ما هي انتفاضة وارسو؟

انتفاضة وارسو في عام 1794 ميلادي:

انتفاضة وارسو: هي أحد التمردات التي قامت في مدينة وارسو البولندية والتي كانت ضد حكم الإمبراطورية الروسية لأراضيها، وكانت تلك الثورة أثناء فترة الاتحاد البولندي الليتواني، وقامت القوات المسلحة البولندية بدعم تلك الثورة وحاولت إسقاط حكم الإمبراطورية الروسية على أراضي وارسو التي كانت تعتبر عاصمة الاتحاد البولندي الليتواني، وكانت الثورة تعتبر من الثورات على الرغم من قلة عددها.

انتفاضة وارسو ضد سيطرة الإمبراطورية الروسية:

في عام 1793 ميلادي تمت عملية التقسيم الثاني لبولندا، الأمر الذي أدى إلى إضعاف بولندا وأصبحت مدينة وارسو تعاني من التطرف في أراضيها، وأدت عملية التقسيم لأراضي بولندا إلى قيام الإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا إلى تواجدها بشكل دائم في الأراضي البولندية، وأصبح البلاط البولندي الملكي تحت سيطرة الدول الأجنبية، وأدت السيطرة الأجنبية إلى التأثير بشكل كبير على الحكومة البولندية وكما كان لها تأثير على طبقة النبلاء وعلى الشعب البولندي؛ ممّا أدى ذلك إلى خوف وغضب بولندا.

خاضت بولندا بعد ذلك حرباً ضد روسيا، وتم هزيمتها في تلك الحرب؛ ممّا أدى إلى إجبار روسيا لها للقيام بعملية إصلاح الجيش، فقامت بولندا بتخفيض أعداد الجيوش لديها، على الرغم من قيام بولندا بخفض نسبة أعداد الجنود لديها، كانت مدينة وارسو تقوم بالتجهيز للتصدي للسيطرة الروسية وعَملت على أعداد الذخيرة والجنود بشكل سري، في ذلك الوقت قامت التمردات في بعض المدن البولندية، وعندما وصل الأمر إلى مدينة وارسو قامت بإعلان الحرب على الوجود الروسي في أراضيها.

بعد وصول الخبر إلى القوات العسكرية الموالية للملك الذي كان يقف إلى جانب روسيا، قام قائد القوات العسكرية البولندية بالطلب من القوات العسكرية الروسية والقوات العسكرية الموالية للملك بالخروج من وارسو والذهاب إلى المعسكر، لكن القوات الروسية قامت برفض طلب الخروج من وارسو، رأت روسيا بأنّ وارسو لا بد بأنّ تبقى تحت سيطرتها وقامت بإحضار الأسلحة ومنع دخول الثوار من المدن البولندية إلى وارسو وكما قامت بعملية محاصرة المدينة بشكل كامل ومنعت أحد من الدخول أو الخروج منها.

كما قامت روسيا بإصدار أوامر بنزع السلاح من الثوار وقامت بمحاصرة المباني والكنائس التي من الممكن للثوار الحصول على السلاح منها، في الوقت نفسه قامت روسيا بسجن قادة الثورات والتمردات في وارسو، الأمر الذي أضعف الجانب البولندي، لكن قام الثوار في وارسو بإعداد جمعيات وجلب المتطوعين لخوض الحرب ضد روسيا، وكانت تلك القوات المتمردة يتم تدريبهم بشكل دقيق وكما تميزت بالتنظيم، وتمكنت من من هزيمة القوات الروسية وتحقيق النصر، على الرغم من الانتصار لم يكن للملك البولندي دور يذكر.

انتفاضة وارسو ضد سيطرة ألمانيا النازية:

وقعت تلك الانتفاضة عندما كانت مدينة وارسو واقعة تحت سيطرة ألمانيا النازية، فقام جيش المقاومة البولندي بالتصدي لألمانيا النازية والعمل على إخراجها من وارسو بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، قام الاتحاد السوفيتي في بداية الانتفاضة بالوقوف إلى جانب الثوار البولنديين، لكنه قام بالانسحاب فيما بعد؛ ممّا ساعد ألمانيا النازية إلى إعادة تنظيم قواتها العسكرية وإعادة السيطرة على المدينة والعمل على تدميرها بشكل كامل، وقد استمرت تلك الانتفاضة لمدة شهرين.

في عام 1939 ميلادي قامت ألمانيا بالسيطرة على بولندا، وفي عام 1944 ميلادي قامت القوات القومية البولندية بالتنظيم والاستعداد للتخلص من الحكم الألماني النازي، وكانت ألمانيا النازية في ذلك الوقت تخوض حرباً ضد  الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم تكن ألمانيا النازية مركزة في الأمور الداخلية البولندية، وكان تخطيط بولندا ينص على التحالف مع القوات المعادية لألمانيا النازية والاتفاق معها لشن هجوم ضدها، وكان الاتحاد السوفيتي حينها يخطط للسيطرة على بولندا.

اعتبرت بولندا والاتحاد السوفيتي بأنّ ألمانيا النازية هي العدو المشترك بينهم، كانت بولندا تسعى في ذلك على التخلص من الحكم النازي، وكان السوفييت يسعون إلى السيطرة على بولندا والعمل إلى تحويلها إلى دولة اشتراكية سوفياتية وكان ذلك التخطيط بشكل سري، وعلى الرغم من التحالف السوفيتي البولندي ضد ألمانيا النازية، لكن لم تكن كلا الدولتين تثق ببعضهما البعض، حيث قام الجنود السوفييت بالاشتباك مع القوات القومية البولندية.

رأت بولندا بأنّ الاتحاد السوفيتي يشكل تحالفاً مع ألمانيا النازية ضدها، وقررت التخلص من التحالف السوفيتي، لكن ألمانيا النازية رأت بأنّها لا يمكنها التنازل عن أراضي وارسو، ولم يكن في وارسو القادة والقوات العسكرية التي تساعدها من خوض الحرب، وتمكنت ألمانيا النازية من إعادة السيطرة عليها.