ما هي العمليات الاجتماعية في علم الاجتماع؟
عندما ينشأ مجتمع ما، أياً كان نمط هذا المجتمع، تتكون بين أفراده وجماعاته وهيئاته ومؤسساته علاقات اجتماعية متعددة الأشكال، متشابكة الأنواع، مركبة الأبعاد والألوان، وهي من أهم ضرورات الحياة في المجتمع.
والرابطة الاجتماعية يمكن أن نعرفها بأنها نموذج للاتصال الاجتماعي المتبادل بين إنسانين أو أكثر، ويمثل هذا النموذج أسهل وحدة من وحدات التحليل في علم الاجتماع، كما أنه يميل على الاتصال الاجتماعي الهادف والمعرفة المسبقة بأداء الفرد الآخر، وقد تكون العلاقة الاجتماعية ذات مدى بعيد كعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الأب بأبنائه، وقد تكون العلاقة ذات مدى قليل كعلاقة قائد سيارة برجل الشرطة الذي يريد إقناعه بعدم خطئه، وكعلاقة البائع بالمشتري وعلاقة التحتية في طريق عام.
وقد تكون العلاقة مباشرة وواضحة، وقد تكون غير مباشرة وغامضة، فالأولى مثل العلاقات في محيط الأسرة، وفي المدرسة والمصنع وفي دواوين الحكومة، والثانية مثل علاقة المنتج بالمستهلك، وعلاقة الفرد بالدولة.
العلاقات الإيجابية في العمليات الاجتماعية:
وأيضاً هناك علاقات تؤدي إلى البناء والإيجابية والتجمع تسمى بالعلاقات المجمعة ومن أمثلتها، التعاون، التثقف، التوافق، التكيف، ومنها ما يؤدي إلى الهدم والسلبية والتنافر والطلاق والحروب وما إليها وتسمى بالعلاقات المفرقة أو المفككة.
وينظر بعض الباحثين إلى علم الاجتماع على أنه دراسة للعمليات الاجتماعية أي للاتصال الاجتماعي، حيث أن العملية الاجتماعية تعتبر نموذجاً للاتصال الاجتماعي يمكن ملاحظته في حدود فترة زمنية محددة، ويمكن أن نسمى النموذج الذي يمكن ملاحظته في فترة محددة مصطلح بناء اجتماعي.
ويطلق بعض الدارسين على التفاعل الاجتماعي (وهو تأثير متبادل بين سلوك الأفراد والجماعات من خلال عملية الاتصال)، مصطلح التفاعل الرمزي، وذلك ﻷن التفاعل الاجتماعي يستند إلى الاتصال، كما أن البعض يرى أن الذات الإنسانية قد تتفاعل مع نفسها، فالشخص الذي يجلس في مكان بعيد عن الناس، ويفكر في مشكلة معينة إنما يمارس نوعاً من التفاعل الذاتي.
هذا ويشير الاتصال إلى ضرورة تبادل الاتجاهات بين الأشخاص أو الجماعات لحدوث التفاعل الاجتماعي واستمراره، وتعتبر الاتجاهات والقيم، والأدوار الاجتماعية من أهم العناصر الضرورية للاتصال الاجتماعي، أي الطرق المختلفة التي يتصل الناس خلالها بعضهم ببعض، ويرى كل من (سمول وبيرجس) إن الاتصال هو الخطوة الأولى في التفاعلات الاجتماعية التي تعتبر العمليات الاجتماعية نموذجاً لها.