ما هي الحملة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى؟

اقرأ في هذا المقال


الحملة الإيطالية في الحرب الإيطالية الأولى

الحملة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى: هي مجموعة من الصراعات العسكرية والتي قامت بين إيطاليا والمجر والنمسا مع الحلفاء، ودارت أحداث تلك الصراعات على الحدود الشمالية الإيطالية، حيث وعدت دول الوفاق الثلاثي إيطاليا بأنّه سوف يتم إعطائها بعض المدن النمساوية، وكانت تلك المدن من أهم الأهداف الإيطالية، وعلى الرغم من أنّها لم تكن ترغب الدخول في صراعات وخاصة مع فرنسا.

بداية مشاركة الحملة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى

في عام 1914 ميلادي تم تشكيل الوفاق الثلاثي والذي تكون من النمسا والمجر وألمانيا، وتم إضافة إيطاليا على التحالف على الرغم من أنّها لم تكن المشاركة في الحرب، فقد اعتبرت بأنّ ذلك التحالف عبارة عن تحالفاً خاصاً وأنّ تلك الدول تريد الدفاع عن أراضيها ولا ضرورة للوجود الإيطالي في ذلك التحالف، وأنّ النمسا والمجر كانت تريد من خلال تلك الحرب استعادة أراضيها التي تم سلبها منها في الحروب السابقة، وطالبت الدول من إيطاليا المشاركة في الحرب قبل إرسال الإنذار الأخير إلى صربيا قبل بدء الحرب.

وقبل ذلك التحالف كان هناك عدة صراعات بين إيطاليا والنمسا والمجر والتي يعود تاريخ تلك الصراعات إلى عام 1815 ميلادي وذلك عند قيام الحروب النابليونية، وسبب تلك الصراعات؛ عندما قامت الإمبراطورية النمساوية بالسيطرة على أراضي شبه الجزيرة الإيطالية، وفي عام 1911 ميلادي بدأت الحرب التركية الإيطالية، الأمر الذي أدى إلى معاناة إيطاليا من نقص المعدات العسكرية وخسرت الكثير من جنودها، ولم تتمكن إيطاليا من استعادة خسائرها بعد تلك الصراعات.

خاضت إيطاليا بعد ذلك صراعات عسكرية مع الإمراطورية العسكرية، وتمكنت خلال تلك الفترة من استعادة قوتها وتجنيد عدد كبير من جنودها، وعلى الرغم من القوات العسكرية الكبيرة التي ملكتها إيطاليا، لكنها لم تتمكن من الوقف في وجه الفوات النمساوية وتم هزيمتها، وتمكنت النمسا من السيطرة على جبال الألب وعلى بعض الهضاب والأنهار، الأمر الذي دفع إيطاليا على إعادة تجنيد أعداد جديدة من قواتها العسكرية ومحاولة استعادة الأراضي التي تم سلبها منها، فقد اعتبرت ذلك الأمر من أشد الخسائر بالنسبة لها.

في عام 1915 ميلادي قامت إيطاليا بإعداد خطط عسكرية جديدة ودربت جنودها لاستعادة أرتضيها، ووضعت خطة لاختراق الخطوط العسكرية النمساوية والمجرية، لكنها لم تتمكن من ذلك، فقد كانت هجماتها ضعيفة، أو لعل الأمر يعود إلى ضعف الهجوم الإيطالي وعدم الاستعداد العسكري الكبير الذي من الممكن الصمود في وجه العدو، بالإضافة إلى أنّها لم تتمكن من إمداد قواتها بالمعدات العسكرية والمواد الغذائية؛ وذلك بسبب صعوبة التضاريس وصعوبة الوصول إلى الجنود.

في منتصف عام 1915 ميلادي حاولت إيطاليا الهجوم على الخنادق النمساوية والمجرية، وتمكنت في البداية من تحقيق عدة انتصارات، لكن لم تتمكن فيما بعد في الاستمرار في القتال؛ وذلك بسبب نفاذ الأسلحة لديها، عادة إيطاليا مرةً أخرى وجندت قواتها العسكرية وأحضرت الدبابات والأسلحة العسكرية، وعلى الرغم من التجهيزات العسكرية الكبيرة، لكنّها تم صدها مرةً أخرى من قِبل القوات النمساوية والمجرية، لتنتهي تلك الحرب بخسائر كبيرة.

في بداية عام 1917 ميلادي تمكنت إيطاليا من استعادة قوتها من جديد، وحاولت التصدي للقوات النمساوية والتي كانت تتمركز من المناطق الشرقية من إيطاليا وشن الحرب عليها، وبالفعل كانت القوات العسكرية الإيطالية ذات قوة أكبر في تلك الفترة، واستطاعوا كسر الحاجز النمساوي، ومع استمرار الصراع استطاعت القوات هزيمة القوات النمساوية والمجرية، الأمر الذي دفعهم إلى طلب المساعدة من ألمانيا.

قامت ألمانيا بإرسال قواتها العسكرية  ومعداتها للوقوف إلى جانب المجر والنمسا، فقد كانت ألمانيا تسعى من خلال تلك المساعدة كسب ود المجر والنمسا والقضاء على ما تبقى من إيطاليا، وكان للمشاركة الألمانية أثر كبير سيء على الجنود الإيطاليين وخفض معنوياتهم؛ ممّا دفعهم في النهاية إلى الانسحاب، أصدر رئيس الجيش الإيطالي الأوامر إلى جنوده بعد الانسحاب والبقاء في مكانهم والدفاع عن الحصون، وأمر جنوده بعدم الخروج من مكانهم حتى يتمكنوا من استعادة ما تم سلبه منهم.

وجدت إيطاليا نفسها بأنّه تم خداعها للمشاركة في الجبهة الغربية، وأنّها دخلت في حرب ليس لها فيها صلة، ولم تتمكن من الحصول على المدن النمساوية التي تم وعدها بها، بالإضافة إلى خسارتها الكثير من أراضيها، وقد نتج عن تلك الحرب خسارة إيطاليا الكثير من جنودها وأسلحتها.


شارك المقالة: