبانيا بين مؤيدين لحكم الملكة ماريا وحكم “الدوق كارلوس” شقيق الملك “فيرنانديو السابع” والذي كان يعتبر نفسه الأحق بالعرش ورفض الاعتراف بقانون أخيه وطالب بعودة الحكم الاستبدادي في إسبانيا؛ ممّا أدى إلى قيام ثلاثة حروب كارلية على عدة مراحل.

الحرب الكارلية الثالثة:

بدأت الحرب الثالثة الثالثة في عام 1872 ميلادي واستمرت لمدة أربعة أعوام، وخلال تلك الحرب تمكن القوات العسكرية الكارلية من السيطرة على العديد من المقاطعات الإسبانية، وقد نتج عن الحرب الكثير من القتلى والجرحى، قبل قيام الحرب قامت الملك إيزابيلا بالتنحي عن الحكم وتم تعيين الملك الإيطالي “أماديو الأول” ملكاً على إسبانيا ولم يكن يكن مرغوباً لدى الشعب الإسباني، في تلك الفترة حاول الملك “كارلوس السابع” الحصول على دعمه في المقاطعات الإسبانية، وقد قام بوعدهم بالمحافظة على العادات والتقاليد في إسبانيا.

قام الكارليون بالدعوة إلى قيام التمردات في إقليم الباسك وتمكنوا من إقامة دولة مستقلة، وخلال الحرب تمكنت القوات الكارلية من السيطرة على بعض المدن الإسبانية، وقد أدت الحرب الكارلية الثالثة إلى حدوث الكثير من التغيرات في إسبانيا، فتم تأسيس الجمهورية الإسبانية الأولى وقام الملك “أماديو الأول” بالتنازل عن العرش وحدوث انقلاب عسكري في إسبانيا وإعادة الحكم في إسبانيا إلى تحت سيطرة عائلة “آل البوربون”، وبعد استمرار الحرب لفترة طويلة تم هزيمة “كارلوس السابع” وتعيين الملك “ألفونسو” ملكاً على إسبانيا.

بعد انتهاء الحرب الكارلية الثالثة تم القوانين في إقليم الباسك وإلغاء الحكم الذات فيها ونقل الجمركية إلى السواحل الإسبانية، كما تم إصدار قانون التجنيد الإلزامي في إسبانيا.

بداية الحرب الكارلية الثالثة:

في عام 1868 ميلادي قامت الثورة المجيدة في إسبانيا وإزالة الملكة إيزابيلا من الحكم وتعيين الملك “أمادوا الأول”؛ ممّا أدى إلى قيام الحرب الكارلية الثالثة في إسبانيا، فقد اعتبر الكارليون بأنّ تلك القرارات عبارة عن إهانة لهم والذين يسيطرون على المناطق الشمالية في إسبانيا وقد كان إقليم الباسك المنطقة التي يقيمون فيها، حدثت بعد ذلك خلافات داخلية داخل الحزب الكارلي والذي أدى إلى قيام تمردات ضد الحكم الليبرالي، وقد أدت تلك الصراعات إلى قيام حرب الاستقلال الإسبانية وتم إنهاء القانون القديم في إسبانيا وإصدار قانون جديد.

وقد أدى إصدار الدستور الجديد إلى انعدام الثقة بين العائلات المتنافسة على حكم العرش الإسباني، فبدأت حينها الحرب الكارلية الأولى واستمرت الصراعات ولم تنتهي حتى بدأت حرب الكارلية الثانية، حتى تم تعيين ملكاً من خارج إسبانيا ليحكم إسبانيا؛ ممّا أدى ذلك القرار إلى اندلاع الحرب الكارلية الثالثة، وتعتبر الحرب الكارلية الثالثة من أبشع الحروب فتم قتل المدنيين بالألوف وتهجيرهم وحرق المنازل والمحاصيل.

قام الكارليون بتأسيس حزب خاص بهم وتم تسمية الحزب على إحدى النساء في إسبانيا؛ ممّا أدى ذلك إلى اتاحة الفرصة للنساء في إسبانيا في تولي العرش في إسبانيا، فقام “كارلوس السابع” بتكوين جماعات خاصة ضد الليبراليين، مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي أصبح الحزب الكرلي وقاموا بالدفاع عن الكنيسة الكاثوليكية والمحاكم التفتيشية في إسبانيا، فقد الكارليون يتميزون بالتقاليد العسكرية الإسبانية، وبدأت الحركة الكارلية في الاتساع وانضم إليها الكثير من الحركيين، وقد كانت الحركة الكارلية ذات شعبية كبيرة في الأرياف الإسبانية.

بعد أن حقّق “كارلوس السابع” في إسبانيا وأعاد النظام الملكي، تخوف الجمهوريين في فرنسا من عودة النظام الملكي فيها؛ ممّا دفع الفرنسيين إلى قيام الحرب في إسبانيا، فقاموا بتحريك الجمهوريين للتمرد ضد النظام الملكي في إسبانيا، إلا أنّ كارلوس السابع تمكن من هزيمة الحزب الجمهوري وقتل الكثير من الجنود الجمهوريين.

وقد انتهت الحرب الكارلية بعد قيام “ألفونسو الثاني” بالدخول إلى مدريد، وبعد انتهاء الحرب بدأت إسبانيا تعيش في نظام سياسي واجتماعي جديد وتم إنشاء النظام الملكي الدستوري في إسبانيا وإنهاء الحكم المستبد.


شارك المقالة: