ما هي المعركة النهائيّة للحملة الصليبيّة في فارنا؟

اقرأ في هذا المقال


متى وقعت معركة فارنا؟


وقعت معركة فارنا في (10) نوفمبر (1444) بالقرب من فارنا في شرق بلغاريا، هزم الجيش العثماني بقيادة السلطان مراد الثاني الجيوش المجريّة والبولنديّة واللاشيّة بقيادة فلاديسلاف الثالث (وهو ملك بولندا والمجر وكرواتيا)، جون هونداي (بصفته قائد القوات المسيحيّة المُشتركة) وميرتشا الثاني (Mircea II) من الأفلاق، كانت هذه المعركة النهائيّة للحملة الصليبيّة في فارنا.


سقطت المملكة المجريّة في أزمة بعد وفاة الملك سيجيسموند عام (1437) حكم صهره وخليفته الملك ألبرت لمدّة عامين فقط وتوفي عام (1439)، تاركًا أرملته إليزابيث مع طفل لم يولد بعد، وهو (Ladislaus the Posthumous) لاديسلاوس اليتيم كان ملك المجر وكرواتيا وبوهيميا.


ثمّ دعا النبلاء المجريون ملك بولندا الشاب Władysław III إلى عرش المجر، متوقعين مساعدته في الدفاع ضد العثمانيّين، بعد التتويج المجري، لم يعد أبدًا إلى وطنه مرّة أخرى، حكم المملكة المجريّة بجوار النبيل المؤثر جون هونيادي.

أحداث معركة فارنا:


بعد الحملات الفاشلة في (1440-1442) ضد بلغراد وترانسيلفانيا، وهزائم “الحملة الطويلة” لهونيادي في (1442-1443)، وقع السلطان العثماني مراد الثاني هدنة لمدّة عشر سنوات مع المجر، إلّا انّ الصليبين نقضوا الهدنة وبدأوا بحشد جيوشهم دون إعلانهم للحرب مُتجهين نحو مدينة فارنا، وكانوا في طريقهم يقتلون المسلمون الماريين في طريقهم.
خطط الصليبيون بأنّ يلتقوا بالسُّفن الصليبية عند ڤارنا ويستقلوها، وبعد ذلك يهاجموا عاصمة الدولة العثمانيّة آنذاك (أدرنة) إلّا أنّ خبرهم بلغ السلطان مراد الثاني فأسرع بتعبئة ونقل القوات عبر المضيق البحري في سباق مع الزمن ولحق بالصليبيين عند مدينة ڤارنا قبل أن يلتقوا السفن الصليبية وحَصَرَهُم فلم يستطيعوا الإنسحاب، فوقعت معركة ڤارنا على غير ميعادٍ.
وعندما سمع السلطان مراد جهزّ جيشًا قويًا، واتّجه عبر المضيق البحري وحاصر القوات الصليبيّة، ولم يتمكنوا من الانسحاب، فوقعت معركة فارنا، كانت معركة شرسة وكان من الممكن إنتهائها لصالح الصليبين، إلاّ أنّ تهور الملك ڤلاديسلاڤ الثالث، ومحاولته قتل السلطان مراد الثاني شخصيًا، غير نتيجة المعركة إذ قام الإنكشارين بقتله وقطع رأسه، ممّا أفزع الجنود الصليبين وهربوا من المعركة.


بعد أنّ أقام سلامًا مع إمارة كرمان في الأناضول في أغسطس (1444)، استقال من العرش لابنه محمد الثاني والذي يعرف عادة بالسلطان محمد الفاتح، استمر تأثير هذه المعركة لعدة قرون ومهَّدت لفتح القسطنطينيّة بعد (9) سنوات.


شارك المقالة: